المجلس الإستراتيجي أونلاين: أكد عضو هيئة التدريس بكلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون حاسماً جداً في العلاقات الدولية؛ حيث يمكن رقمنة العلاقات الدولية، وتقديم البيانات إلى الذكاء الاصطناعي واستخلاص النتائج منه.
قال الدكتور سعيد سيدآقا بني هاشمي، عضو هيئة التدريس بكلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية، في مداخلة له حول “التجربة العملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العلاقات الدولية باستخدام البيانات الوطنية” خلال الندوة التخصصية بعنوان “العلاقات الخارجية في عصر الذكاء الاصطناعي” التي استضافها المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية: “في وزارة الخارجية، بدأنا العمل بالفعل في هذا الصدد. أخذنا ألف وثيقة تتعلق بدولة ما وحولناها إلى بيانات آلية ووضعنا خوارزمية تمكنت من الإجابة على كل سؤال طرحناه”.
وتابع: “في هذه الوثائق الألف هناك كل انواع الأسئلة التي قد تتبادر إلى الذهن. من ميزات الذكاء الاصطناعي هي أن الدبلوماسي يمكنه بسهولة العثور على المعلومات التي يحتاجها قبل إيفاده إلى أي دولة لمهمة دبلوماسية. في السابق، كان عليه أن يدرس ويقرأ الكثير من الوثائق للحصول على المعلومات التي يحتاج إليها، لكنه الآن يستطيع الحصول على المعلومات بهذه الطريقة”.
وإذ أشار إلى استخدام الذكاء الاصطناعي ومخاطره، أكد عضو هيئة التدريس بكلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الإيرانية: “علينا التعاون مع الدول الناشطة في هذا المجال. بعض الدول على استعداد تام للعمل معنا. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً إنشاء غرفة فكر في هذا المجال”.
ولفت سيدآقا بني هاشمي إلى تقدم الذكاء الاصطناعي وتقليل الأخطاء بمرور الوقت، قائلاً: “مقالات الذكاء الاصطناعي تنشر اليوم في مجلات علمية مختلفة”.
وشدد على ضرورة وضع خطط للبيانات الضخمة والحسابات التي تعتمد عليها، مضيفاً: “إننا تنبأنا بفوز ترامب وانتخاب روحاني والعلاقات بين إيران والسعودية. كما تنبأنا بحالة العلاقة بين كوريا الشمالية وترامب. من يستطيع السيطرة على القصف المعلوماتي؟ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً في هذا الصدد”.
وأوضح سيدآقا بني هاشمي دور أربعة عوامل هو التقدم السريع في القوة الحسابية في العقود الماضية، ووجود البيانات الضخمة، وتطوير تقنيات التعلم الآلي وتعزيزها، واستثمار الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي قائلاً: “حددت اليابان هدفاً يتمثل في أن تنفذ الكثير من شؤونها باستخدام الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030″.
وقال إن للذكاء الاصطناعي إمكانيات مهمة في مجال العلاقات الدولية حيث تساعد على التنبؤ بها، موضحاً: باستخدامه، لن يرتكب الدبلوماسي خطأ قد يتسبب في اندلاع حرب. في الوقت نفسه، يجب علينا تطوير الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع الأمن السيبراني. لأنه إذا ما قمنا بتجهيز مراكز بياناتنا وتعرضت لهجمات من متسللين، فسيلحق ذلك ذلك ضرراً كبيراً بنا . لذلك، يجب أن نستثمر في أمن البيانات بكل تأكيد”.
قال الأستاذ الجامعي إن جمع البيانات وتحليلها مهم للغاية، مضيفاً: “يجب أن يتم تطبيق ذلك على جميع البيانات الإيرانية. بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يكون حاسماً جداً في العلاقات الدولية. من الممكن رقمنة العلاقات الدولية وتقديم البيانات للذكاء الاصطناعي واستخلاص النتائج منه”.
وانتقد سيدآقا بني هاشمي عدم ثقة المسؤولين في هذا الإمكان، قائلاً: “كل ساعة تمر، يفوت الأوان للمضي قدماً في هذا المجال. من المعوقات التي يجب أخذها بعين الاعتبار في هذا الصدد عدم تخصيص الميزانيات المناسبة للأمر وعدم قبول الجهات الحكومية له. وتجدر الإشارة إلى أن فاعلية موظفي الحكومة، بما في ذلك وزارة الخارجية، تزداد مع استخدام الذكاء الاصطناعي”.
وذكر أن الصين تحتل المرتبة الأولى في الذكاء الاصطناعي وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، مضيفاً: “في اليابان، ساعد الذكاء الاصطناعي كثيراً في تقليل عدد الإصابات أثناء تفشي جائحة كورونا بل وساعد في ترتيب الفصول الدراسية لهذا الغرض”.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى دور نظرية الألعاب في تنبؤ وتحليل مستقبل العلاقات بين الدول، خاصة إيران والولايات المتحدة، قائلاً: “لقد أنشأت الهند واليابان إدارات للذكاء الاصطناعي في وزارتي خارجيتهما”.
0 تعليق