المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أكد محلل شؤون القوقاز على ضرورة الحفاظ على توازن القوى في منطقة جنوب القوقاز، قائلاً: إذا استمرت الأمور، مع اختلال توازن القوى في المنطقة، بطريقة تنافسية بين الجهات الفاعلة، مع كل خطأ في تفهّم الظروف وأي سوء تقدير، قد تواجه المنطقة توترات كبيرة وقد تؤدي إلى مواجهة عسكرية.
قال جواد بسنديده، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، إن سياسة إيران التقليدية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فيما يتعلق بالصراعات بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان كانت محاولة لعب دور الوسيط في حل النزاعات وهي تسعى جاهدة من أجل الحياد؛ و تابع: في ظل الوضع الحالي، فإن الفكرة القائلة بأن أرمينيا وجمهورية أذربيجان ستحققان سلاماً دائماً هي فكرة متفائلة جداً؛ لأن هذا الصراع له جذور تاريخية ويعود إلى الصراعات الإثنية والعرقية و القضايا الدينية في الماضي.
وأكد الخبير في شؤون القوقاز على ضرورة الحفاظ على توازن القوى في منطقة جنوب القوقاز، قائلاً: بالتأكيد يجب النظر إلى قضايا القوقاز على أنها عابرة للإقليم، على الرغم من مرور أكثر من 30 عاماً على استقلال دول هذه المنطقة، لا يزال من غير الممكن القول إنها جهات فاعلة مستقلة تماماً في سياستها الخارجية. في هذه الحالة، تعتبر كيفية أداء دور الجهات الفاعلة العابرة للإقليم مهمة جداً.
ومشيراً إلى عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون وكذلك سياسة التوجه إلى الشرق التي تنتهجها، أضاف بسنديده: يبدو أن هذه السياسات تدفع أرمينيا لمحاولة تعزيز قاعدتها إلى حد ما من خلال الاعتماد على إيران وروسيا و دول آسيا الوسطى غير الناطقة بالتركية مثل طاجيكستان. بالطبع، في هذه الظروف، انضمت باكستان إلى القائمة التي تحتوي تركيا وجمهورية أذربيجان والكيان الصهيوني، باعتبارها جهة فاعلة جديدة ومثيرة للقلق إلى حدّ ما.
واعتبر أنه من المهم للغاية الانتباه إلى تطورات أفغانستان لأجل تحليل الوضع الراهن وأفاد: إن زيادة نفوذ باكستان في أفغانستان، سوف يخل بطريقة ما بتوازن القوى في جنوب القوقاز على حساب أرمينيا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن روسيا قد خفضت دعمها لأرمينيا بسبب القضايا الاقتصادية.
كما وصف محلل شؤون القوقاز وجود القوات التكفيرية في هذه المنطقة بأنه خط أحمر مهم لإيران وأضاف: الأمن على الحدود الشمالية قضية مهمة بالنسبة لإيران؛ وبحسب التقارير، خلال حرب كاراباخ، أرسلت تركيا مجموعة من الإرهابيين النشطين في سوريا إلى تلك المنطقة، وحتى في المناطق التي يسكنها الأرمن، سعت إلى إقامة منطقة تسمى “كردستان الحمراء”. في الوضع الحالي، تسعى تركيا لخلق وضع جديد بهدف زيادة قوتها الإقليمية.
وأكد بسنديده على حساسية التطورات الأخيرة في جنوب القوقاز وضرورة اهتمام القوى الإقليمية بعواقب أفعالها، وأردف: إذا استمرت الأمور بطريقة تنافسية بين الجهات الفاعلة، مع اختلال توازن القوى في المنطقة، فكل خطأ في تفهم الظروف وأي سوء تقدير، قد تنجم عنه توترات كبيرة في المنطقة وقد تؤدي إلى مواجهة عسكرية.
وفي إشارة إلى معارضة إيران وروسيا للتغييرات الجيوسياسية في المنطقة وضرورة الحفاظ على الخطوط الحدودية، تابع: يرتبط تغيير الجغرافيا السياسية ارتباطاً مباشراً بالحرب والصراع في المنطقة، ولم يكن هذا الأمر مرفوضاً في هذه المنطقة فحسب، بل حتى في أكثر مناطق العالم هدوءاً. لذلك، يجب على إيران وروسيا الحفاظ على تقاربهما في المفاوضات المستمرة التي تجري بينهما، من أجل ضمان تنسيق وجهات نظرهما حول أمثلة التغييرات الجيوسياسية في المنطقة مع ضمان الحفاظ على الخطوط الحدودية.
ومؤكداً على ضرورة اهتمام دول القوقاز بعلاقات حسن الجوار وإمكانيات طرق العبور، أضاف الخبير في شؤون القوقاز: في الظروف التي طرأت، ونظراً لضرورة الحفاظ على توازن القوى في المنطقة، يجب على روسيا أن تلعب بذكاء دور الوسيط كلاعب رئيسي في هذا التوتر، حتى لا تؤدي الخلافات البسيطة حول قضايا العبور والتجارة والجمارك إلى قضايا أوسع، على عكس ما حدث في حرب كاراباخ الأخيرة، لكيلا تتفاجأ بالتطورات الجارية.
0 تعليق