المجلس الإستراتيجي أونلاين – حوار: أشار خبير في شؤون الشرق الأوسط إلى دلائل سعي الجزائر ودول أخرى لإخراج الكيان الصهيوني من الاتحاد الأفريقي قائلاً: "لا يبدو أن الجزائر ستنجح في سعيها؛ لأن السعودية والإمارات والبحرين يقفون وراء هذا القرار و يسعون إلى تمهيد الأرضية لانضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي من خلال إغراء الدول الأفريقية الفقيرة بالمال وممارسة النفوذ عليها".
في حوار مع الموقع الإستراتيجي للعلاقات الخارجية قال حسن هاني زاده حول تداعيات عضوية الكيان الصهيوني بصفة مراقب في الاتحاد الأفريقي إن “انضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي سيعرض وجود و هوية بعض الدول الأفريقية للتهديد مستقبلاً”.
وقال الخبير إن الجزائر بدأت جهوداً برفقة عدد آخر من الدول الأفريقية لإخراج الكيان الصهيوني من الاتحاد الأفريقي الذي منح مؤخراً بقرار من مفوضيته العضوية بصفة مراقب للكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت امتنع بعض الرياضيين العرب من مواجهة خصومهم الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية، وهي تصرفات تدل على كراهية الشعوب العربية تجاه هذا الكيان.
وإشار هاني زاده إلى الردود الشديدة التي أبدتها بعض الدول الإسلامية الأعضاء في الاتحاد الأفريقي إثر قبول الكيان الصهيوني عضواً مراقباً، مضيفاً: “الكيان الصهيوني خارج النطاق الجغرافي للقارة الأفريقية و وفق النظام الداخلي للاتحاد لا يجوز للكيان الصهيوني الانضمام إليه”.
وأكد: “يقال إنه إلى جانب بعض الأنظمة الرجعية العربية، شاركت أمريكا والدول الأوروبية في ممارسة الضغط على أعضاء الاتحاد الأفريقي للقبول بالكيان الصهيوني”.
وقال هاني زاده عن كيفية انضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي إنه “لوجود خلافات بين إثيوبيا والدولتين العربيتين مصر والسودان حول سد النهضة، استغلت إثيوبيا نفوذها في الاتحاد لمنح العضوية للكيان الصهيوني رغم تعارض هذا القرار مع النظام الداخلي للاتحاد”.
وأردف الخبير في الشؤون الدولية: “لا يقبل الاتحاد الأفريقي بعضوية أي دولة من خارج أفريقيا ولذلك، فإن منح العضوية للكيان الصهيوني بصفة مراقب يعزز احتمال بذل إثيوبيا جهوداً لإيجاد موطئ قدم للكيان في القارة الأفريقية”.
وأضاف هاني زاده أن إثيوبيا شيدت سد النهضة العظيم على نهر النيل، فأدى ذلك إلى تقليص كبير لكميات المياه المتدفقة من النيل باتجاه السودان ومصر مع أنه المصدر الوحيد لمياه الشرب والزراعة لهاتين الدوليتين العربيتين، ما دفعهما إلى توجيه تهديد عسكري لإثيوبيا.
ورأى الخبير أن إثيوبيا تنوي تعزيز نفوذ الكيان الصهيوني في هذه القارة المهمة لخلق حالة توازن، فمهدت الأرضية لانضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي من خلال ممارسة نفوذها على الدول الأفريقية.
وأكد هاني زاده: “تهدف إثيوبيا إلى الاستعانة بالدعم العسكري للكيان الصهيوني لمواجهة مصر والسودان إذا ما تعرضت لهجوم عسكري منهما مستقبلاً”.
وأضاف: “عضوية الكيان الصهيوني في الاتحاد الأفريقي بصفة مراقب سيعرض وجود و هوية بعض الدول الأفريقية للتهديد مستقبلاً؛ لأن بعض الدول الأفريقية كجنوب أفريقيا والجزائر وتونس والسودان ومصر أعربت عن استيائها من قبول الكيان الصهيوني في الاتحاد الأفريقي بشكل غير قانوني”.
وعن رؤية الغرب تجاه هذا التطور، قال: “يقال إن أوروبا وأمريكا تهدف إلى تقليص نفوذ الدول الإسلامية كمصر والسودان والجزائر وتونس وليبيا في القارة الأفريقية عبر تعزيز نفوذ الكيان الصهيوني في هذه القارة المهمة”.
وأضاف هاني زاده: “الجزائر بصفتها دولة عربية مؤثرة وعضو مهم في الاتحاد الأفريقي قدمت مشروعاً للأمانة العامة للاتحاد بغية إلغاء عضوية الكيان الصهيوني بصفة مراقب لكن لا يبدو أن يترجم هذا المشروع على أرض الواقع. لأن السعودية والإمارات والبحرين تقف وراء هذا القرار وتسعى إلى تمهيد الأرضية لانضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الأفريقي من خلال إغراء الدول الأفريقية الفقيرة بالمال وممارسة النفوذ عليها”.
وإذ أوضح بأنه قد تكون هذه الخطوة مقدمة لعضوية هذا الكيان في منظمات إقليمية إسلامية وعربية أخرى، أضاف: “يعتقد بعض الخبراء القانونيين في الكيان الصهيوني أنه بالنظر لتشكيل فلسطينيي 1948 أكثر من مليون ونصف مليون من سكان الأراضي المحتلة، يمكن لهذا الكيان أن ينضم بصفة مراقب للمنظمات العربية والإسلامية”.
وقال هاني زاده إن استعداد الكيان الصهيوني لفتح القارة الأفريقية يكشف أن قادة هذا الكيان يحلمون بتطوير التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني مع 40 دولة أفريقية على الأقل.
وأكد الخبير: لو حصل ذلك فيكون بإمكان الكيان الصهيوني إيجاد سوق جيد لمنتجاته في القارة الأفريقية خلال العقد المقبل، ما يؤثر سلباً على المكانة الاقتصادية لبعض الدول الإسلامية في القارة الأفريقية.
وقال الخبير في الشؤون الدولية حول خلفية الاتحاد الأفريقي إن “هذا الاتحاد تأسس في عام 1963 على أساس مقترح من الرئيس المصري آنذاك، المرحوم جمال عبد الناصر، بمشاركة 30 دولة أفريقية بغية تشكيل كتلة سياسية واقتصادية في القارة السمراء. و يُعتبر تأسيس هذا الاتحاد الواسع الذي يضم أعداداً كبيرة من سكان القارة الأفريقية، منعطفاً في تاريخ نضال الشعوب الأفريقية نحو تحقيق الاستقلال”.
واختتم بالاشارة إلى أن هذا الاتحاد بدأ عمله تحت مسمى منظمة الوحدة الأفريقية، موضحاً: “بعد استقلال عدد آخر من الدول الأفريقية وانضمامها للمنظمة، تم تغيير اسمها إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2002 و هو يضم الآن 53 دولة. يقع مقر الاتحاد في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا”.
0 تعليق