المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال السفير الإيراني السابق لدى جمهورية أذربيجان: "إن هدف فرنسا الخفي من صفقة الأسلحة مع أرمينيا، هو السعي لتثبيت موطئ قدمها في القوقاز في سياق عزل روسيا."
في حوار مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، وعن التفاعلات الدفاعية والعسكرية الأخيرة لأرمينيا مع فرنسا وانفتاح الدول من خارج المنطقة على منطقة القوقاز، قال محسن باك آئين: في الآونة الأخيرة، أبرمت كل من جمهورية أذربيجان وأرمينيا اتفاقيات عسكرية مع دول مختلفة، بما في ذلك فرنسا وباكستان والهند، والتي يبدو أنها مرتبطة باتفاق السلام الذي من المقرر أن تنتهي من صيغته النهائية أذربيجان وأرمينيا في المستقبل القريب.
وتابع: “بعد أن قررت أرمينيا وجمهورية أذربيجان الاعتراف بوحدة أراضي بعضهما البعض، والذي أفضى إلى تحرير قره باغ وإعادتها لأذربيجان، دخلت بعض الدول من خارج المنطقة، التي كانت غير مبالية بها خلال حرب قره باغ، على الخط، لكن هذا النهج لا يبدو أنه يهدف إلى تعزيز مفاوضات السلام، وإنما على الأغلب لتوفير مصالحها وتغذية وتعزيز النزعة العسكرية في منطقة القوقاز”.
وعن أهداف فرنسا من صفقة الأسلحة مع أرمينيا قال هذا الخبير في شؤون القوقاز: “على الرغم من أن الفائدة الاقتصادية لمبيعات الأسلحة لأرمينيا هي أحد أهداف باريس، إلاّ أن جهود فرنسا للتعامل مع أرمينيا تبدو على الأكثر في سياق زيادة النفوذ وتعزيز النزعة العسكرية في منطقة القوقاز ومتابعة الهدف الخفي للغرب لتحسين العلاقات مع أرمينيا وتعزيز المواقف المعادية لروسيا.”
وأضاف باك آئين القول: “أن الهدف الخفي للغرب لتعزيز العلاقات مع أرمينيا يعود إلى مسألة روسيا و معركة أوروبا مع روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. إنهم يسعون إلى تعزيز موطئ قدمهم في القوقاز من أجل عزل روسيا، وبالتالي إعطاء الأولوية للتواجد في هذه المنطقة، عكس ما مارسوه في الماضي.”
وصرح قائلاً: إن أحد الأسباب الأخرى للتقرب الفرنسي من أرمينيا، هو صداقة أذربيجان مع موسكو ودعمها لروسيا في الأزمة الأوكرانية.
وإذ أكد السفير الإيراني السابق لدى أذربيجان على يريفان وباكو أن تحرصا بأن لا تسبب هذه التطورات في تصعيد التوتر والحرب في المنطقة مرة أخرى، قال: “إذا لم يهتم هذان البلدان بتفاعلاتهما واتفاقاتهما، فسوف نشهد منافسات غير بنّاءة ومعقدة في القوقاز، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة. وإذا تمكنا من إزالة العقبات والتوقيع على اتفاق سلام ووضعه في صيغته النهائية في أقرب وقت ممكن، فإن الدول التي من خارج المنطقة ستكون يائسة لاستغلال أوضاع البلدين لتحقيق أهدافهما الخفية في المنطقة.
وأكد باك آئين على أن التوقيع على اتفاق سلام في أسرع وقت ممكن، سيؤدي إلى خفض إمكانية تعزيز سباق التسلح في منطقة القوقاز.
واختتم الحوار بالقول: “يجب على دول المنطقة وخاصة إيران، التي أسست لانعقاد قمة 3+3 في طهران ولديها حافزاً قوياً لإرساء الهدوء والسلام في القوقاز، أن تحاول شرح الأهداف الخفية التي تسعى إليها بعض الدول من خارج المنطقة وذلك من خلال تعزيز العلاقات الثنائية مع يريفان وباكو وتشجيعها على توقيع اتفاق سلام في أقرب وقت ممكن”.
0 تعليق