المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في شؤون غرب آسيا: "في الساعات الأخيرة من 14 أبريل/نيسان، شنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هجوماً بالصواريخ والمسيّرات على الأراضي المحتلة، استمر حتى صباح اليوم التالي. وعلى الرغم من إنذار إيران السابق لبعض دول المنطقة وخارجها بشأن حتمية ردها العسكري، إلا أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لم يتمكنا من منع هذا الهجوم."
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، صرح سعدالله زارعي: “بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لم تعترض على ما قام به الكيان الصهيوني ضد المواقع الإيرانية، خاصة في سوريا، فلا ينبغي لها أن تعترض على الهجوم الإيراني بالصواريخ والمسيّرات على الأراضي المحتلة؛ لكنها كانت شريكة فعلاً في الاعتداءات الإرهابية التي شنها الكيان الصهيوني على المواقع الإيرانية في سوريا، ولذلك كانت تلح على أن لا تتخذ إيران أي إجراء ضد الكيان الإسرائيلي.”
وتابع زارعي: “الطلبات المصحوبة تارة بالتهديد وتارة بالتوسل لن تجعل بلداً أقام ثورة للحفاظ على استقلاله، ويُعتبر الاستقلال من مبادئها الأساسية، يتخلي عن قراره وإرادته المستقلة ليتصرف على أساس ما ينصح به العدو. في الحقيقة، تصرفت إيران وفق ما تقتضيه مصالحها لكي تضع حداً لعمليات الاغتيال ضد قواتها، من خلال مهاجمة النظام الإسرائيلي. فعلى هذا الأساس، نفذت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملية 14 أبريل/نيسان.”
وبحسب الخبير، فإنه بعد تنفيذ إيران لهذه العملية، اعترف الأمريكيون أنفسهم بأن إيران هي القوة العسكرية المتفوقة في منطقة غرب آسيا.
وأردف زارعي قائلاً: “لقد أظهر التحرك الإيراني والاعتراف الأمريكي بالقوة العسكرية الإيرانية أن الطريق الصحيح هو ما فعلته إيران رداً على جرائم الكيان الغاصب، والأهم من ذلك أنه على عكس الكيان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين، استهدفت إيران القواعد والأهداف العسكرية”.
وأكد الخبير في شؤون غرب آسيا: “كانت القاعدة الجوية للكيان الإسرائيلي، والتي تقع شمال ديمونة وتم استهدافها، هي المركز الرئيسي للتخطيط والعمليات ضد القوات الإيرانية.”
وأضاف زارعي: “العملية الإيرانية كانت ضربة كبيرة مع سابق إنذار، ورغم إنشاء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وعدة دول أخرى جداراً دفاعياً لحماية الأراضي المحتلة، تمكنت إيران من توجيه ضربة قوية للقاعدة العسكرية الصهيونية. وحتى الصهاينة أنفسهم اعترفوا بأنهم رأوا الجحيم أمام أعينهم.”
وأوضح زارعي خصائص الشرق الأوسط الجديد ومكانة إيران فيه: “لقد رسخت إيران قوتها، ومن الآن فصاعداً، أدركت دول المنطقة ودول خارجها التي لها وجود عسكري في منطقة غرب آسيا أنه لا يمكنها تجاهل القدرات العسكرية الإيرانية، ومن المؤكد أن التأثير الأمني لعملية الوعد الصادق كان كبيراً للغاية بالنسبة لإيران والمنطقة بأكملها، وأظهر أن المنطقة لديها قوة دفاعية ضخمة يمكنها التصدي بحزم لتدخلات القوى الغربية وتغيير الواقع لصالح شعوب المنطقة.”
واختتم قائلاً: “في الحقيقة، أثبتت العملية العسكرية الإيرانية أن المنطقة تمتلك وسائل الأمن بداخلها، ويمكن لدولها أن تتعاون فيما بينها للتصدي لأي عامل مخل بالأمن، سواء كان داخلياً مثل داعش أو كان خارجياً مثل الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق خلال العقدين الماضيين.”
0 تعليق