المجلس الإستراتيجي اونلاين-لقاء: لابد من النظر الى تجارب الحروب التي جرت في الأعوام الاخيرة في المنطقة لندرك أهمية دور الطائرات من دون طيار (المسيّرات) في حروب المستقبل و قال: بالنظر الى الأهمية المتزايدة و الدور المصيري للمسيّرات في الحروب المستقبلية ، فإننا نشهد إستثمارات ملفتة للقوى العسكرية الكبرى في هذا المجال.
قال السيد رضا مير طاهر في لقاء مع موقع المجلس الإستراتيجي لالعلاقات الخارجية : ان الطائرات المسيّرة خلال العقدين الأخيرين شهدت تطوراً ملحوظاً .
و أضاف :صحيح ان هذه الطائرات كانت موجودة في القوات الجوية لبعض الدول وخاصة أميركا منذ ٢٠-٣٠ عاماً لكن في العقود الثلاثة الماضية و العقد الأخير على وجه التحديد شهدت تطوراً غير متوقع .
و قال ميرطاهر: حققت بعض الدول إنجازات كثيرة في مجال تصنيع المسيّرات في هذه المدة، و حالياً توجد دول لديها خبرة على المستوى العالمي كأميركا و ايران و الكيان الصهيوني و بعض دول الاتحاد الاوروبي كفرنسا ،و في الآونة الاخيرة روسيا ،و يوجد لديهم تطورات ملحوظة.
- المسيّرات استطاعت ان تثبت مكانتها في الحروب العصرية.
و اشار هذا الخبير العسكري و الاستراتيجي الى ان النظر في تجارب الحروب الواقعة في السنوات الاخيرة في المنطقة يوصلنا الى فهم الدور المهم للمسيّرات في الحروب القادمة و قال : من الواضح في هذه الحروب ان الطائرات المسيّرة استطاعت فتح مكانها في الحروب الحديثة و ان تنجز المهمات المحولة لها من قبيل مهام الاكتشاف و الاستطلاع و التجسس و المهمات الحربية و استهداف المواقع ،و ايضا مهمات المراقبة و المهمات غير العسكرية في المناطق الحدودية و المراقبة الجوية في الطرق السريعة و المدن.
- الاستفادة الواسعة من المسيّرات في حرب قرة باخ
و ذكّر مير طاهر : في الحرب التي وقعت في منطقة قرة باخ تمت الاستفادة من المسيّرات الانتحارية بشكل واسع و أثبتت هذه المسيّرات قدرتها على ارض المعركة.
و اشار ميرطاهر الى الانواع المختلفة من المسيّرات و قدراتها و تابع قائلا : الطائرات المسيّرة لها أنواع كثيرة جداً من حيث القياسات ،ابتداءً من حجم إصبع الانسان و حتى مقاسات طائرات نقل الركاب ، و يتم تصنيعها بأنواعها المختلفة.
احد انواع هذه المسيّرات هي الميكروطائرات التي تتكون من مسيّرات بمقاسات صغيرة جدا بمقاس الحشرات الطائرة ،وهي قادرة على الطيران في مناطق محددة لغرض التصوير و التنصت و التجسس و ما شابه ذلك.
و اضاف ميرطاهر : في المقياس الاكبر نشهد مسيّرات في مقاسات مختلفة تستخدم في مهمات الإستكشاف و الاستطلاع . و في النطاق الاوسع نشهد تصنيع و تفعيل طائرات من دون طيار بمحركات نفاثة و توربو يتم تصنيفها بمسيّرات استراتيجية و تستخدم في مهمات الإسكتشاف و الاستطلاع المطولة والتي تسغرق أكثر من ٢٤ ساعة و في مجال جوي عالٍ .
وتابع هذا المحلل السياسي للأحداث الدولية،القول بتشريح و تصنيف انواع المسيّرات حسب نوع المحرك و القوة الدافعة و نوع المهمة التي يمكن استخدامها للقيام بها، قائلا : يمكن تصنيف المسيّرات حسب المهمات التي يتم استخدامها فيها الى انواع مختلفة، تشمل الاستكشاف ،و الاستطلاع ، والاتصالات و اخيرا المهام القتالية و التنفيذية كما نشهد في الفترة الاخيرة تصميم و تصنيع الطائرات المسيّرة الانتحارية مثل طائرة هاروب التي يصنعها الكيان الصهيوني و نماذج اخرى من باقي الدول.
- تسابق القوى العالمية على تطوير و استعمال الطائرات المسيّرة
وأشار ميرطاهر الى تسابق القوى العالمية على تطوير و تفعيل الطائرات المسيّرة قائلاً : استطاعت بعض الدول (مثل الصين) المضي قدما في تصنيع الطائرات المسيّرة و تسويق هذه المسيّرات لتنفيذ مختلف المهمات.
كما اشار الى ما يميز المسيّرات في انجاز المهمات و بالاخص المهمات الانتحارية و قال : يمكن القول ان الطائرات المسيّرة سوف تتقدم لتؤدي الدور المصيري في حروب المستقبل و تكون الرائدة في هذه النزاعات.
- الاهمية المتزايدة للطائرات المسيّرة و الدور الرئيس لها في النزاعات المتوقعة
افاد هذا الخبير في الشؤون الدولية ان الكيان الصهيوني يسعى منذ سنوات طويلة لتطوير الطائرات المسيّرة و حاليا يشغل مكانة عالمية في السوق العالمية لتصدير المسيّرات و تابع القول: بالنظر الى الاهمية المتزايدة و الدور المصيري الذي يمكن ان تؤديه المسيّرات في النزاعات العالمية في المستقبل، نشهد تسابق الاستثمارات الهائلة في هذا المجال من قبل القوى العسكرية العالمية و بشكل خاص تسعى الولايات المتحدة و الصين و روسيا و دول الاتحاد الاوروبي (المملكة المتحدة و فرنسا و المانيا) لتصميم و تصنيع الطائرات المسيّرة و بقياسات الطائرات الحربية التقليدية لتتمكن من استخدامها بدلا منها.
كما اشار ميرطاهر الى استخدام التقنيات و التكتيكات الحديثة للذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة الطائرات المسيّرة و اضاف: يوجد تطورات كثيرة جدا في هذا المجال، فعلى سبيل المثال سعى الروس لتطوير قدراتهم الجوية بتصنيع طائرة من دون طيار باسم [اس-٧٠ اخوتنيك] و ايضا يوجد مشاريع مشتركة بين فرنسا و المانيا و مساع مستقلة في المملكة المتحدة لصناعة المسيّرات النفاثة .
و تابع القول : الامريكان اختبروا انواعاً مختلفة من الطائرات النفاثة من دون طيار .
و يمكن القول انه في العقد الجديد من القرن الواحد والعشرين سوف نشهد صنع الطائرات المسيّرة بمحركات نفاثة الى جانب المقاتلات الحربية التقليدية،والتي تنفذ مهمات عسكرية و استطلاعية و غيرها من المهمات.
و اشار ميرطاهر الى بعض الانشطة العسكرية و التجسسية التي حصلت ضد عدد من الدول باستخدام المسيّرات من دون ان يتم المتابعة القانونية لها في المنظمات الدولية و اكد : استخدام المسيّرات بشكل واسع و على الشكل الحالي هو امر حديث و ان تشريع قوانين و وضع مقررات دولية لاستخدام هذه الطائرات سوف يحتاج الى مزيد من الوقت و الطلب الدولي و يحتاج الى اجماع عالمي في هذا الشأن .
و اضاف الخبير في القضايا العسكرية و الاستراتيجية : من المؤكد سوف لا نشهد في الفترة القصيرة و المتوسطة القادمة قوانين صارمة باستخدام المسيّرات مع النظر الى امكانية العسكرية لها لان هذه الطائرات المسيّرة تدخل ضمن القطاعات العسكرية المختلفة في البلدان المختلفة و تعمل على تنفيذ المهمات والواجبات المختلفة و لهذا فمن المستبعد ان نشهد ما يحدد مجال عمل هذه الطائرات في القريب العاجل الا في ما يتعلق بالمسيّرات التجارية التي يمكن استخدامها بشكل سلبي .
و اكمل موضحا : على اية حال؛ يمكن استخدام هذه المسيّرات التجارية على شكل مسيّرات انتحارية او تجسسية على حياة المدنيين او يمكن ان تعرّض حياتهم او اموالهم الى خطر و هذا ما يدخل ضمن القوانين الداخلية للدول.
0 تعليق