المجلس الإستراتيجي أونلاين: استضاف المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، يوم الأربعاء 11 يناير، الاجتماعين التمهيديين الثالث والرابع للمؤتمر الوطني لتطوير شواطئ مكران، حيث تم تسليط الضوء على قضايا الحوكمة و الدبلوماسية الاقتصادية القائمة على البحر.
أفاد موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية أن عدداً من المفكرين والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين شاركوا في هذين الاجتماعين وناقشوا محركات التنمية القائمة على المعرفة في شواطئ مكران والشراكات والتنافسات الإقليمية والعالمية.
خلال الاجتماع التمهيدي الثالث، صرح الدكتور سورنا ستاري، رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا بالمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أن إيران تعاني من ضعف في قطاع الاقتصاد البحري، مضيفاً: “لا يليق بدولة تمتلك آلاف الكيلومترات من الحدود البحرية أن لا توظف هذه الفرصة لتحقيق الأمن الغذائي. تستورد إيران ما بين 10 إلى 12 مليار دولار من الأعلاف الحيوانية سنوياً، بينما يمكنها الاستفادة من إمكانياتها البحرية لإنتاج الأعلاف الحيوانية”.
ووصف ستاري تربية الأسماك في الأقفاص، وتربية الروبيان، والسياحة من بين المزايا الاقتصادية لمكران وذكر: “نحن بحاجة إلى التفكير بطريقة عملية لتطوير شواطئ مكران ونحتاج إلى مدراء يديرون المشاريع ميدانياً. كما أن هناك حاجة لدعم أفكار ومشاريع الشباب المحليين”.
ولفت الدكتور سيد عباس عراقجي أمين المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في الاجتماع التمهيدي الرابع، إلى أن المؤتمر الوطني لتطوير شواطئ مكران سيعقد في مارس/ آذار المقبل بمشاركة مجموعة من المؤسسات والهيئات، مشدداً على ضرورة تبيين السياسات العامة المتعلقة بكيفية تطوير مكران.
وتابع: “نعتقد أن تطوير مكران وهو مشروع ضخم لن يحدث في فراغ. من الطبيعي أنه يجب النظر إلى هذه القضية من جميع الجوانب السياسية والقانونية والاقتصادية”.
القوانين لا تكفي وحدها لاستقطاب المستثمر الخارجي
من جهة أخرى، أكد محمد خزائي، الأمين العام للجنة الإيرانية لغرفة التجارة الدولية، على أهمية القضايا الأمنية في هذه المنطقة، مصرحاً: “في الخمسين عاماً الماضية، أنفقنا أكثر من سبعين ألف مليار ريال على هذه المنطقة، ولكن هذا المبلغ ضئيل جداً لتطويرها. الإنذار الأول بشأن منطقة مكران قد وُجِّه للحكومة من قبل قائد الثورة الإسلامية في خطة التنمية السادسة، لكن اي خطوة إيجابية حصلت هناك منذ عام 2009؟ ما هو الهيكل التنفيذي والمالي والإداري والفني لتطوير مكران”؟
وشدد خزائي: “من المستحيل القيام بذلك بالموارد المخصصة في ميزانية الدولة. تطوير هذه المنطقة بشكل يحقق جميع الأهداف الكبيرة التي تم اقتراحها في هذا الشأن، يحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات. أين دور القطاع الخاص ودور توفير الاستقرار لهذا القطاع؟ يجب الانتباه والإجابة على هذا السؤال الجاد: هل نريد تطوير مكران؟ إذا كان المستثمر الأجنبي سيأتي، فهل قوانيننا كافية؟ أنا أقول لا تكفي. الضمانات مهمة للغاية وموضوع التمويل مهم في هذا الصدد وينبغي معالجة هذه القضايا”.
تطوير مكران بالموارد المحلية ليس ممكناً ولا مرغوباً فيه
وقال غلام رضا أنصاري، المعاون السابق للدبلوماسية الاقتصادية بوزارة الخارجية الإيرانية: “إن مكران يمكن أن تدفع الاقتصاد الإيراني نحو التنمية الصناعية والتجارية من منظور القائم على البحر وتنقذ مستقبل إيران، وخاصة في قطاع المياه. كما يمكن أن تكون مكران مفيدة جداً لتجارة إيران مع العالم والمنطقة والتعويض عن تخلف إيران في السنوات الأخيرة. اليوم، يتقدم غرب آسيا بسرعة على طريق المنافسة الاقتصادية، وقد تخلفت إيران عن الركب بسبب القوانين المعقدة”.
وأردف قائلاً: “بدون نظرة إقليمية ودولية، وامتلاك خطة واضحة وشاملة ومفصلة من قبل الدولة يمكن للجمهور الوصول إليها، لا يمكن تنفيذ هذا المشروع أو الكشف عن القيمة الحقيقية لمكران. من ناحية أخرى، أعتقد أن تطوير مكران بالموارد الداخلية غير ممكن وغير مرغوب فيه”.
وذكر أنصاري أن مكران قادرة على استقطاب ملايين الأشخاص لأغراض اقتصادية ممن يهاجرون إلى شمال البلاد بسبب شح المياه، مضيفاً: “شواطئ مكران مهمة للغاية بسبب ارتباطها بالقارة القطبية الجنوبية، وتؤمن حقوق إيران في القارة القطبية الجنوبية و تزيد من قدرات إيران الهائلة. بالإضافة إلى ذلك، هذه المنطقة مهمة وحساسة للمنطقة والعالم من ناحية عبور الطاقة”.
ضرورة الاهتمام بممر الشمال ـ الجنوب من أجل التنمية الاقتصادية
في جزء آخر من هذا الاجتماع الذي استضافه المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية وبالتعاون مع معهد الدبلوماسية الاقتصادية بجامعة الإمام الصادق، أكد سيد رسول موسوي، مدير عام منطقة غرب آسيا ومساعد وزير الخارجية، على أن تطوير مكران يجب أن يُربَط بمشروع ممر الشمال ـ الجنوب، قائلاً: “لا يمكن تحقيق أي تطوير ما لم يُربَط ذلك إلى أحد الممرات التي تُنشأ في المنطقة وحول إيران”.
ثم مضى موسوي في شرح الإستراتيجيات الإقليمية وإستراتيجيات المناطق المحيطة بإيران في مجال التنمية الاقتصادية، بما في ذلك إستراتيجيات الهند واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا وأوروبا وتركيا وباكستان.
وشدد على ضرورة وضع مشروع التنمية الاقتصادية والتجارية على أساس ممر الشمال – الجنوب، مردفاً: “قال مسؤول أمريكي إن استثمار إيران في ممر الشمال ـ الجنوب يشكل تهديداً كبيراً للولايات المتحدة”.
يجب أن لا تكون صورة مكران ذات طابع أمني
وقال الدكتور سيروس عليدوستي، سكرتير لجنة الأمن الدفاعي بالمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية: “إن أحد أبعاد تطور مكران هو خلق سرديات تجاه هذه المنطقة؛ الصورة الموجودة لهذه المنطقة وإيران ليست إيجابية بالقدر المطلوب، وهذا الموضوع يعيق استقطاب التعاون الإقليمي والدولي. يجب أن تكون صورة هذه المنطقة بحيث يخلق قيمة إيجابية. يجب أن لا تكون صورة مكران ذات طابع أمني. يجب أن نقلق من أمننة هذه المنطقة. يجب أن نخلق سردية مناسبة لذلك”.
شواطئ مكران؛ فرصة لتطوير سوق الشركات المبنية على المعرفة
واعتبر الدكتور مهدي الياسي، معاون السياسات والتطوير في معاونية العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد المبني على المعرفة للرئاسة الإيرانية، شواطئ مكران فرصة جيدة لتطوير سوق الشركات المبنية على المعرفة والأنشطة المبتكرة، موضحاً: “في هذا الصدد، يجب أن تكون الأهداف والأولويات والتوجهات واضحة، ونحن في معاونية العلوم نحاول جعل برامج التنمية لهذه المنطقة قائمة نحو توظيف امتيازاتها بما يساعد على حل التحديات”.
يجدر بالذكر أن البحرية الإستراتيجية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقيم المؤتمر الوطني الرابع لتطوير شواطئ مكران في مارس/ آذار المقبل بمشاركة مجموعة من المؤسسات والهيئات في ميناء جاسك الإيراني.
- استضاف المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، يوم الأربعاء 11 يناير، الاجتماعين التمهيديين الثالث والرابع للمؤتمر الوطني لتطوير شواطئ مكران، حيث تم تسليط الضوء على قضايا الحوكمة و الدبلوماسية الاقتصادية القائمة على البحر
- شارك عدد من المفكرين والمسؤولين السياسيين والاقتصاديين في هذين الاجتماعين وناقشوا محركات التنمية القائمة على المعرفة في شواطئ مكران والشراكات والتنافسات الإقليمية والعالمية
- الدكتور سورنا ستاري، رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا بالمجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية
- “نحن بحاجة إلى التفكير بطريقة عملية لتطوير شواطئ مكران ونحتاج إلى مدراء يديرون المشاريع ميدانياً. كما أن هناك حاجة لدعم أفكار ومشاريع الشباب المحليين”
0 تعليق