المجلس الإستراتيجي أونلاين – حوار: قال خبير في القضايا الإقليمية: "إعلان فرنسا موافقتها على حل الدولتين في الأراضي المحتلة هو خطوة لتحسين صورة فرنسا دوليا وتخفيف الضغط الداخلي على حكومة ماكرون من جراء تقاعسها أمام جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة."
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال حسين رويوران فيما يخص موافقة فرنسا على حل الدولتين في الأراضي المحتلة، خلافاً لموقفها السابق وفي ظل معارضة الكيان الإسرائيلي له: “السبب الأهم لهذا التغيير في موقف الحكومة الفرنسية هو تأثير طوفان الأقصى في إظهار طبيعة الكيان الإسرائيلي للرأي العام العالمي.”
وتابع: “لقد كشفت هذه العملية وأحداث الأشهر الأربعة الأخيرة عن طبيعة الكيان الصهيوني أكثر من أي وقت مضى خلال السبعين سنة الماضية. لقد ظلت القضية الفلسطينية محل نقاش منذ أكثر من سبعين عاماً، دون أن يُتخذ أي إجراء من جانب الدول الغربية والولايات المتحدة.”
وذكر رويوران: “في ظل الجرائم والإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة، تعرضت الدول التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان لضغوط شديدة من الرأي العام المحلي والعالمي؛ فعلى سبيل المثال، تشعر الحكومة الفرنسية اليوم بالمسؤولية في هذا الصدد وتحاول تخفيف الضغوط من خلال اتخاذ هذا الموقف.”
وبالإشارة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن الموافقة على حل الدولتين في الأراضي المحتلة، أكد أن الكيان الإسرائيلي جزء من سياسة فرنسا والدول الغربية في المنطقة ولن تتخلَّ هذه الدول عنه. لكن في ظل جنوح الرأي العام الغربي نحو دعم فلسطين ومواجهة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، استقطبت القضية الفلسطينية اهتمام السياسة الداخلية في فرنسا والدول الغربية الأخرى. من جهة أخرى، فإن تصريحات إيمانويل ماكرون هذه لها انعكاسات انتخابية ومحلية. إلا أنه ليس من الصواب التصور بأن هذه المواقف تعني خروج إسرائيل من دائرة اهتمام فرنسا. بل قد حدثت تطورات في القضية الفلسطينية لا يمكن للدول الأوروبية تجاهلها.
وقال الخبير في القضايا الإقليمية: “مقدمة مناقشة حل الدولتين هي الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي كانت جزءاً من اتفاقية أوسلو عام 1993، وكانت الولايات المتحدة هي الضامن لتنفيذ هذه الاتفاقية، لكن لم تُطبّق الاتفاقية. لذلك فإن مسألة قبول فرنسا حل الدولتين، بالنظر إلى موقفها السابق، هي لإلهاء واستقطاب الرأي العام الداخلي في البلاد.”
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الاعتراف بحل الدولتين سيحدث تغييراً في طبيعة الممارسات والسياسات الغربية والأمريكية الداعمة للكيان الإسرائيلي؟ قال: :”الاعتراف بفلسطين من قبل هذه الدول لا يغير المعادلة. حتى الآن اعترفت 136 دولة بفلسطين، لكن لم يحدث شيء فيما يتعلق بشرعية هذه الدولة وسيادتها القانونية، بل أكد الكيان الإسرائيلي مراراً وتكراراً على أنه لن يعترف بالدولة الفلسطينية حتى لو اعترف العالم كله بها.”
وحول ضمان تنفيذ هذه الفكرة من قبل الدول الغربية والأوروبية، قال رويوران: “بشكل أساسي، دخول الكيان الصهيوني في موضوع حل الدولتين، الذي يتطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يزيد من احتمالات نشوب حرب أهلية في إسرائيل ويؤلب المجتمع الإسرائيلي ضد بعضهم البعض؛ لأن الداخل الإسرائيلي لا يقبل بتشكيل دولة فلسطينية بجانبه.”
0 تعليق