المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: في إشارة إلى أن تركيا لن تترك سوريا دون صراع قال محلل شؤون غرب آسيا: يبدو أن خطاب السيد أردوغان التهديدي بشأن سوريا جاء كردّ فعل على رغبة دمشق في إطلاق جولة جديدة من المعارك لتحرير المناطق التي يحتلها الإرهابيون والقوات التركية.
وأشار سعد الله زراعي، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، إلى تصريحات أردوغان بأن تركيا لم تعد تصبر على مناطق سوريا التي تشهد اشتباكات ضد قواتها، وقررت القضاء على التهديدات في هذه المنطقة، قائلاً: تصريحات الرئيس التركي بعد مقتل ضابطي شرطة تركيين في سوريا ليست في الحقيقة موجهة إلى الأكراد، لكنها إنذار للحكومة السورية.
وأضاف الخبير في شؤون غرب آسيا، موضحاً العمليات التي نفذتها تركيا حتى الآن على الأراضي السورية: بحسب التقديرات، تمتلك تركيا نحو 20 ألف جندي، ومجموعة متنوعة من المنشآت والمعدات والقواعد والثكنات في سوريا. لم يحصل أردوغان على إذن من الحكومة المركزية السورية ولم يطلب الإذن مطلقاً لإجراءاته ضد الأكراد.
ومشيراً إلى أن الجيش السوري أرسل المزيد من العتاد والقوات إلى ريف إدلب الجنوبي، وفي الوقت نفسه استهدف مواقع الإرهابيين على محاور “جبل الزاوية” في محيط إدلب، أكد زارعي إلى أسباب تهديدات أردوغان الأخيرة لسوريا قائلاً: يخطط الجيش السوري لجولة جديدة من الجهود لتحرير الأراضي المحتلة، من المتوقع أن يبدأ الجيش السوري عملياته العسكرية ويوسعها في إدلب ومحيطها خلال الأسابيع المقبلة.
وأضاف: في هذه الحالة، فإن إحدى القوات التي يخاطبها الشعب السوري وحكومته وجيشه هي القوات التركية الغازية، التي انتشرت في مناطق من الأراضي السورية دون إذن من حكومة دمشق. لقد نشروا قوات في هذه المناطق وشكلوا لأنفسهم حكومة، وبناءً على ذلك، هم حتى يلقون بالأوامر والنواهي على المواطنين السوريين ويخاطبونهم باللغة التركية وبلهجة متحكّمة. قد تدخلت تركيا في العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية لسكانها من خلال محاولة تغيير التركيبة السكانية لهذه المناطق.
قال الخبير في شؤون غرب آسيا: بطبيعة الحال، يجب أن تغادر هذه القوات سوريا. كما أعلن السيد بشار الأسد صراحةً وأكد على أن جميع القوات الغازية، بما في ذلك أمريكا والقوات الأجنبية الأخرى، يجب أن تغادر الأراضي السورية. في هذه الحالة، قام السيد أردوغان بمبادرة تفادياً لهذا الإجراء و تحدث بخطاب تهديدي قائلاً بأن صبر تركيا قيد النفاد!
وتابع زارعي: إذا نفد صبر تركيا بشأن الظروف التي أوجدتها لسوريا في السنوات العشر الماضية، يمكنها مغادرة سوريا والعودة إلى بلادها؛ لأنها احتلت سوريا وفق القانون الدولي!
وأضاف: لذلك، يبدو أن هذه المواقف ـ أكثر من أي شيء ـ تعتبر رداً على إرادة الحكومة السورية وجيشها لبدء جولة جديدة من القتال ضد الإرهابيين المتمركزين في شمال سوريا وتحرير هذه المناطق.
وتأكيداً على عزم الحكومة السورية على تحرير المناطق التي تسيطر عليها القوات الأجنبية والإرهابيين، أشار المحلل في شؤون غرب آسيا إلى مذكرة الرئيس التركي إلى برلمان هذه الدولة لتمديد تنفيذ العمليات العسكرية في سوريا والعراق لمدة عامين آخرين، قائلاً: من المهم جداً بالنسبة لتركيا أن تحافظ على الأراضي التي إحتلتها في سوريا. على الرغم من أن هذه الدولة تواجه تحديات اقتصادية في الفترة التي تسبق الانتخابات، إلا أنها بالتأكيد لن تترك سوريا بلا صراع.
ومشيراً إلى زيارة بشار الأسد الأخيرة لروسيا، وزيارة الوفد الروسي إلى دمشق وإرسال عتاد وذخائر من روسيا إلى سوريا، أضاف زراعي: كذلك زعم المسؤولون الأتراك أن تركيا ستبدأ إجراءات عسكرية في شمال سوريا إذا فشلت مفاوضات أردوغان مع القادة الأمريكيين والروس. و يبدو أننا سنشهد في الأسابيع المقبلة، صراعاً عسكرياً بين تركيا وسوريا في هذه المناطق، واحتمال نشوب هذا الصراع العسكري ليس ضئيلاً.
0 تعليق