المجلس الإستراتيجي أون لاين ـ حوار: قال أستاذ في جامعة طهران عن التحديات الماثلة أمام إستراتيجية أمريكا السياسية ـ العسكرية في العالم: "بعد حرب فيتنام، تبنت أمريكا إستراتيجية قررت على أساسها تسليح حلفائها لغرض تأمين نفسها. لكن يبدو أن قرار واشنطن سحب قواتها من العراق وأفغانستان يدل على فشل هذه الإستراتيجية".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال الدكتور فؤاد إيزدي: “كانت الولايات المتحدة تطبق هذه الإستراتيجية في سياستها الخارجية منذ الحرب العالمية الثانية بل وربما قبل ذلك. منذ ذلك العهد، كانت تتواصل مع المؤسسات العسكرية في مختلف الدول بذريعة مساعدتها وكانت تدير وتوجه العسكريين من ذوي الرتب المتوسطة والعليا فيها. ومن هذا المنطلق، كان البيت الأبيض يراقب المؤسسات العسكرية لباقي الدول قدر المستطاع”.
وإذ أشار إيزدي إلى أن هذه السياسة الأمريكية لا تزال مستمرة، أضاف: “واشنطن لا تزال تواصل تطبيق سياسة التغلغل في المؤسسات العسكرية للدول بذريعة تقديم المساعدة لها”.
وأوضح أستاذ جامعة طهران: “تهدف سياسة التغلغل الأمريكية إلى دفع المؤسسات العسكرية في مختلف الدول إلى تنفيذ الانقلاب والسيطرة على الحكم حال سلوك حكومتها المدنية نهجاً مغايراً لأمريكا”.
وأضاف: “تشيلي مثال لتلك السياسة الأمريكية؛ حيث قام بينوشيه، وزير الدفاع في حكومة أليندي، بانقلاب ضده. أو في مصر حيث نفذ السيسي، وزير الدفاع في حكومة محمد مرسي، انقلاباً ضده”.
وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية أن هناك سياسة أخرى تحت عنوان “بناء الدولة” تتبعها واشنطن، موضحاً: “اليوم قد واجهت هذه السياسة تحدياً نظراً لتجربة أفغانستان والعراق. بناء على سياسة بناء الدولة، عندما تكون دولة عظمى غير راضية عن حكومة دولة أخرى وتجدها غير متناغمة مع مصالحها تسعى إلى تغييرها والإتيان بحكومة جديدة خاضعة لسيطرتها تتمكن من خلالها الرقابة على كافة مؤسسات الدولة”.
وأكد إيزدي على أن أمريكا طبقت هذه السياسة في أفغانستان لكنها باءت بالفشل، مضيفاً: “بعد هذه الهزيمة النكراء، أعلن جو بايدن الشهر الماضي عدة مرات أن سياسة بناء الدولة لم تكن مجدية. ولذلك، أحدثت تجربة أمريكا في العراق وأفغانستان تعديلاً في نظرة المسؤولين الأمريكيين تجاه سياسة بناء الدولة، لكنهم لا يزالون مستمرون في تنفيذ سياسة تسليح حلفائهم”.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا يؤثر تغيير الأحزاب على تبني واشنطن هذه السياسات أم لا، قال الأستاذ الجامعي: “منذ عقود ولحد الآن، لم يحدث خلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن سياسة التواصل مع المؤسسات العسكرية في الدول والتغلغل فيها. أما في ما يخص سياسة بناء الدول، فمن المستبعد أن يؤدي تغيير إدارة بايدن ومجيء إدارة جمهورية إلى العودة لتطبيق هذه السياسة مرة أخرى”.
وأضاف: “وضعت خطة الانسحاب من أفغانستان في عهد الجمهوريين حيث كان أعضاء الحزب قد وصلوا إلى قناعة بشأن ضرورة الانسحاب من هذا البلد”.
وأشار إيزدي إلى أن دونالد ترامب لم يكن يرغب في الإنفاق من أجل باقي الدول، قائلاً: “رغم ذلك، كانت هذه رؤية ترامب، وليس رؤية أعضاء الحزب الجمهوري المؤثرين. وبالنسبة للديمقراطيين، نرى أنه لا مشكلة لديهم مع هذه الإنفاقات”.
وفی معرض الرد على سؤال بشأن ما إذا كان فشل سياسات أمريكا في العراق وأفغانستان قوضت مصداقية القوة الأمريكية، قال: “تكبدت واشنطن هزيمة نكراء بالانسحاب من أفغانستان؛ لأنها ما استطاعت حتى أن تفعل شيئاً لهؤلاء الذين كانت قد وعدتهم بالدعم وإجلائهم من أفغانستان. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن معظم حاملي التأشيرة الذين كانوا يتعاونون مع أمريكا في أفغانستان، نُقلوا إلى دول كالمكسيك وأوغاندا ولا قرار بشأن نقلهم إلى أمريكا”.
واختتم إيزدي قائلاً إن انسحاب أمريكا من أفغانستان بعد 20 عاماً دون أي إنجاز ورغم إنفاق تريليوني دولار ومقتل آلاف من الأمريكيين، يمثل كارثة لسياستها الخارجية”.
0 تعليق