المجلس الاستراتيجي اونلاين ـ حوار: قال خبير في قضايا المنطقة والعراق: ما دامت أزمة غزة والتهديد الأمريكي ضد حركات المقاومة في المنطقة وأيضاً الضغط على إيران كقاعدة أساسية لمحور المقاومة مستمر، ففي ظل هذه التوترات ستستمر المواجهة بين الولايات المتحدة وفصائل المقاومة في العراق.
قال علي موسوي خلخالي، في حديث مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، عن رد فعل الحكومة العراقية على الهجمات الأمريكية الأخيرة على مقرات جماعات المقاومة في هذا البلد: رغم أن معظم القوات الأمريكية غادرت العراق بعد انتهاء حكومة السيد نوري المالكي، لكن لا تزال الهيمنة والحضور الامريكي هذا البلد بقوته، وبعد ذلك، عندما هاجمت داعش العراق، أنشأ الأمريكيون تحالفاً لمحاربة داعش وعادوا إلى العراق بهذه الذريعة، لذلك مازال الأمريكيون ينظرون إلى العراق كدولة محتلة.
وتابع هذا الخبير في القضايا الإقليمية والعراقية: المجال الجوي العراقي كان في أيدي الولايات المتحدة منذ عهد جورج بوش الابن الذي هاجم هذا البلد. ولذلك فإن المجال الجوي للعراق كان دائماً تحت سيطرة الأميركيين، حتى أن إحدى أكبر القواعد العسكرية الأميركية تتمركز في مطار بغداد كقاعدة مراقبة للرحلات الجوية القادمة والمغادرة إلى ومن هذا البلد.
وأكد موسوي أنه بالإضافة إلى الهيمنة الأمنية والسياسية الأمريكية على العراق، فإن الشريان الاقتصادي لهذا البلد هو أيضاً في أيدي الولايات المتحدة، وصرح قائلاً: بموجب الاتفاقية التي تشكلت عام 1991 بصيغة اتفاقية “النفط مقابل الغذاء” بين العراق والأمم المتحدة، تم تخصيص حساب مصرفي في الولايات المتحدة لإيداع الأموال الناتجة عن بيع نفط العراق حتى تتمكن هذه الدولة من توفير سلعها الأساسية من خلال هذا الحساب، والذي بالطبع لا يزال هذا الحساب البنكي قائماً، لذلك ليس من المستغرب حقيقة أن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بنفوذ على العراق.
ورداً على التساؤل حول مدى إمكانية اتساع نطاق التوتر بين العراق والولايات المتحدة؛ قال: “هناك احتمال قوي بأن يستمر التوتر بين فصائل المقاومة العراقية والولايات المتحدة، لكننا لا نعرف إلى أي حد وإلى متى؟”. لكن طالما استمرت أزمة غزة والتهديد الأمريكي ضد حركات المقاومة في المنطقة وأيضاً استمر الضغط على إيران باعتبارها القاعدة الأساسية لمحور المقاومة، ففي ظل هذه التوترات ستستمر المواجهة بين الولايات المتحدة وفصائل المقاومة في العراق وبالطبع فإن حركات المقاومة لا تتلقى أوامر من إيران، بل تعمل على مسار محور المقاومة. والحقيقة أن فصائل المقاومة تعتبر أن إضعاف إيران يعني إضعافها، وبالتالي، إلى أن يتحقق التوازن بين الأطراف، سيستمر هذا التوتر، ما لم يخسر أحد الأطراف في هذه التوترات.
وقال هذا الخبير في شؤون المنطقة والعراق عن الحل لتخفيف هذه التوترات: من الطبيعي أن تشعر الحكومة العراقية بالقلق إزاء هذا الوضع. لقد اجتاز العراقيون أزمة الإرهاب التي كانت جادة وخطيرة للغاية، وهم الآن يحاولون التحرك نحو السلام والاستقرار. وفي عام 2022، شهدوا ازدهاراً اقتصادياً بنسبة 10٪ وزادت عائداتهم النفطية، لذا يحاولون تشكيل دولة الرفاهية، لكن في هذه الأثناء، نشأت أزمة إقليمية كبيرة يمكن أن تتحدى تحقيق هذا الهدف. ومع تزايد الأزمة في المنطقة، سيكون لها تأثير مباشر على التطورات في هذا البلد، خاصة وأن الحكومة العراقية تشعر بالقلق من جر البلاد إلى التوترات الإقليمية.
وأشار إلى: أن العراق لا يريد أن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين القوى المختلفة في المنطقة، لأن مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية تتطلب ذلك.
رداً على ما مدى تأثر هذه التطورات والتوترات بدعم الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي في حرب غزة؟ قال موسوي: إن هذه التطورات تتأثر بالتأكيد من قضية غزة. ومع ضعف فصائل المقاومة، وخاصة فصائل المقاومة في فلسطين وسوريا ولبنان، تضعف أيضاً تيارات المقاومة في العراق واليمن، لذلك يحاولون عدم إضعاف تيار المقاومة في المنطقة بشكل عام، لأنهم يعلمون أنه إذا ضعف محور المقاومة الفلسطينية سيكون على حسابهم أيضاً.
0 تعليق