المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أشار خبير في الشؤون الدولية والإقليمية إلى الدور التخريبي للكيان الصيهوني في القوقاز واعتراف رئيس جمهورية أذربيجان باستخدام المسيّرات الإسرائيلية، قائلاً: "الخطوات الإستفزازية الأخيرة لرئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، والمتمثلة في إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا والكيان الصهيوني بالقرب من الحدود الإيرانية الشمالية الغربية وتوجيه علييف اتهامات ضد إيران، يمكن تحليلها في إطار طموحات عائلة علييف القديمة وغير المقبولة لإحداث تغيير جيوسياسي في القوقاز".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال حسن هاني زاده: “التواجد العسكري للكيان الصهيوني في منطقتي بحر قزوين والقوقاز الحساستين، الذي تم بمبادرة من إلهام علييف، يعرض أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية للخطر”.
وأشار هاني زاده إلى قيام تركيا وجمهورية أذربيجان ببعض التحركات غير الودية ضد الأمن القومي الإيراني في الآونة الأخيرة، مؤكداً: “ظهرت بعض هذه التحركات في إجراء مناورات غير مبررة متتالية مع باكستان والكيان الصهيوني”.
واعتبر الاتهامات التي أطلقها إلهام علييف ضد إيران في مقابلة مع وكالة الأبناء الرسمية لتركيا، “الأناضول”، مستغربة وغير متوقعة ومخربة للعلاقات البينية ومتعارضة مع مصالح البلدين المشتركة.
وتابع محلل شؤون المنطقة قائلاً: “فرضت حكومة جمهورية أذربيجان غرامات على أكثر من 60 شاحنة محملة بالبضائع الإيرانية كانت متجهة إلى أرمينيا واعتقلت سائقين إيرانيين بشكل تعسفي في الآونة الأخيرة بذريعة تغيير الحدود المشتركة بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا وضرورة دفع رسوم الترانزيت لباكو”.
وأضاف هاني زاده: “يحصل ذلك في حين أنه قبل حرب قره باغ الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا وعندما كانت أجزاء من المنطقة تحت السيطرة الأرمينية، لم تكن الشاحنات الإيرانية تواجه أي مشاكل للتنقل من قره باغ إلى نخجوان استناداً إلى اتفاقية مشتركة بين إيران وأذربيجان وأرمينيا”.
ورأى أنه “يبدو الانتصار النسبي الذي حققته باكو في حرب قره باغ الثانية بدعم من تركيا والكيان الصهيوني، سبب لإلهام علييف غطرسة كاذبة إلى حد كبير ما دفعه على ما يظهر إلى التخطيط لتغيير الوضع الجيوسياسي في القوقاز وهو أمر مرفوض تماماً”.
وعن دور الأطراف الأجنبية خاصة الكيان الصهيوني في هذه التوترات، قال الخبير في الشؤون الدولية: “إن الاعتماد على الإمكانيات العسكرية والتجسسية للكيان الصهيوني والدعم السياسي والمالي التركي للسعي إلى تغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة وزعزعة الأمن في الحدود الشمالية الغربية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، تعتبر من أكبر الأخطاء السياسية و الأمنية التي يرتكبها إلهام علييف”.
وأردف هاني زاده قائلاً: “يجب التنبه إلى أن تصور رئيس جمهورية أذربيجان نفسه قادراً على تغيير الوضع الجيوسياسي في القوقاز لإيجاد موطئ قدم للكيان الصهيوني في هذه المنطقة وبحر القزوين ليس سوى مجرد وهم سياسي؛ لأن الظروف المحيطة بهذا البلد والمنطقة لا تسمح لإلهام علييف القيام بذلك”.
وأشار الخبير في الشؤون الأقليمية إلى الميول العقائدية نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى 70 بالمئة من سكان جمهورية أذربيجان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، قائلاً: “هؤلاء لن يسمحو أبداً لرئيس جمهورية أذربيجان الطموح القيام بأي مغامرات”.
وبشأن ردة فعل إيران المحتملة تجاه هذه الممارسات، قال: “تمتلك إيران أدوات ضغط متعددة يمكنها توظيفها في الزمان والمكان المناسبين لتعديل سلوك علييف الهجومي لكنها تفضل حالياً اللجوء إلى السبل الدبلوماسية”.
كما لفت هاني زاده إلى انطلاق مناورات القوات المسلحة الإيرانية تحت عنوان “فاتحو خيبر” على الحدود الشمالية الغربية قائلاً: “تعتبر هذه المناورات تحذيراً جدياً لحكومة جمهورية أذربيجان بشأن أن إيران لن تقبل تحت أي ظرف تغيير حدود دول المنطقة وحضور الكيان الصهيوني اللقيط على حدودها”.
وأضاف: “كذلك، فإن سلوك حكومة رجب طيب أردوغان وتشجيعها إلهام علييف على ممارساته سيكلف حكومة حزب العدالة والتنمية التركي تكاليف باهظة”.
ولمح هاني زاده إلى الانقلاب العسكري الذي واجهه الرئيس التركي في عام 2016 وطلبه المساعدة من إيران عند وجوده في مطار إسطنبول، قائلاً: “حينها، قدم مسؤولو الجمهورية الإسلامية الإيرانية كافة إمكانياتهم لأردوغان بكل صدق منقذين إياه من أزمة سياسية وأمنية كادت أن تحوّل حكمه إلى خبر كان للأبد”.
واختتم قائلاً: “لذلك، يجب على ألهام علييف ورجب طيب أردوغان أن يعرفا أن إيران دولة صديقة تجمعها مع بلديهما الكثير من المشتركات، لكنها لن تسمح أبداً بأن تترجم تلك الطموحات على أرض الواقع؛ خاصة و أنه تُشاهَد آثار الكيان الصهيوني – الذي يعد خطاً أحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية – في بعض التحركات الراهنة”.
0 تعليق