المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: إن الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد مبنى القسم القنصلي للسفارة الإيرانية بدمشق تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتحمل مسؤولية دولية على هذا الكيان.
الدكتور علي كربلائي حسيني ـ باحث في القانون الدولي
إن الهجوم العسكري العلني من قبل طرف ما على مقر دبلوماسي بالطريقة التي فعلها الكيان الصهيوني هو حالة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية. إلا أن هناك قواعد قانونية ودبلوماسية لمساءلة الكيان الصهيوني قانونياً وسياسياً بسبب أعماله الإرهابية، وهي كما يلي:
- الإدانة الفورية وإجراء تحقيقات
1ـ على المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، إصدار بيانات تدين هذا الهجوم وتعبر عن التضامن مع الدولة الضحية.
2ـ ينبغي إجراء تحقيقات دقيقة لتحديد الجناة ودوافعهم للهجوم. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار مبدأ الحصانة الدبلوماسية في هذا الإطار.
- متابعة الحدث عبر القنوات الدبلوماسية
1ـ يجب على الدولة الضحية أن تنقل رسالتها الدبلوماسية إلى الأطراف المؤيدة للمرتكب. ويجب أن تؤكد هذه الرسالة على خطورة الموقف وضرورة محاسبة المهاجم.
2 ـ يجب أن تُعقد اجتماعات طارئة في المنظمات الإقليمية أو الدولية (مثل مجلس الأمن) لبحث الحدث وتحليل الردود المحتملة من الطرف الآخر في إطار حق الدفاع عن النفس.
- الردود القانونية والسياسية
1ـ يجب تحميل المسؤولية على المهاجم وفقاً للقانون الدولي. وباعتبار أن هذا الهجوم يعد انتهاكاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، فإنه ينبغي اتخاذ الإجراءات القانونية بما يتناسب مع الهجوم.
2ـ كما ينبغي فرض عقوبات أو تدابير عقابية أخرى ضد الكيان الصهيوني. ويمكن أن تشمل هذه التدابير إجراءات اقتصادية أو سياسية أو دبلوماسية.
1ـ ينبغي إعطاء الأولوية لأمن الموظفين الدبلوماسيين. كما ينبغي اعتماد بروتوكولات أمنية معززة وتطبيقها على جميع البعثات الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم.
2ـ إن من شأن رفع التأهب وتكثيف التعاون بين الأجهزة الاستخباراتية أن يساعد في منع تكرار هذه الاعتداءات واستمرار هذه الأعمال غير القانونية.
1ـ يجب على المجتمع الدولي أن يظهر تضامنه ودعمه للدولة الضحية. إن البيانات المشتركة أو اللقاءات الدبلوماسية أو المواقف الرمزية ستحمل رسائل قوية في هذا الصدد.
2ـ كما يمكن عقد اجتماعات طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات المعنية بهدف تدارس الوضع والتأكيد على مبدأ الحصانة الدبلوماسية.
1ـ ينبغي بذل جهود عاجلة لإعادة بناء مبنى البعثة الدبلوماسية، مما يدل على المرونة والالتزام بالتعامل الدبلوماسي.
2ـ بإمكان الدولة الضحية أن تطلب من دول أخرى أو منظمات دولية تسهيل عملية إعادة البناء.
ختاماً، يجدر بالذكر أنه لا يمكن لأي إجراء من قبل أي طرف أن يعوض عن الأرواح البريئة التي سقطت في هذا الهجوم الإرهابي، ومن المؤكد أن رد إيران وإجراءاتها المضادة ضد الكيان الصهيوني سيكون متوقعاً ومشروعاً. مع ذلك، بالنظر إلى أن الكيان الصهيوني، ومن أجل التعويض عن إخفاقه في غزة وصرف الرأي العام عنه، يحاول جر الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حرب لا تريدها في المنطقة لكي يحول دون سقوطه، فيجب أن يكون رد إيران الحازم والمتناسب مدروساً بحيث لا يصب في مصلحة تحقيق رغبات هذا الكيان. وفي الوقت نفسه، ينبغي الأخذ في الاعتبار أن الهجوم على بعثة دبلوماسية ليس مجرد هجوم على هيكل مادي، بل هجوم على الأسس الرئيسية للدبلوماسية والسلام والاستقرار الإقليميين والعالميين، مما يتطلب رداً حاسماً من مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
0 تعليق