المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: وصف السفير الإيراني السابق في لبنان تصريحات رئيس الوزراء اللبناني حول انتهاك السيادة الوطنية للبنان باستيراد الوقود بمبادرة من حزب الله، بأنها أحادية الجانب تماماً لاستمالة الغرب، ويتصور رئيس الوزراء اللبناني مع خطأ في التقدير بأن هذه المواقف تخفف الضغط على لبنان.
وفي إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الذي وصف استيراد الوقود من إيران بمبادرة من حزب الله بأنه انتهاك لسيادة البلاد، قال أحمد دستمالجيان لموقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: هذه التصريحات تعبر عن موقف سياسي، ولا تخدم مصلحة لبنان.
وأوضح: هذا الوقود مستورد من سوريا كدولة مجاورة والسفينة لم ترسو في الموانئ اللبنانية. هذا الوقود حاجة أساسية للناس، و قد اشتراه رجل أعمال لبناني و سيدخل البلاد بنظام النقل اللبناني. و إذا لم يصل هذا الوقود، فسيتعين إغلاق المخابز خلال الأيام القليلة المقبلة. يجب عدم تجاهل الحقوق الأساسية والركن الرئیسي لمعيشة اللبنانيين من أجل استمالة الآخرين أو عدم رضاهم.
وأكد محلل شؤون غرب آسيا أن: السيد ميقاتي أدلى بهذه التصريحات من جانب أحادي وبطريقة ترضي الغرب، وستظهر تداعيات هذه المواقف الخاطئة المعادية للناس، في المستقبل.
وقال في لبنان، كدولة صغيرة، هناك حوالي 18 طائفة ليس لها مصادر دخل خاصة. في السابق، كانت السياحة والبنوك من بين الموارد الاقتصادية للبلاد، وكلاهما في حالة ركود حالياً. لذلك كل من هذه الطوائف والشخصيات ترى نفسها مجبرة على الاقتراب من دولة أجنبية.
وقال الدبلوماسي الإيراني السابق، في إشارة إلى الترحيب الشعبي الواسع لاستيراد الوقود المشتراة من إيران إلى لبنان وتلبية احتياجاتهم من الوقود: يتصور رئيس الوزراء اللبناني أن هذه المواقف ستخفف الضغط على لبنان وتقربه للكتلة الغربية، في حين أن هذا خطأ في التقدير، لأنه بهذه المواقف سيظهر كشخصية معادية للشعب، ونظراً لعدم حصول دعم شعبي، فإنه يواجه مشاكل منذ بداية المطاف.
وتطرق دستمالجيان إلى المشاكل التي يواجهها اللبنانيون بسبب نقص الوقود في حياتهم اليومية، مضيفاً: الأحزاب التي تواكب الشعب، ويدرجون في ائتلاف واحد سوف لن ينسون هذه المواقف. في لبنان اليوم، يتصدر الشعب والمقاومة زمام القيادة، وفي الحقيقة، أظهر السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، بمبادرة واحدة، مدى دعمه للشعب واهتمامه به. مبادرة الأمين العام لـ «حزب الله» ستكون لها تداعيات إيجابية للغاية على مستقبل هذا البلد، وبهذه الخطوة تم كسر ظهر العقوبات.
وأشار دستمالجيان إلى مواقف ميقاتي السابقة، عندما خاطب منتقدي استيراد الوقود من إيران قائلاً: أقول للمنتقدين والجامعة العربية أن يعطونا شمعة. لا يمكننا أن نقول “لا” لأي طرف دون وجود بديل.
وأضاف: على مدى سنوات طويلة، لم يكن النظام الهيكلي الطائفي اللبناني، كإرث من الاستعمار الفرنسي، فاعلاً ولا يتماشى مع متطلبات الوقت الراهن في البلاد، وأدى هذا الأمر إلى انعدام الأمن والاضطراب في لبنان. في هذا الصدد، يبدو أنه من الضروري حل المشاكل اللبنانية عبر الحوار الوطني اللبناني.
وأكد الدبلوماسي الإيراني السابق في لبنان على ضرورة الاهتمام بالمشاكل الرئيسية والاستراتيجية للشعب اللبناني في الظروف الراهنة من قبل السلطات اللبنانية وحل المشاكل التي تسبب الفشل في هذا الصدد، مضيفاً: الهدف الأساسي من العقوبات المفروضة على لبنان هو أن يتم الفصل بين الشعب والمقاومة في هذه الدولة وأن يستشعر الناس بخيبة أمل وتشاؤم إزاء المقاومة وأن ينتفضوا ضدها. في حال أن هذه الحسابات خاطئة وتعبر عن سوء فهم، إذا اعتقدوا أن الشعب والمقاومة في لبنان يمكن أن ينفصلا عن بعضهما البعض. كل الطوائف اللبنانية حاضرة في المقاومة دفاعاً عن كينونة الدولة وهذه الحيل لن تتسبب في انفصالهم.
0 تعليق