المجلس الإستراتيجي اونلاين ـ حوار: في إشارة إلى جهود الصين لخلق التيارات في مجلس حقوق الإنسان ولعب دور أكثر نشاطاً في فرق العمل التابعة له، قال أستاذ القانون الدولي: تسعى الصين إلى إنشاء فكرة "مدافع عن حقوق الإنسان والإنسانية" في أذهان شعوب العالم حتى تتمكن من اتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام في مجال نفوذها في الدول من خلال اخذ زمام المبادرة وتصحيح السمعة المستكرهة والسلبية تجاه نفسها.
وفي إشارة إلى القرار الصيني المقترح في مجلس حقوق الإنسان بشأن الآثار السلبية للتراث الاستعماري، والذي تم اعتماده على الرغم من معارضة الدول الأوروبية، قال الدكتور “غلامرضا خواجي”، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: وجهت الصين ضربة سياسية كبيرة لأمريكا وأوروبا وتسعى إلى نزع سلاحهما بتوجيه “تهم مناهضة لحقوق الإنسان” ضدها.
وصرح محلل القانون الدولي أيضاً: لا ينبغي أن ننسى أن الصين تعرضت لانتقادات على نطاق واسع بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، وكانت هناك مزاعم عديدة حول انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة الصينية. بالتأكيد لا يمكننا أن نضع الصين بين الدول التي أولت اهتماماً كاملاً لمعايير حقوق الإنسان. في الوقت نفسه، لن تدخل هذه الدولة أبداً في أي ملف من حالات الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان دون مراعاة مصالحها السياسية والاقتصادية.
وفي إشارة إلى التوترات السياسية والخطابية بين الصين وأمريكا بشأن قضايا حقوق الإنسان، والاتهامات الموجهة من بعضهما البعض، قال خواجي: لم يسبق قط لكلا البلدين إثارة قضايا مثل دعم شعب اليمن أو فلسطين أو المظلومين في العالم ولم يتخذوا إجراءات فعالة حيالها، لكن يجب دعم خطة الصين ضد استعمار الدول.
وفي إشارة إلى قرار أمريكا بالعودة إلى مجلس حقوق الإنسان، وكذلك تأكيد الصين على ضرورة عقد طاولة مستديرة متخصصة حول الآثار السلبية للاستعمار على التمتع بحقوق الإنسان في العام المقبل، قال الأستاذ الجامعي: تاريخياً للصين تاريخ طويل من كونها مستعمَرة وسيطر عليها اليابانيون لبعض الوقت خلال الحرب العالمية الثانية. وهي تحاول الآن الاستفادة من هذا التاريخ لتبين أنها إحدى الدول المستعمَرة.
و قال خواجي يزعم الصينيون أنهم من أصل ماو وأبطال مناهضين للاستعمار، وأردف قائلاً: في هذا الصدد، يجب على إيران التأكيد على ريادتها الحقيقية في مجال حقوق الإنسان، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، دعم عمل الصين؛ لأن لدينا العديد من الأفكار في مجال قضايا حقوق الإنسان للعالم.
وأضاف أستاذ القانون الدولي: الصين تعلم أنها إذا أرادت أن تذهب أبعد من ذلك في المجال الاقتصادي، فيجب أن يكون لها طابعاً ثقافياً مقبولاً وجذاباً. لا ينبغي أن ننسى أن الصين تريد تنفيذ فكرة التنين الذي يلتهم العالم كله! لذلك، فهي تريد إصلاح سجلها في مجال حقوق الإنسان من خلال تغيير سمعتها في الأذهان.
وفي إشارة إلى جهود الصين لزيادة قوتها بمختلف أبعادها ومنافستها الحثيثة مع أمريكا في هذا الصدد، قال خواجي: تريد الصين أن ترسل رسالة إلى دول مختلفة حول العالم تريد التعاون معها اقتصادياً، مفادها أنها تُجاري أيضاً أمريكا وأوروبا في مجال حقوق الإنسان.
ووصف تحرك الصين بأنه مبادرة ذكية، ومشيراً إلى أن بعض الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان انضمت إلى تمرير القرار وأن الدول الأوروبية لم تنضم إليه، قائلاً: تواجه الصين تحديات عديدة في مجال حقوق الإنسان والقمع، ولأن المناخ الغالب في مجلس حقوق الإنسان ضد أمريكا والكيان الصهيوني، فقد صوتت الدول لصالح هذا القرار الصيني.
وأضاف خواجي: تسعى الصين إلى خلق فكرة “مدافع عن حقوق الإنسان والإنسانية” في أذهان شعوب العالم حتى تتمكن من اتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام في مجال نفوذها في الدول من خلال اتخاذ زمام المبادرة وتصحيح السمعة المستكرهة والسلبية تجاه الصين.
في إشارة إلى جهود الصين لخلق التيارات في مجلس حقوق الإنسان ولعب دور أكثر نشاطاً في فرق العمل التابعة له، تابع محلل القانون الدولي: قبل ست سنوات، لم نشهد حضوراً قوياً للصين وروسيا في هذا المجلس على الإطلاق؛ اليوم، توصلت الصين إلى نتيجة تقتضي عليها أن تصبح أكثر نشاطاً في مجال حقوق الإنسان والثقافة. وبالتالي، إذا زادوا من حركتهم للمضي قدماً في القرار، فيمكنهم التأثير على المشهد السياسي والرأي العام، ومعالجة الأبعاد المختلفة للاستعمار المعاصر.
ومشيراً إلى أن الإنجازات العظيمة في مجال القضايا الثقافية وحقوق الإنسان لن تكون سهلة بالنسبة للصين بسبب أيديولوجيتها وهيكلها السياسي الخاص وبعض الإجراءات التي اتخذتها ضد حقوق الإنسان، قال مؤكداً: على الرغم من الضربة السياسية التي وجهتها إلى أوروبا وأمريكا، لا يمكن للصين ببساطة أن تقود البلدان الأخرى على طول الطريق بسبب انتقادات حقوق الإنسان وبعض القضايا المطروحة ضدها.
0 تعليق