المجلس الاستراتيجي أونلاين: قال أحد خبراء شؤون الكيان الصهيوني بأن الاعتداءات الصهيونية على غزة ترفع احتمال تعزيز التيار اليميني في هذا الكيان وصرح: إن استمرار هذه النزاعات سوف تكشف عن تداعيات اقتصادية ونفسية في المجتمع الاسرائيل وترغم هذا الكيان على القبول ببعض شروط الطرف المقابل والموافقة على الهدنة.
علي عبدي في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية مشيراً إلى هجمات الكيان الصهيوني على غزة علي صعيد من منطلق تداعياتها الداخلية، ونظراً للانسداد والجمود السياسي السائد علي هذا الكيان؛ أشار قائلاً: خلال ما يقارب العقدين الأخيرين فإن الاتجاه اليميني المتطرف كان كان هو الغالب علي هذا الكيان ويبدو أن الصراعات التي حصلت سوف تؤدي إلى تشديد مسار الاتجاه اليميني في الداخل. وفي الواقع المجريات السائدة هي التي ستعزز مسار الإتجاه اليميني مع الإسراع في وتيرة التوجه العام.
إحتمالات تعزيز اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني
تناول محلل شؤون الكيان الصهيوني الانتقادات والاحتجاجات المطروحة في داخل الكيان وكذلك في الدول الغربية تجاه جرائم إسرائيل قائلاً: مع كل هذا، سوف تنحدر هذه التيارات إلى الهامش وتصبح منفعلة. كما شاهدنا تأثير ذلك في الانتخابات والحكومة القادمة لهذا الكيان وبعد بدء العدوان على غزة تزلّف نفتالي بينيت إلى حزب لبيد مفاوضاً إياه لتكوين إئتلاف جديد معلناً وأعلن بأنه سوف يخرج من تيار الوسط واليسار وسيعود إلى التيار اليمني ويقوم بمفاوضات مع نتنياهو.
وأضاف عبدي: كان قد أعلن بينيت في تشريحه لأسباب هذا القرار بأن لبيد كان يتفاوض مع حزب عربي! لكن عندما اتجهت الأجواء نحو التصعيد على حساب الفلسطينيين، قام باتخاذ هذا القرار.
وفي نفس الوقت صرح قائلاً : أنه ومع إنضمام حزب يمينا بأن انضمام حزب يمينا إلى نتنياهو أيضاً لا يضمن 61 كرسياً لنتنياهو كي يفوز بتشكيل الحكومة، لكن على أي حال سيغيّر توازن القوى على حساب تيار الوسط والتيار اليساري سيدفع بهم إلي الهامش، التيار الذي على اقل تقدير، يزعم بأنه يقبل العرب ويدفع إلى الحصول على سلام مستدام؛ وإن كان هؤلاء غير صادقين فيما يزعمون.
تشديد ظروف ثنائية القطبية في اسرائيل
وأضاف الخبير في تطورات الكيان الصهيوني مشيراً إلى أن الأجواء تتجه نحو التصعيد وليس من المستبعد أن تنتهي لصالح نتنياهو: لا شك أن من السابق لأوانه أن نصدر أحكاماً حيال الوضع الراهن؛ لكن مع ارتفاع وتيرة التصعيد واستمرار الحرب ليس من المستبعد أن تحول الأزمة دون تكوين الحكومة وأن نشهد انتخابات خامسة. وعندها سيكون نتنياهو في موقف أفضل مما هو عليه الآن وربما ستمكن من تشكيل حكومة بعد الانتخابات الخامسة.
وأشار عبدي في تبيين الأجواء ثنائية القطبية في الأراضي المحتلة، إلى التصعيد المتفاقم المعلن في القنوات الصهيونية بين عرب اسرائيل والإسرائيليين وقال: قد أدى الأمر إلى الصراع والاشتباك في البرامج التلفزيونية المباشرة، حيث قام بعض المستوطنين بضرب مراسلي القناة الحادية عشرة الإسرائيلية بسبب بث صور ضرب و أهانة مواطن عربي اسرائيلي وهذا يشير إلى مدى تفاقم الصراع وثنائية القطبية في الداخل الإسرائيلي.
وتناول الانتقادات التي تنطلق من قبل الفئات السياسية والرأي العام في مختلف الدول إزاء الكيان الصهيوني بما في ذلك تصريحات أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي واستطرد قائلاً: إن الصهاينة لا يكترثون بالانتقادات التي توجَّه إلى الكيان الصهيوني، ويرون بأن جميع إن جميع هذه الأمور إجراءات لها مبرراتها ومسوغاتها.
وأضاف خبير شؤون الكيان الصهيوني: الحقيقة أن المجتمع الإسرائيلي انغمس طيلة الأعوام العشرين الماضية في دوامة اليمينية المتطرفة وأصبح الرأي العام لا يرحب بالمواقف الوسطية واليسارية ولا يعترفون بقبول الفلسطينيين والتوصل إلى السلام كإحدى المؤشرات الفكرية الخاصة بهم. من وجهة نظر الإسرائيليين فإن القضية الفلسطينية انتهى حلها وأصبحت اسرائيل هي الغالبة. في حين تعاني الدول العربية من أشد حالات الضعف ولا يقف أحد في وجه اسرائيل. و مبدئياً لا تري إسرائيل نفسها في الموقف الذي يفرض عليها تقديم التنازلات، وعليه لا تفكر إلا بالمكاسب!
وقال عبدي مضيفاً: عندما يرى الكيان نفسه في هذه الظروف، فمن الطبيعي أنه لا يتقدم نحو إجراء المفاوضات و تقديم التنازلات ومن وجهة نظر الإسرائيليين، فإن الفلسطينيين مضطرون ليتعاملوا معهم في أي ظروف.
قال مشيراً إلى بعض الأخبار حول احتمال الهدنة بين الطرفين في هذا الأسبوع وتأكيد حماس على ضرورة قبول شروطها: لاشك أن الصهاينة و بفارغ من الصبر يرحبون بالهدنة بفارغ الصبر إذا تحققت دون تقديم تنازلات من جانبهم ويرغبون أن تتم الهدنة بوساطة إحدى الدول دون إعطاء أي تنازل؛ لكننا نشاهد صمود الفلسطينيين وهم بذلك يسعون لتحصيل بعض المكاسب.
تنازلات مرغَمة من الجانب الإسرائيلي في حال استمرار المقاومة
أضاف عبدي موضِّحاً بأن استمرار الصراع والمسار الموجود، سوف يُرغم إسرائيل على تقديم التنازلات والقبول بالهدنة: استمرار هذه الظروف لأسبوع أو عشرة أيام، سوف يؤدي إلى تداعيات اقتصادية ونفسية في المجتمع الإسرائيلي ويُرغم هذا الكيان على تقبل بعض شروط الطرف المقابل والموافقة على الهدنة.
وقال: يفرض مسار التطورات هذه الشروط على الكيان الصهيوني. في الواقع نحن نشاهد بأن المقاومة أصبحت شعبية وهناك أحداث جديدة في الأردن ولبنان والدول المجاورة لفلسطين المحتلة؛ حيث أن الناس يعبّرون عن غضبهم عندما يأتون إلى الحدود. مع توسيع نطاق هذه الاحتجاجات إذا فُتحت جبهات جديدة في لبنان وسوريا، سوف تقع اسرائيل في وضع لا يحمد عقباه ومن صالحها أن تقبل بالهدنة في أسرع فرصة ممكنة، وإلا سوف تتحمّل تبعات غير قابلة للتعويض.
وفي النهاية أكد خبير الشؤون الإسرائيلية علي أن النزاعات سوف يكون لها تداعيات اقليمية: إن محور المقاومة يكوّن إحدى جوانب هذا الحدث ومن منظور الكيان الصهيوني تمثل هذه الصراعات تسوية حسابات إيران والمقاومة مع هذا الكيان.
وقال عبدي: من المؤكّد سيكون مسار هذه الأحداث لصالح محور المقاومة وقد تحولت الظروف الحرجة والضغوطات التي شاهدناها في فترة ترامب إلى تعامل نشط.
0 تعليق