المجلس الإستراتيجي أونلاين: استضاف المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية يوم الأربعاء 9 مارس 2022 ندوة تحت عنوان مناقشة "الآثار والأبعاد الإستراتيجية للأزمة الأوكرانية" بمشاركة رئيس المجلس وأمينه وعدد من الخبراء والأساتذة الجامعيين.
في مستهل الندوة، أكد الدكتور سيدعباس عراقجي، أمين المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أن لهذه الأزمة تداعيات قصيرة الأمد وبعيدة الأمد على النظام الدولي من الناحية الإستراتيجية وينبغي في تحليل آفاق هذه الأزمة أن تؤخذ في الاعتبار آثارها في مختلف الجوانب الجيوسياسية والثنائية والإقليمية والدولية.
وفي تحليل أسباب ظهور هذه الأزمة، أوضح الدكتور مهدي سنائي، سفير إيران السابق في روسيا، الظروف الداخلية الروسية في مواجهة الحرب الأوكرانية مصرحاً: “توجد سيناريوهات مختلفة لمستقبل هذه الأزمة، لكن من المؤكد أن هذا النزاع سيفضي إلى تحولات جيوسياسية. ولا شك في أن هذا الواقع سيُحدث تغييرات في رؤية روسيا إلى القضايا الإقليمية والدولية وستدفعها نحو السعي إلى تعزيز موقعها الدولي من خلال استغلال هذه الأزمة”.
ورأى الدكتور فؤاد إيزدي، أستاذ جامعة طهران، أن الإجابة عن السؤال بشأن “ما إذا كانت الحرب في أوكرانيا تنتهي إلى تحول كبير في النظام الدولي أم لا”، موضوعاً أساسياً في تحليل الأزمة قائلاً: “لن تسمح الولايات المتحدة – لأسباب عديدة – بأن تخمد نار هذه الحرب؛ منها معارضة النخب الأمريكية لبوتين، ومصالح الاقتصاد الأمريكي والتنافس مع روسيا في هذا المجال، وتجنب التشكيك في طبيعة الناتو، وتحديات بايدن في السياسة الداخلية، وموقع الولايات المتحدة في التحالف مع أوروبا.
واعتبر أن اتضاح مواقف الدول إزاء الأزمة الأوكرانية من الفرص التي ظهرت على خلفية هذه الحرب، مضيفاً: “على المدى البعيد، ستتضرر الولايات المتحدة من تكوّن جبهة واضحة المعالم أمامها”.
وأكد الدكتور جهانغير كرمي، أستاذ جامعة طهران، على ضرورة التنبه للعوامل الديناميكية في تحليل الأزمة، قائلاً: “يجب القول إن هذه الأزمة ستؤدي إلى ظهور جبهة أكثر تماسكاً في الغرب. في نفس الوقت، يجب رصد ومتابعة سلوك القوى الإقليمية تجاه هذه الأزمة”.
واعتبر الدكتور مهدي أميري، مدير المكتب السياسي لمركز بحوث مجلس الشورى الإسلامي، أن الأزمة الأوكرانية تمثل نقطة انطلاق لإعادة تعريف النظام الدولي والترتيبات الدولية وتنطوي على احتمال أن تتحول الحرب الناعمة فيها إلى حرب خشنة”.
وإذ أكد على ضرورة التنبه للتحولات الجيوسياسية الناجمة عن هذه الحرب أشار إلى الخطوات التي اتخذتها بعض الدول لتعزيز نفوذها الناعم والخشن خلال هذه الأيام، مشدداً على أهمية تبنّي توجه ذكي تجاه الأحداث التي تجري على الساحة الدولية تحت تأثير هذه الأزمة.
وتطرق الدكتور محمد قلي ميناوند، أستاذ جامعة الإذاعة والتلفزة، إلى ضرورة الاهتمام بالتداعيات العاجلة لهذه الحرب على المجالات الإقتصادية والأمنية، مصرحاً: “ردة فعل الغرب تجاه روسيا ترتقي لمستوى حرب تامة قبل اللجوء للقوة؛ حيث مارس الغرب أقصى ضغوطه عليها”.
وتوقع الدكتور شعيب بهمن، الخبير في الشأن الروسي، أن تستمر هذه الحرب، مضيفاً: “بطء تقدم القوات الروسية في أوكرانيا أمر طبيعي بالنظر لأسلوب الحرب البرية التي تنتهجه. الهدف الرئيسي لموسكو هو الإطاحة بالحكومة الحالية في كييف”.
وإذ قدم مرتضى مكي، محلل الشؤون الأوروبية، تحليلاً عن رؤية الغرب إلى هذه الأزمة، قال: “سياسات الغرب تجاه روسيا فاقمت الحرب في أوكرانيا وإنه من المؤكد أن العلاقات الروسية ـ الغربية لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه قبل هذه الأزمة”.
0 تعليق