جدیدترین مطالب

أبعاد وتداعيات زيارة أردوغان إلى العراق

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: تعتبر زيارة أردوغان الأخيرة إلى العراق، بعد آخر زيارته لبغداد قبل 13 عاماً، من أهم التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في العلاقات بين البلدين.

تحليل لخطط الولايات المتحدة والصين لتعزيز قدراتهما العسكرية في مواجهة بعضهما البعض

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في الشؤون الاستراتيجية: “وضعت البحرية الأمريكية على جدول أعمالها مشروعاً بهدف تحويل منصات نفط في المحيط الهادئ إلى قواعد دفاع صاروخي متنقلة لمواجهة تهديدات الصين. من المقرر أن يتم تجهيز هذه المنصات رداً على التهديدات الصاروخية الصينية المتنامية في منطقة المحيط الهادئ. ومن المتوقع أن تلعب المنصات المحوّلة إلى قواعد دفاع صاروخي دوراً بارزاً في زيادة قدرات الدفاع الجوي الأمريكي ودعم مهامها الهجومية.”

انسحاب القوات الروسية من جنوب القوقاز؛ إستراتيجي أم تكتيكي؟

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في شؤون القوقاز: “بعد انتشار أخبار تتحدث عن تأكيد الكرملين ضمنياً انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من منطقة قره باغ وأخذ أسلحتها ومعداتها معها، فإن السؤال المطروح بجدية هو ما إذا كانت روسيا تريد تسليم منطقة القوقاز إلى الغرب؟”

الأهمية الاستراتيجية للممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في قضايا شبه القارة الهندية: “تعمل الهند والإمارات العربية المتحدة على إطلاق المرحلة الأولى من الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، المعروف باختصار باسم IMEC أو ArabMed والذي تم طرحه كطريق بديل لـمضيق هرمز ومشروع طريق الحرير الصيني. رغم ذلك، هناك تكهنات بأن الحرب المستمرة في غزة والاضطرابات في الشرق الأوسط، قد تعرقل وتهمش إطلاق هذا الممر.”

تحليل لزيارة أردوغان إلى العراق

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في القضايا الدولية: إن أنقرة، تحت تأثير الضغوط الغربية والأمريكية، التي اشتدت بعد الحرب في أوكرانيا، تحاول الدفع بسياسة التوتر الصفري مع جيرانها، بما في ذلك العراق.

محاولات مجلس حرب نتنياهو لصرف الأنظار عن حرب غزة

المجلس الاستراتيجي اونلاين ـ رأي: يحاول الكيان الصهيوني “استغلال” الأحداث الأخيرة في المنطقة “نفسياً” لصرف أنظار الرأي العام العالمي عما يرتكبه من جرائم في غزة. إن نظرة على الأجواء السائدة في الأوساط السياسية والإعلامية للكيان الصهيوني والأطراف المتحالفة معه على المستويين الإقليمي والدولي تظهر أن هذا الكيان يسعى إلى “تضخيم وتغليب” التوترات الأخيرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتخفيف من الضغوط الكبيرة التي خلقها الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وحتى الحكومات الأوروبية ضد حرب غزة.

أفق التنافس الجيوسياسي بين القوى العظمى في القوقاز

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في قضايا القوقاز: “إذا اتخذ التباعد بين دول المنطقة شكلاً متسارعاً، خاصة بين كل من جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فقد يُظهِر الروس رد فعل أكثر جدية عليه بل ويستخدمون القوة الخشنة لمنع تغيير النظام التقليدي للمنطقة.”

تداعیات التوتر العسکري بین إیران و الکیان الصهیوني علی حرب غزة

المجلس الإستراتیجي أونلاین ـ حوار: قال خبیر في الشؤون الإقلیمیة: إن احد الأبعاد الإستراتیجیة وطویلة الأجل للرد الإیراني الصارم علی الأراضي المحتلة عبر الصواريخ والطائرات المسیّرة سیکون تراجع الکیان الصهیوني عن مواقفه في حرب غزة أکثر من قبل.

Loading

أحدث المقالات

أبعاد وتداعيات زيارة أردوغان إلى العراق

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: تعتبر زيارة أردوغان الأخيرة إلى العراق، بعد آخر زيارته لبغداد قبل 13 عاماً، من أهم التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في العلاقات بين البلدين.

تحليل لخطط الولايات المتحدة والصين لتعزيز قدراتهما العسكرية في مواجهة بعضهما البعض

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في الشؤون الاستراتيجية: “وضعت البحرية الأمريكية على جدول أعمالها مشروعاً بهدف تحويل منصات نفط في المحيط الهادئ إلى قواعد دفاع صاروخي متنقلة لمواجهة تهديدات الصين. من المقرر أن يتم تجهيز هذه المنصات رداً على التهديدات الصاروخية الصينية المتنامية في منطقة المحيط الهادئ. ومن المتوقع أن تلعب المنصات المحوّلة إلى قواعد دفاع صاروخي دوراً بارزاً في زيادة قدرات الدفاع الجوي الأمريكي ودعم مهامها الهجومية.”

انسحاب القوات الروسية من جنوب القوقاز؛ إستراتيجي أم تكتيكي؟

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في شؤون القوقاز: “بعد انتشار أخبار تتحدث عن تأكيد الكرملين ضمنياً انسحاب قوات حفظ السلام الروسية من منطقة قره باغ وأخذ أسلحتها ومعداتها معها، فإن السؤال المطروح بجدية هو ما إذا كانت روسيا تريد تسليم منطقة القوقاز إلى الغرب؟”

الأهمية الاستراتيجية للممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في قضايا شبه القارة الهندية: “تعمل الهند والإمارات العربية المتحدة على إطلاق المرحلة الأولى من الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، المعروف باختصار باسم IMEC أو ArabMed والذي تم طرحه كطريق بديل لـمضيق هرمز ومشروع طريق الحرير الصيني. رغم ذلك، هناك تكهنات بأن الحرب المستمرة في غزة والاضطرابات في الشرق الأوسط، قد تعرقل وتهمش إطلاق هذا الممر.”

تحليل لزيارة أردوغان إلى العراق

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في القضايا الدولية: إن أنقرة، تحت تأثير الضغوط الغربية والأمريكية، التي اشتدت بعد الحرب في أوكرانيا، تحاول الدفع بسياسة التوتر الصفري مع جيرانها، بما في ذلك العراق.

محاولات مجلس حرب نتنياهو لصرف الأنظار عن حرب غزة

المجلس الاستراتيجي اونلاين ـ رأي: يحاول الكيان الصهيوني “استغلال” الأحداث الأخيرة في المنطقة “نفسياً” لصرف أنظار الرأي العام العالمي عما يرتكبه من جرائم في غزة. إن نظرة على الأجواء السائدة في الأوساط السياسية والإعلامية للكيان الصهيوني والأطراف المتحالفة معه على المستويين الإقليمي والدولي تظهر أن هذا الكيان يسعى إلى “تضخيم وتغليب” التوترات الأخيرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتخفيف من الضغوط الكبيرة التي خلقها الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وحتى الحكومات الأوروبية ضد حرب غزة.

أفق التنافس الجيوسياسي بين القوى العظمى في القوقاز

المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في قضايا القوقاز: “إذا اتخذ التباعد بين دول المنطقة شكلاً متسارعاً، خاصة بين كل من جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فقد يُظهِر الروس رد فعل أكثر جدية عليه بل ويستخدمون القوة الخشنة لمنع تغيير النظام التقليدي للمنطقة.”

تداعیات التوتر العسکري بین إیران و الکیان الصهیوني علی حرب غزة

المجلس الإستراتیجي أونلاین ـ حوار: قال خبیر في الشؤون الإقلیمیة: إن احد الأبعاد الإستراتیجیة وطویلة الأجل للرد الإیراني الصارم علی الأراضي المحتلة عبر الصواريخ والطائرات المسیّرة سیکون تراجع الکیان الصهیوني عن مواقفه في حرب غزة أکثر من قبل.

Loading

البرازيل والصين… من الشراكة التجارية حتى الاتحاد الاستراتيجي

المجلس الاستراتيجي، آنلاين، تقرير: نظراً لأن وثيقة التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين قد أخذت لها مكاناً بارزاً في العناوين الرئيسية لأهم الصحف ووكالات الأنباء الداخلية والدولية، فإن دراسة التجارب الاقتصادية الاستراتيجية المشابهة لهذه الوثيقة بشكل تطبيقي يمكنها أن تزيد من وعي الرأي العام وتعرفهم أكثر على أهمية وفوائد مثل هذه الوثيقة.

إعداد: أمير محمد رئيسيان، الباحث في شؤون أميركا اللاتينية في مكتب الدراسات الدبلوماسية الاقتصادية بجامعة الإمام الصادق (ع)

نسعى في هذه الدراسة إلى التعمق في الشراكة الاستراتيجية بين الصين والبرازيل، حيث أن البرازيل تعتبر من الدول النامية المتقدمة في مجال الدعوة للتعاون بين ما يعرف بدول الجنوب – الجنوب، ولازالت منذ عشر سنوات ضمن أفضل عشر اقتصادات في العالم الثالث، لذلك فإن التعرف على العلاقات الاستراتيجية بين هاتين القوتين الاقتصاديتين الحديثتين يمكنه أن يساعدنا على التعرف على أبعاد وفوائد التوقيع الأخير على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين في المجال الاقتصادي.

 

الدبلوماسية التجارية بين البرازيل والصين

تمتلك البرازيل أكبر إنتاج محلي إجمالي (GDP) وأكثر كثافة سكانية بين دول أميركا اللاتينية، وتعتبر أيضاً من الدول النامية التي تسير بخطى واثقة نحو التطور والتقدم الاقتصادي وتتميز كذلك بإمكانات اقتصادية عظيمة.

كذلك فإن الصين باعتبارها حليفة للبرازيل وضمن مجموعة القوى الاقتصادية الحديثة المعروفة بمجموعة «بريكس» تولي أهمية قصوى لعلاقاتها الودية مع البرازيل لأنها تعتبر مثل هذه العلاقات تصب في إطار ما يعرف بالتعاون بين دول جنوب – جنوب. ومنذ إقامة العلاقات بين الصين والبرازيل في العام 1974 عمد البلدان لتوسيع علاقاتهما في مختلف المجالات المشتركة السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وكانت لهما مواقف مشتركة ومشابهة في الكثير من المواضيع الدولية المهمة.

هذا وأن إحصاءات الدبلوماسية التجارية بين البرازيل والصين تدلّ على أن الصين تحولت خلال العقد الأخير من شريك اقتصادي إلى حليف استراتيجي للبرازيل في مجال تجارة السلع والخدمات، حيث أن أهم خمسة منتجات رئيسية صدرتها البرازيل خلال العام 2019 كانت كالآتي:

-الصويا، بقيمة 26.1 مليار دولار.

-النفط الخام، بقيمة 24 مليار دولار.

-خام الحديد، بقيمة 23 مليار دولار.

-حبوب الذرة، بقيمة 7 مليارات دولار.

-السلفات والأسمدة الزراعية، بقيمة 7 مليارات دولار.

والملفت هنا هو أن من مجموع التبادل التجاري للبرازيل البالغ 230 مليار دولار، بلغت صادرات الصين للبرازيل 63.5 مليار دولار. كما أن صادرات البرازيل للصين تشكل 27.6% من مجموع صادرات البرازيل لمختلف دول العالم وهي تمثل ضعف صادرات البرازيل للولايات المتحدة الأميركية.

أما فيما يخص المنتجات التي تستوردها البرازيل فيمكننا أن نشير هنا إلى أهم خمسة منتجات وهي:

-منتجات بتروكيميائية، بقيمة 12 مليار دولار.

-قطع غيار السيارات، بقيمة 6.19 مليار دولار.

-النفط الخام، بقيمة 4 مليارات دولار.

-الدوائر الإلكترونية المتكاملة أو آي سي، بقيمة 3.83 مليار دولار.

-مبيدات كيميائية، بقيمة 3.75 مليار دولار.

كذلك فإن الصين تستحوذ على 20.5% من مجموع المنتجات التي تستوردها البرازيل والبالغ قيمتها 177 مليار دولار وتبلغ قيمة مستوردات البرازيل من الصين حوالي 36 مليار دولار.

يجدر ذكره أن هذه النسب المئوية من الصادرات والواردات بقيت ثابتة تقريباً خلال العقد الأخير رغم التغييرات التي حصلت في حجم التجارة الخارجية للبرازيل إلا أن الصين حافظت على حصتها من السوق التجارية البرازيلية باعتبارها أهم حليف تجاري للبرازيل.

 

استمرار التبادل التجارب والتعاون مع الصين رغم تغيير الحكومات في البرازيل

لقد ارتبطت البرازيل والصين بعلاقات تجارية استراتيجية ثابتة ومستدامة خلال السنوات المنصرمة رغم تغيير الحكومات ففي ظل حكومة اليسار الوسط بقيادة لولا داسيلفا وبعدها حكومة السيدة ديلما روسيف التي ورثتها من حكومة داسيلفا حافظ البلدان على علاقاتهما الاقتصادية الاستراتيجية كما أن تلك العلاقات لم تتغير حتى الآن حيث تسيطر حكومة يمينية على زمام الأمور في البرازيل برئاسة جايير بولسونارو وبقيت الدبلوماسية التجارية هي الحاكمة على تلك العلاقات بين البرازيل والصين.

ولإثبات صحة ما ذكرناه آنفاً نشير إلى المنعطف الذي مرّت به العلاقات الثنائية بين البلدين في العام 2012 حيث تم رفع مستوى هذه العلاقات إلى «الشراكة الاستراتيجية الجامعة»، بعد أن عقد الحوار الاستراتيجي الدولي بين وزيريْ خارجية البلدين الذي أسفر عن تدوين برنامج التعاون لعشر سنوات (2012 – 2021) وأصبحت هذه الوثيقة الاستراتيجية مهمة للغاية للبلدين على حد سواء على المستويين الثنائي والعالمي بحيث أنه حتى الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة في البرازيل أدركت أهمية هذه العلاقة بحيث أن أي خلل في التعاون الاستراتيجي مع أكبر شريك تجاري سيضر بالمصالح الاقتصادية للبرازيل ويجعلها تواجه تحديات جادة، وبشكل عام فإن القيمة الكلية للتجارة بين البرازيل والصين في القرن الحادي والعشرين شهدت زيادة ملحوظة وسريعة وارتفعت من 3.2 مليار دولار في العام 2001 إلى 98.9 مليار دولار في العام 2018.

 

الاستثمار المباشر الصيني في البرازيل

ذكرت التقارير أن التعاون الثنائي بين البرازيل والصين في شتى المجالات هو العامل الرئيس لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود في البرازيل، فقد استثمرت الصين بشكل رئيس ومباشر في مشاريع البنى التحتية في البرازيل (إنتاج الطاقة والموانئ والسكك الحديدية) فضلاً عن قطاع النفط والغاز.

الجدول رقم (1): يوضح حجم الاستثمار الخارجي المباشر (FDI) للصين في عدد من دول العالم خلال العام 2018:

الدولة مليار دولار النسبة المئوية
الولايات المتحدة الأميركية 169.86 15.75%
أستراليا 90.82 8.42%
بريطانيا 76.94 7.13%
سويسرا 60.89 5.65%
البرازيل 57.04 5.29%
كندا 53.17 4.93%
ألمانيا 41.11 3.81%
سنغافورة 32.07 2.97%
فرنسا 24.31 2.25%
روسيا 23.75 2.20%
مجموع حجم الاستثمار (FDI) الخارجي الصيني في الدول المذكورة أعلاه 629.96 58.41%
مجموع حجم الاستثمار العام (FDI) الصيني في الخارج 1078.47 100%

 

المصدر:  http://www.aei.org/china-global-investment-tracker

كذلك ازداد التعاون المالي بين البلدين على المستوى الثنائي حيث أن عدة مصارف صينية تنشط حالياً في البرازيل كما أن البلدين قررا في حزيران 2015 تأسيس صندوق التعاون بين البرازيل والصين بهدف تعزيز الإمكانات الإنتاجية وتم تخصيص ميزانية لهذا الصندوق بلغت 20 مليار دولار من أجل رفع مستوى الاستثمار المالي في البنى التحتية والإسناد الاقتصادي والطاقة والمناجم والإنتاج والزراعة.

 

المصالح طويلة الاجل للتعاون الاستراتيجي بين البلدين

رغم أن الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تعتبران الشريكين التقليديين للبرازيل، حيث مرّت البرازيل في العام 1999 بأزمة اقتصادية حادة أدت إلى تغيير الدبلوماسية الاستراتيجية التجارية لهذا البلد الذي وضعه الرئيس البرازيلي آنذاك «أنريك كاردوسو» على جدول أعماله في سياسته الخارجية حيث أكد على تنوع شركائه التجاريين وتوسيع التعاون مع الدول الكبرى النامية السائرة نحو التطور والتنمية المستدامة باعتباره الهدف الرئيس لحكومته.

وقد تجسد هذا المنحى الاستراتيجي أكثر خلال رئاسة «لولا داسيلفا» الذي فضّل الصين على غيرها من الدول ليوثق علاقات بلده معها، حيث أن ذلك أدى إلى تحقيق أمنيته في إيجاد نظام عالمي متعدد يهدف إلى تأسيس ائتلاف بين الدول النامية السائرة نحو التطور والتقدم والتنمية المستدامة ضمن مؤسسات رئيسية متعددة ومتنوعة.

إن هذا التعاون الاستراتيجي يمكنه أن يتحقق في إطار رفع مستوى التعاون بين جنوب – جنوب وتعزيز استقلال السياسات البرازيلية في النظام الدولي.

إن العلاقة الموجودة بين الصين والبرازيل تتفاوت في الواقع عمّا هي عليه مع باقي أعضاء بريكس ومنها روسيا والهند، حيث أن البرازيل تعتبر أكبر دولة نامية في نصف الكرة الأرضية الغربي والصين بدورها تعتبر أكبر دولة نامية في العالم. كما أن البرازيل تعتبر جغرافياً بعيدة جداً عن الصين ولا يوجد أي نزاع تاريخي أو تهديد أمني أو اختلافات حول الأراضي أو غيرها بين البلدين. وكما أشرنا سابقاً فإن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بدأت بينهما في العام 1974، إلا أنها تحولت إلى تعاون استرايتيجي في العام 1993 ثم تحول هذا التعاون في العام 2004 إلى نوع من «الشراكة الاستراتيجية الشاملة والدائمة» وفي ظل هذه الشراكة توفر الصين دعمها الكامل لشريكها الدولي وفي كافة الظروف، حيث أن أفضل نموذج لهذا التعاون تجسد في وثيقة الشراكة الاستراتيجية الجامعة بين البلدين والتي وقعت بينهما في العام 2012.

 

الاستخلاص

تعتبر البرازيل واحدة من أكبر الدول النامية في نصف الكرة الأرضية الغربي وأول دولة في أميركا اللاتينية أسست لشراكة استراتيجية جامعة مع الصين فضلاً عن أن البلدين يتعاونان بقوة في إطار عدة منظمات دولية متعددة مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة بريكس (البرازيل، جنوب أفريقيا، الهند والصين) ومجموعة الـ 20 (G20).

من ناحية أخرى فإن الصين بحاجة إلى المصادر الطبيعية للحفاظ على تنميتها الاقتصادية لأنها بحاجة إلى إطعام عشرات الملايين من سكانها من خلال استيراد المنتجات الغذائية الأولية والزراعية من البرازيل، لذا فإن المصادر الطبيعية البرازيلية الوفيرة تشكل مفتاح الحياة الاقتصادية للصين. كما أن الصين بدورها ترغب في توسيع التعاون بين دول جنوب – جنوب وبالتالي إيجاد شبكة قوية من الحلفاء لتتمكن من العمل في المستقبل كقوة ضد هيمنة الولايات المتحدة الأميركية.

وبالتالي فإن البرازيل وروسيا تعتبران دولتين مهمتين جداً للصين لامتلاكهما للعديد من الخصائص السياسية والاقتصادية الممتازة، وبشكل خاص تعتبر البرازيل التي تمتلك مصادر معدنية عظيمة وسوق داخلية مهمة وتتمتع بنفوذ إقليمي مهم أهم حليف استراتيجي للصين حيث أن التوقيع على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين في العام 2012 أصبح أفضل وسيلة لزيادة القوة الاقتصادية والسياسية للصين والبرازيل في القرن الحادي والعشرين، وهذه الوثيقة يمكنها أن تكون نموذجاً جيداً لدولة كبيرة ومترامية الأطراف وغنية وقوية مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقابلة للتكرار معها فضلاً عن كونها خطوة إيجابية لإجراء تغيير في الهيمنة السياسية – التجارية الغربية على دول الجنوب أو العالم الثالث.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *