المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال السفير الإيراني الأسبق لدى جمهورية أذربيجان إن مواقف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في دعم أرمينيا ومعارضة جمهورية أذربيجان تأتي في سياق السعي إلى تحدي الدور الروسي في تطورات جنوب القوقاز وامتداداً للمواجهة بين أوروبا وروسيا بشأن أوكرانيا.
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أكد محسن باك آئين على أن الاتفاق الأولي بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا لمواصلة محادثات السلام هو خطوة إيجابية ومهمة باتجاه ضمان الأمن والاستقرار في جنوب القوقاز، موضحاً: “قرار البلدين عدم الاعتماد على وسطاء دوليين لتحقيق الاستقرار والسلام في هذه المنطقة كانت خطوة إيجابية والآن يبحثان عن الوقت المناسب للتوقيع على الوثيقة النهائية.”
وتابع: “مع ذلك، فإن وجود ملاسنات لفظية بين دولتين كانتا في حالة الحرب منذ أكثر من 20 عاماً ولهما مزاعم بشأن أراضي بعضهما البعض هو أمر طبيعي، لكن هذا لا يعني صراع آخر وحرب جديدة بين البلدين في جنوب القوقاز. فلا يسعى البلدان إلى انتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه لحد الآن.”
وأشار السفير الإيراني الأسبق لدى جمهورية أذربيجان إلى تدخلات الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية في التطورات بين باكو ويريفان قائلاً: “بعض الدول والقوى بما فيها الاتحاد الأوروبي مستاءة من إحلال السلام في جنوب القوقاز. من بين الدول الأوروبية، كانت لفرنسا تحركات مخربة أكثر من الدول الأخرى. في إطار المنافسة مع روسيا وعزلها في جنوب القوقاز، يحاول الاتحاد الأوروبي التدخل في هذه المنطقة وتعزيز وجوده؛ لذلك يحاول إظهار نفسه كصديق لأرمينيا ويتبنى مواقف معارضة لجمهورية أذربيجان بغية إضعاف أسس السلام الذي يوشك على التحقق.”
وإذ أكد الخبير في القضايا الدولية على أن الاتحاد الأوروبي ليس صديقاً لأذربيجان ولا أرمينيا، قال: “إنهم يسعون إلى عزل روسيا في القوقاز، وهو مسعى يأتي في امتداد الحرب في أوكرانيا.”
وعن الدور الفرنسي التخريبي في تطورات جنوب القوقاز، قال باك آئين: “فرنسا، باعتبارها عضو مهم في الاتحاد الأوروبي وجهة غير راضية للغاية عن السلام في القوقاز، هي أحد المحركات الرئيسية للاتحاد الأوروبي في معارضة جمهورية أذربيجان، وهدف هذه المعارضة هو عزل روسيا التي لعبت دوراً فعالاً فيما يتعلق بالسلام في القوقاز. من ناحية أخرى، وبالنظر إلى الوجود الكبير للأرمن في فرنسا، فإن الحكومة الفرنسية تتعرض لضغوط من اللوبي الأرمني لدعم الأرمن. بشكل أساسي، من خلال بيع الأسلحة لأرمينيا وتضخيم هذا الإجراء وتنظيم بعض التدريبات مع أرمينيا، تخلق فرنسا مشاكل لإرساء السلام والأمن في جنوب القوقاز.”
وأردف السفير الإيراني الأسبق لدى باكو: “يبدو أن جمهورية أذربيجان وأرمينيا تعرفان قيمة السلام، ورغم المشاجرات اللفظية تدركان السياسات الخفية للاتحاد الأوروبي وفرنسا. لذلك، نأمل أن تحافظا على يقظتهما بشأن هذه القضية وتتبنّيا تفاعلات بناءة. وإذا كان هناك خلاف فمن الأفضل حله سلمياً ومن خلال التفاوض.”
وشدد على أن “هناك خلافات حدودية بين الدول المختلفة، ومن الضروري أن تتفاوض اللجان المعنية بالمحادثات الحدودية في البلدين بشكل أكبر مع بعضها البعض وتحدد النقاط الحدودية بناء على المعايير والضوابط الدولية وتتجه نحو التعاون.”
وأوضح باك آئين: “في جنوب القوقاز، يُفضَّل “التعاون” على “المنافسة”، خاصة المنافسة غير البناءة. وقد أظهر حضور البلدين في اجتماع 3+3 في طهران أن الطرفين على استعداد للتعاون. إن تحلي أرمينيا وجمهورية أذربيجان بالذكاء له أهمية خاصة في هذا الاتجاه.”
وفيما يتعلق بتأثير إيران وروسيا في حل الخلافات المتبقية بين باكو ويريفان، صرح الخبير في الشؤون الدولية: “أعتقد أنه يجب على إيران وروسيا الإبقاء على التواصل مع جمهورية أذربيجان وأرمينيا لحل الخلافات بينهما بشكل كامل عبر التدابير الدبلوماسية والجهود البناءة للتقريب بين مواقف باكو ويريفان بغية إبطال مفعول الأهداف غير البناءة لفرنسا والاتحاد الأوروبي. هناك شعور بأنه بعد اجتماع 3+3، قد تراجع النشاط الدبلوماسي الإيراني والروسي في القوقاز. برأيي، من الضروري مواصلة هذه الأنشطة واللقاءات وعقد اجتماع 3+3 في إسطنبول في أقرب وقت. كلما زاد التعاون بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا، زاد الأمل في تحقيق سلام مستقر ودائم في جنوب القوقاز.
0 تعليق