المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: صرح أستاذ جامعي أن الخلافات بين الصين والولايات المتحدة لا يمكن حلها من خلال المفاوضات، قائلاً: "إن الولايات المتحدة ستفعل كل شيء حتى لا تفقد موقعها، وفي حال اندلاع حرب عالمية ثالثة فمن المحتمل أن تكون بين الغرب والصين على أخذ زمام القيادة وتحقيق المركز الأول في الناتج المحلي الإجمالي وهذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً".
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار الدكتور محمود دهقان إلى جهود السلطات الأمريكية والصينية للتحضير للاجتماع بين جو بايدن وشي جين بينغ على هامش اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، وقال: “يتحدث البلدان عن ضرورة إدارة خلافاتهما والتعاون مع بعضهما البعض للاستجابة للتحديات العالمية”.
وإذ اعتبر التجارة، والصراع مع اليابان، والأزمة في شبه الجزيرة الكورية، وتعزيز الصين قدراتها العسكرية، والقضايا الإقليمية بما في ذلك شبه جزيرة تايوان، والحفاظ على سلمية المنافسة، وحقوق الإنسان من أهم التحديات بين الولايات المتحدة والصين، أكد على أن المواجهة الدائرة هي من أجل الاستيلاء على المركز الأول في الناتج المحلي الإجمالي في العالم، قائلاً: “من وجهة نظر الولايات المتحدة، الصين قد وصلت إلى نقطة قد تأخذ بتجاوزها قيادة العالم في الناتج المحلي الإجمالي وفي حال حصول هذا التطور، فإن الولايات المتحدة ستفقد صدارتها في الناتج المحلي الإجمالي وستقرر العديد من الدول تحويل احتياطياتها من النقد الأجنبي من الدولار إلى العملات المحلية أو الإقليمية”.
وذكر أن الولايات المتحدة تحاول منع حدوث هذا التطور من خلال استخدام كل أوراقها، مردفاً: “حاول البيت الأبيض استهداف حلفاء الصين في الخطوة الأولى. صحيح أن ما نشهده الآن فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا نتج عن افتقار بوتين لتقييم صحيح، لكن الأميركيين هم الذين نصبوا مثل هذا الفخ مسبقاً. وعندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم ابتسمت الولايات المتحدة ولم تتدخل وفي الحقيقة أعطت الضوء الأخضر لتقدم روسيا نحو الخطوة التالية. وفي الوقت نفسه، استعدت لتوريط روسيا في مستنقع آخر، ونجحت في ذلك”.
وأضاف دهقان: “قد حاولت الولايات المتحدة توريط الصين بطريقة أو بأخرى في قضية تايوان وخلق مشهد آخر مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكن الصين أعطت الأولوية لتحقيق أهدافها الاقتصادية من خلال إدارة هذا الوضع. اليوم، في ظل الحرب بين أوكرانيا وروسيا، تستمر الصين في نفس سياسة التنمية الاقتصادية ولم تقدم أي مساعدات عسكرية لروسيا حتى لا تخلق ذريعة لتوسيع العقوبات المفروضة على روسيا لتشمل الصين أيضاً وتكثيف الضغوط عليها. كما أن أوروبا قد انخرطت في حرب أوكرانيا إلى درجة أنها لا ترغب في توريط نفسها في الحرب على جبهتين بدعم أمريكي”.
وشدد: “إن الخلافات بين الصين والولايات المتحدة لا يمكن حلها من خلال المفاوضات. إعلان الولايات المتحدة أن الصين هي عدوها الأول في استراتيجيتي 2023 و 2024 وعلى المدى الطويل هو تقييم صحيح؛ لأن روسيا ليس لديها القدرة على المواجهة اقتصادياً كما كانت في الماضي، كما أن قدراتها العسكرية قد تراجعت”.
وإذ بيّن الأستاذ الجامعي إلى أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها حتى لا تفقد مكانتها، وفي حال اندلاع حرب عالمية ثالثة فمن المحتمل أن تكون بين الغرب والصين على أخذ زمام القيادة وتحقيق المركز الأول في الناتج المحلي الإجمالي وهذا سيحدث عاجلاً أم آجلاً، أشار إلى تأكيد الصين على ضرورة التعاون لخلق منافسة سلمية، قائلاً: “في الحقيقة، سلكت الصين طريقاً لا يمكنها العودة عنه. إن توقف الصين في طريق التنمية يعني العودة إلى الوراء، وهذا البلد مجبر على مواصلة طريقه. جميع السياسات التي تنتهجها الصين، بما في ذلك مبادرة الحزام – الطريق، وتطوير التعاون مع دول آسيا الوسطى، وتوقيع مذكرات تفاهم مع الدول العربية، شكلت هيمنة اقتصادية لها تمكنها من إبعاد منافسيها وحتى حلفائها من الساحة بسهولة وفرض مصالحها. وقد أثار هذا الواقع انتباه الولايات المتحدة”.
وشدد على أن القوة السياسية والاقتصادية هي الحاسم في العالم، قائلاً: “في حين أن الصين والولايات المتحدة تتفاوضان فيما بينهما، تعملان في نفس الوقت على توسيع ترسانتيهما النووية، وتخططان للاستيلاء على السماء، وتنافسان بعضهما البعض في المنظمات والأوساط السياسية. الصين لا تستطيع خفض إنتاجها ونموها الاقتصادي من أجل كسب رضا الولايات المتحدة وخفض التوترات، لأنها ستتلقى ضربة قوية لا تطاق”.
0 تعليق