المجلس الاستراتيجي أونلاين - حوار: تحدث خبير في شؤون غرب آسيا عن الهجوم الذي شنه الجيش الصهيوني على مدى 12 يوماً ضد سكان غزة. على الرغم من أن الغزو انتهى بانتصار المقاومة الفلسطينية، إلا أنه ألحق أضراراً مادية جسيمة بالبنية التحتية للمنطقة.
وفي الحوار الذي اجراه مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، تحدث سيد رضا ميرابيان عن موقف دول المنطقة تجاه الحرب التي استمرت 12 يوماً بين الكيان الاسرائيلي وفلسطين؛ والدول التي تحركت بشكل أساسي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني خلال رئاسة ترامب كانت إلى جانب تل أبيب في هذه الحرب.
وقال ميرابيان: “المثال الملموس هو الإمارات التي ليست فقط الدولة الأولى التي تطبّع علاقاتها مع إسرائيل، ولكنها أيضاً دافعت بشكل علني عن هذا الكيان المجرم ودعمته في الحرب الإسرائيلية الأخيرة”.
وفي إشارة إلى تطبيع علاقات أبو ظبي مع تل أبيب وفتح سفارات الجانبين، أكد ميرابيان أن هذه الإجراءات تثبت أن كلاً من الإمارات والكيان الإسرائيلي لديهما سلسلة من الالتزامات تجاه بعضهما البعض.
وأضاف “في الواقع، توقيع اتفاقية السلام والتعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري بين الجانبين تلزمهم بالتعاون ووقوفهما بجانب البعض “.
وقال ميرابيان، إنه لم يتم الكشف عن جزء من التعاون الإماراتي الإسرائيلي ووضح ايضاً: “يجب ألا ننسى أن الطائرات الحربية الإماراتية والإسرائيلية قامت بمناورات مشتركة فوق قبرص وبعض الأماكن الأخرى، وكان هدفها في الواقع توسيع تعاونهما في مناطق أخرى كاليمن.
وأكد الخبير أن مثل هذا التعاون يتجاوز العلاقات الدبلوماسية، وتابع: “إن الهدف الرئيسي لدولة الإمارات في تطبيع العلاقات مع تل أبيب هو أن تكون قادرة على إقامة دعم إقليمي لنفسها بإسناد من إسرائيل، لكنها وقعت في خطأ استراتيجي كبير”.
وأكد الخبير في شؤون غرب آسيا أن الإماراتيين لم يعارضوا الحرب واضاف “بل استقبلوا مواطنين إسرائيليين في بلادهم وقام عدد من المواطنين الإماراتيين بزيارة للكنيست الإسرائيلي”.
وأضاف: “عند تحليل ودراسة النهج الإماراتي، يمكن القول إنها اتبعت نهجا أقبح وأسوأ بكثير بالنسبة للحرب على غزة مقارنة بالدول الأوروبية وغير الإسلامية، وهو أمر مخزٍ جداً للعالم الإسلامي والعالم العربي”.
وشدد ميرابيان على أن “هذا كان نهج أبو ظبي في الوقت الذي كان سكان غزة يتعرضون لمذبحة تحت القصف الإسرائيلي”.
وأضاف: “على ما يبدو، اقترح ولي عهد أبو ظبي أيضاً تعويض الصهاينة، وهو بالطبع ليس أول عمل خائن ضد الفلسطينيين في الحرب التي استمرت 12 يوماً؛ “لأنه خلال هذه الحرب وعندما كان الفلسطينيون يقتلون من قبل الجيش الإسرائيلي والقاذفات، عرض محمد بن زايد أيضاً إرسال مرتزقة إلى نتنياهو لقتل الفلسطينيين”.
وبشأن موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة الأخيرة في غزة، قال الخبير إننا رأينا أن الرياض التزمت الصمت حيال هذه القضية ولم تتخذ موقفاً محدداً.
وقال ميرابيان إن “ردة فعل الدول العربية على جريمة الكيان الصهيوني لم تكن كما ينبغي، ويمكن القول إن الرأي العام في العالم الغربي كان يمثل رد فعل أكبر تجاه الجرائم الإسرائيلية”.
وأشاد الخبير في شؤون غرب آسيا بموقف باكستان وتركيا في مواجهة العدوان الإسرائيلي وقال “كان رد فعل الشعب الباكستاني على وجه الخصوص جيداً للغاية، بل إنه أصبح مميزاً في العالم الإسلامي بدعمه الشعب الفلسطيني”.
وتابع ميرابيان أن “شعب وحكومة الإنقاذ الوطني اليمني والجزائر واندونيسيا وماليزيا كانت لهم مواقف جيدة ولصالح فلسطين على عكس الإمارات”.
وفي تلخيص مواقف الدول الإسلامية والمنطقة والدول الأوروبية من جرائم النظام الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية، قال: ” كان موقف العالم الإسلامي بشكل عام، مؤيداً لفلسطين، و عن مواقف الدول العربية في المنطقة فقد كان البعض منها محايداً والبعض إلى الجانب الإسرائيلي وأدان الرأي العام الغربي الجرائم الإسرائيلية، كما شهدنا في الولايات المتحدة أن الرأي العام والشارع الأمريكي يدين بشدة وينتقد الكيان الصهيوني”.
0 تعليق