المجلس الإسترايتجي أونلاين - رأي: أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى العبادي، يوم الأربعاء، خروج خطوط نقل الكهرباء في محافطة ديالى عن الخدمة جراء هجوم إرهابي لداعش.
علي رضا مجيدي - خبير في شؤون العراق
قال أحمد موسى عن هجوم داعش: أن الإرهابيين فجروا منشآت شبكة نقل الكهرباء باستخدام عبوات ناسفة زرعت بجانبها، لإخراجها عن الخدمة. مضيفاً أن خبراء وزارة الكهرباء باشروا، بالتعاون مع القوات الأمنية، العمل على تصليح الأضرار وإعادة تأهيل منشآت خط النقل الذي تصل طاقته لـ 400 ميغاواط/ساعة “.
إيران تزود محافظة ديالى العراقية بمعظم حاجتها للكهرباء ويصدّر القدر الأكبر منه عبر خطي نقل مرصاد و سربل ذهاب بطاقة 400 و 120 ميغاواط/ ساعة. فضلاً عن خط نقل أصغر من مريوان لبنجوين بطاقة 10 ميغاواط/ ساعة يؤدي غالباً ما دور الداعم لاستقرار الشبكة. على أساس ذلك، يتبين أن أكثر من نصف استهلاك المحافظة من الكهرباء يعتمد على خط مرصاد – ديالى و باستهدافه تغرق أجزاء واسعة من المحافظة الإستراتيجية في الظلام.
في النظرة الأولى، قد لا يبدو الخبر مهماً جداً لكن يجب الاهتمام به من منظورين مهمين للغاية: نشاط داعش في محافظة ديالى الحدودية و فوق ذلك، أهمية الكهرباء في العراق.
كما لا يزال العراق أهم مسرح لنشاط داعش التي زادت من تحركاتها الإرهابية فيه بدعم من أمريكا وأنظمة عربية في المنطقة. تقول الإحصائيات الرسمية أن الجماعة الإرهابية نفذت 1422 عملية إرهابية في العراق عام 2020 ما يجعل العراق بفارق كبير في صدارة الدول التي نشطت فيها داعش. كما أن الجماعة نشرت 8 فيديوهات من العراق منذ خسارة “باغوز” أي بنسبة ضعفين لما نشرته من سوريا التي تأتي في المركز الثاني. وهذا يكشف أن العراق لا يزال يمثل أهم هدف لقادة جماعة داعش الإرهابية.
والمناطق الأكثر تلوثاً بالإرهاب في العراق هي على التوالي: “جبال مكحول” و”الصحراء الغربية (الأنبار)” والمنطقة المحيطة بـ “بحيرة سامراء”. جبال مكحول سلسلة جبال ممتدة من جنوب غرب محافظة نينوى وشمال غرب محافظة كركوك إلى شمال محافظة ديالى وتضاريسها الجبلية والوعرة توفر أرضية خصبة لاستمرار حضور إرهابيي داعش ما يمكنهم من استهداف مناطق واسعة في محافظات ديالى وكركوك و نينوى وحتى صلاح الدين وأربيل بعمليات إيذائية.
مرجع داعش الرئيس لوضع سياستها في العراق
رغم الانتقادات التي كان الدواعش يوجهونها – خلال خلافتهم – لكتاب “إدارة التوحش” لأبي بكر ناجي، تثبت الشواهد أنه خلال مرحلة التمكين، يمثل هذا الكتاب مصدراً رئيساً لداعش لوضع سياستها الإستراتيجية. من المنظور الإستراتيجي، يعد كتاب “إدارة التوحش” لأبي بكر ناجي من المصادر الإسترايجية التي تعمد داعش عليها في المرحلة الراهنة أي المرحلة التي لا إمكانية فيها لإقامة الخلافة، حيث يقدم الكتاب إستراتيجيات لإدارة هذه المرحلة. وإحدى هذه الإستراتيجيات هي “تأليب الأعداء والخصوم على بعضهم”. خلال هذه المرحلة التي لا يمتلك فيها الدواعش قوة كبيرة، يسعى هؤلاء إلى تجنب حشد الأعداء ضد الجماعة بل تأليبهم على بعضهم. في هذا السياق، يحظى النشاط في المناطق المختلف عليها بين أربيل وبغداد بأولوية عالية. وإحدى تلك المناطق هي شمال محافظة ديالى وبمحورية مدينة “خانقين”.
إحصائيات عن نشاط داعش في العراق خلال عام 2020
حسب الإحصائيات الرسمية لعام 2020 المنشورة عبر وكالة أعماق الإخبارية (وكالة الأنباء الرسمية لداعش)، يعتبر العراق أهم دولة بالنسبة لقادة داعش،ـ حيث تعود أعلى نسبة من عمليات الجماعة وكذلك فيديوهاتها الدعائية له.
الأمر الثاني الذي تسعى داعش وراءه من خلال هجماتها هو “تشديد الاستياء العام من الحكومة” كواحد من أهداف مرحلة التمكين (المرحلة التي لا إمكانية فيها لإقامة الخلافة). وعليه، يندرج هدم البنى التحتية للخدمات العمومية ضمن أهداف عمليات داعش.
بالنظر لما ورد، ترى داعش في استهداف منشآت شبكة الكهرباء هدفاً رئيساً لها زادت من تركيزها عليه خلال الأشهر الأخيرة. حيث أن إجمالي هجمات داعش ضد منشآت شبكة الكهرباء العراقية خلال العام المنصرم بلغت 28 مرة لكنها نفذت خلال الإسبوع الماضي فقط 5 هجمات ضد شبكة نقل وتوزيع الكهرباء في العراق ارتبطت ثلاثة منها بخطوط تزود العاصمة بالكهرباء! بالنظر إلى ارتفاع درجات حرارة الصيف لما فوق الـ 50 درجة مئوية خلا الصيف فمن شأن أي خلل في شبكة توزيع الكهرباء أن يؤجج الاستياء الشعبي.
0 تعليق