المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: حول نهج الوفد الغربي بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، قال خبير في الشؤون الدولية: "خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، كانت هناك خلافات جوهرية بين الولايات المتحدة وأوروبا حول مختلف القضايا، بما في ذلك الإتفاق النووي مع إيران؛ لأن الأوروبيين في الواقع لم يوافقوا على انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي؛ ولكن منذ أن تولى جو بايدن منصبه، تضاءلت الخلافات بين واشنطن وبروكسل وأصبحت أكثر ثباتًا في العديد من المجالات، بما في ذلك قضية الاتفاق النووي؛ والآن بعد أن وصلت المفاوضات إلى مرحلة حرجة، تتفاوض جميع الأطراف من أجل إعطاء نقاط أقل والحصول على نقاط أكثر."
في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، صرح حسن بهشتي بور عن نهج أمريكا تحت ولاية بايدن تجاه الاتفاق النووي: “يبدو أن الولايات المتحدة توصلت إلى استنتاج مفاده أنها لا تستطيع التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران حول الاتفاق النووي بأسره، لذا فهي تبحث عن اتفاق مرحلي أو متدرجاً خطوةً فخطوة. في الواقع تريد واشنطن متابعة القضايا العابرة للاتفاق النووي، ولكن لأنها تعلم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض هذا الموضوع وقد عبرت عن معارضتها مراراً وتكراراً، إنها تحاول تعليق العقوبات أولاً ثم تحريك هذا الاتفاق مع إيران خطوة فخطوة. في الواقع، تسعى الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتفاقية مؤقتة ترضي إيران حالياً بتنفيذ الإتفاق النووي ثم تنتقل إلى قضايا عابرة للاتفاق النووي التي ينوون القيام بها، لكن إيران لن توافق على مثل موضوع كهذا.
كما أشار إلى المحادثة الهاتفية الأخيرة بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووزراء خارجية الترويكا الأوروبية والنهج الأوروبي تجاه هذه الخطة، وقال: “تتفق أوروبا تماماً مع الولايات المتحدة في هذا الصدد؛ لأن الدول الأوروبية تدّعي أيضاً أنها يجب أن تصل إلى الاتفاقية النووية المؤقتة مع إيران من أجل التوصل إلى تفاهم مع إيران حول سلسلة من القضايا العابرة للاتفاق النووي بالإضافة إلى الاتفاق النووي.”
تحدث أيضاً بهشتي بور عن وجهات النظر الصينية والروسية بشأن المفاوضات قائلاً: تسعى بكين وموسكو إلى إنهاء المفاوضات في إطار الاتفاق النووي، وليس المواضيع العابرة للإتفاق النووي. وهم يعتقدون أن الاتفاق النووي مع ايران نوع من اتفاقية عدم الانتشار، وأن اتفاقية حظر الانتشار النووي هذه مفيدة لكل من الصين وروسيا. في حين أن رفع العقوبات في مصلحة الصين وروسيا؛ لأنه يمكن أن تكون لديهم علاقات أفضل مع إيران في مختلف المجالات مثل الأنشطة المصرفية والاستثمارية والتجارية.
و مشيراً إلى أن الصين وروسيا قلقتان أيضاً من العواقب المحتملة لتواجد شركاتهما في إيران في حال استمرار العقوبات الأمريكية، أكد الخبير: كما حدث عندما تركت الشركات الصينية والروسية إيران مثل الشركات الأوروبية بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي؛ لأنهم لا يستطيعون التعاون مع إيران في نفس الوقت الذي يلتزمون فيه بالعقوبات الأمريكية.
ومضى الخبير في الشؤون النووية يقول إن الصين وروسيا تسعيان للتوصل إلى اتفاق حول نفس الاتفاق النووي مع إيران: “إنهم لا يقبلون بالاتفاقات العابرة للاتفاق النووي مع إيران”.
قال بهشتي بور عن العلاقات الصينية الروسية مع إيران وعلى النقيض من الولايات المتحدة وأوروبا: تجدر الإشارة إلى أن روسيا والصين تتعاونان مع الولايات المتحدة وتعقدان اجتماعات مشتركة وتحاولان اعتماد استراتيجية مشتركة بالتشاور مع بعضهما البعض؛ أي أنه على الرغم من وجود خلافات بين هذه الدول والغرب، إلا أنها لا تريد تشكيل جبهة معادية لأمريكا أو معادية لأوروبا؛ لذلك لا يمكن القول إن إيران والصين وروسيا في جانب واحد في هذه المفاوضات والأطراف الغربية في جانب آخر. قد تكون وجهة نظر إيران أقرب إلى الصين وروسيا، لكن بكين وموسكو لديهما خلافات في وجهات النظر أيضاً مع طهران.
وبشأن عملية التفاوض وصفها بهشتي بور بالبطيئة وقال: سبب هذا “البطء” هو أن الجانبين لا يرغبان في التراجع عن مواقفهما. وصلت عملية التفاوض الآن إلى مرحلة يتفاوض فيها الأطراف حول القضايا الحساسة بين قوسين؛ لذلك، في مثل هذه المرحلة ، تحاول كل من إيران والجانب الآخر، وخاصة الولايات المتحدة، إعطاء الحد الأدنى من الإمتيازات والحصول على الحد الأقصى من الإمتيازات.
وأكد: بطبيعة الحال، فإن هذه العملية البطيئة ما زالت مستمرة وهي تتقدم؛ وتدل كل الدلائل على أنه تم التوصل إلى اتفاق ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة توقيع اتفاق شامل وإعلانه. قال الخبير في الشؤون الدولية أخيراً عن الموعد المحتمل للتوصل إلى الاتفاق: “يبدو أن الطرفين يتساومان لكسب المزيد من الإمتيازات وإعطاء إمتيازات أقل. لم يتضح بعد إلى متى ستستمر هذه العملية، لكن لا ينبغي أن نتوقع التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب للغاية، لأن الخلافات أساسية وتتطلب قدراً كبيراً من الجهد لوصول الأطراف المتفاوضة إلى نقطة مشتركة”.
0 تعليق