المجلس الإستراتيجي أونلاين ــ حوار: قال السفير الإيراني السابق لدى العراق، إن الصين مهتمة بتطوير مشاريعها في العراق، ومع خروج الشركات الغربية ستحل محلها وأضاف: أبدت الصين اهتماماً بتوسيع وجودها الاقتصادي في العراق و لقد دخلت بوعي تام فی هذا البلد؛ وبهذه الطريقة، يمكن للعراق أيضاً ضمان أمنه المستدام وأن يحافظ عليه؛ بالإضافة إلى ذلك، تم خلق فرصة وطاقات جديدة للتعاون المشترك في هذا المجال بين إيران والصين والعراق.
وفي حديثه للموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار “حسن دانايي فر” إلى تصريحات وزير النفط العراقي بأن شركة “بريتيش بتروليوم” النفطية البريطانية تدرس مغادرة العراق، وقال: بدأ خروج بعض شركات النفط من العراق منذ أشهر قليلة، كما أن معظم الشركات الأمريكية التي كانت في العراق، غادرت بعد سقوط صدام حسين باستثناء شركة أو شركتين، لأسباب اقتصادية ـ أمنية.
وأشار إلى تصريحات وزير النفط العراقي الذي قال إن بيئة الاستثمار في هذا البلد غير مناسبة للاحتفاظ بكبار المستثمرين، وإنهم إما يبحثون عن سوق آخر أو عن شريك آخر، وقال: وقد توصلت هذه الشركات إلى نتيجة مفادها أنه ليس من المربح لها التواجد في هذه المجالات، وبالتالي وافقت على تسليم المشاريع.
وشدد المحلل في الشؤون العراقية على الأهمية الاستراتيجية للعراق بالنسبة للصين نظراً لموقعه الجيوسياسي وأردف قائلاً: كان الصينيون حاضرين في العراق في قطاع النفط على شكل مجموعات ذات نفوذ نسبي من الماضي البعيد وأثناء عهد صدام؛ لكن في الآونة الأخيرة، تماشياً مع السياسات القائمة على الوجود المتزايد في منطقة غرب آسيا، يحاولون استلام المشاريع مباشرة؛ وفي السنوات السبع الماضية، تمكنوا من الحصول على مشاريع في جنوب البلاد من الحكومة العراقية مباشرة.
وأضاف دانايي فر: بما أن الصين مهتمة بتطوير هذه المشاريع، فمن الطبيعي أن تحل محل الشركات الغربية الكبرى.
واستشهد بالقضايا الاقتصادية وكذلك القضايا السياسية والأمنية كمشاكل لشركات النفط الناشطة في العراق، وتحدّث عن تداعيات التواجد الصيني بنشاط أكثر في العراق حيث قال: يهتمّ العراقيون أيضاً بعلاقة جيدة مع الصينيين.
وتابع السفير الإيراني السابق في بغداد: إنّ توسيع العلاقات مع روسيا في عهد السيد المالكي، وازدياد العلاقات مع الصين في عهد السيد عادل عبد المهدي، كانا على جدول أعمال الحكومة العراقية بشكل جدي، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون طويل الأمد، وبموجبها سيبيع العراق 100 ألف برميل من النفط يومياً إلى الصين، ويتم الاحتفاظ بالأموال في صندوق مشترك ليوفر 500 مليار دولار كأئتمان للاستثمارات الصينية في العراق.
وقال دانايي فر إن الصينيين مهتمون بالعمل مع العراق بسبب سياساتهم في الشرق الأوسط وصرّح: يبقى أن نرى كيف ستكون الصين قادرة على النهوض بمشاريعها الاقتصادية بالنظر إلى الوضع الأمني في البلاد. بالطبع، أبدت الصين أيضاً اهتماماً بتوسيع وجودها الاقتصادي في سوريا، وتم إجراء العديد من التحليلات لمحاولة توسيع مشروع “الحزام والطريق”. يبدو أن الصين دخلت العراق بوعي، ويمكن للعراق أيضاً أن يضمن أمنه المستدام ويحافظ عليه. بالإضافة إلى ذلك، تم خلق فرصة وطاقات جديدة للتعاون المشترك في هذا المجال بين إيران والصين والعراق.
و حول آثار وجود الصين في المشاريع النفطية العراقية على اقتصاد البلاد وأمنها، أكّد: على الرغم من أن الصين منخرطة في محطات توليد الكهرباء ومشاريع النفط في العراق، إلا أنها لم تتمكن بعد من إحداث التأثير اللازم في قطاعي الطاقة والنفط. والواقع، أن حجم الاستثمار الصيني في العراق محدود في الوضع الحالي، ولكي يتمكنوا من إحداث تحوّل في مجال العلاقات الثنائية وكذلك الفضاء الداخلي للعراق، يجب أن يكون هذا الحجم أكبر بكثير مما نشهده الآن.
في غضون ذلك، تحدث السفير الإيراني السابق في العراق عن تأثير التواجد الأوسع للصين في العراق على العلاقات بين بغداد وواشنطن قائلاً: يبدو أن العراق يبحث عن توازن في علاقاته مع الدول العظمى ولقد حددوا أيضاً علاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأضاف دانايي فر: مع ذلك يرغب العراق بإيجاد توازن في علاقاته مع القوى العظمى على الصعيد الدولي وبالإضافة إلى الصين والولايات المتحدة وأروبا يريد العراق توازن مع روسيا أيضاً كما نشهد في إجراءات العراق جهوداً لإيجاد هذا التوازن فيما يخص العلاقات مع القوى الإقليمية.
0 تعليق