جدیدترین مطالب
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
أحدث المقالات
المميزات والتداعيات الاستراتيجية لرد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: هناك رؤيتان مختلفتان حول عمليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني؛ الرؤية الإولى التي تقوم على قراءة سطحية ووصف اختزالي تقيّمها على أنها عمليات قليلة التأثير ومحدودة. أما الرؤية الثانية التي هي قراءة واقعية ترى الرد الإيراني فتح صفحة جديدة من “توازن القوى” و”منعطفاً” في المعادلات الإقليمية تظهر آثاره وتداعياته تدريجياً.
كيفية تطور العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار آرش صفار إلى الأخبار المتداولة حول مساعي تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية، وكذلك تصريحات وزير الخارجية السعودي بأن هذا البلد لن يتعامل مع قضية التطبيع دون إقامة دولة فلسطينية، قائلاً: “في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل متكرر أنباء عن لقاءات من وراء الكواليس بين السلطات السعودية والصهيونية، منها محادثات أجراها نتنياهو في حكومته السابقة مع ولي العهد السعودي على هامش اجتماع؛ لكن الآن، ركز نتنياهو وبالنظر إلى حالة الكيان الصهيوني وحكومته الهشة وقضية فساده المالي، على عدة قضايا بما في ذلك النجاح في تطبيع العلاقات مع الدول العربية”.
وتطرق إلى توقيع اتفاقيات إبراهيم للسلام وأهمية السعودية في هذا المجال بالنسبة للكيان الصهيوني قائلاً: “يحاول نتنياهو إقامة علاقات رسمية مع الرياض وكثرة تداول أنباء عن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية في الإعلام الصهيوني تأتي في سياق هذا التوجه ولا تعني بالضرورة حدوث تطورات جديدة يمكن أن تغيّر الجغرافيا السياسية للمنطقة”.
وذكر المحلل لقضايا غرب آسيا أن موقف الرياض من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لم يتغير، موضحاً: “أعلن السعوديون إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية شرطاً لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. في الحقيقة، كانوا هم من صاغ هذه المبادرة التي تم إطلاقها في عام 2002. سميت هذه المبادرة في البداية بمبادرة “الملك عبد الله” للسلام وسُميت فيما بعد بـ “مبادرة السلام العربية”، إثر إقرارها في جامعة الدول العربية. السعودية لديها قيود أكثر من الإمارات وأي دولة أخرى في العالم العربي لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني؛ لأنها هي من طرحت هذه المبادرة”.
وفي إشارة إلى التطورات السياسية بعد توقيع اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين بعض الحكومات العربية والكيان الصهيوني وتأكيد السعودية على الالتزام بالشروط المعلنة في مبادرة الملك عبد الله للسلام، تابع: “بهذه الشروط لن يكون هناك تغيير في سياسة السعودية تجاه الكيان الصهيوني. لا يوجد عداء لدى السعودية تجاه الكيان الصهيوني، وستستمر العلاقات الأمنية والتعاون الاستخباراتي بينهما، لكن هذا لن يعني إقامة علاقات دبلوماسية بينهما”.
وأوضح أن الكيان الصهيوني لم يتخذ أي إجراءات لإظهار جديته في إقامة علاقات مع السعودية، مضيفاً: “إن السعوديين سيتصرفون على أساس شرطهم المسبق لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وفق المبادئ التي أعلنوها. السعودية ليست دولة تستطيع التطبيع بسهولة مثل الإمارات، وهذه القضية لا تتعلق بالضرورة بقضاياها الداخلية”.
وأكد الخبير في شؤون غرب آسيا: “بما أن السعودية تدعي أنها في موقع – ما يسمى بـ – زعامة العالم العربي، فلا يمكنها التعامل مع القضية الفلسطينية مثل السودان والإمارات”.
وفي معرض شرحه لمواقف وضغوط الإدارة الأمريكية لإحداث تحول في العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني، قال صفار: “بالتأكيد ستكون هناك ضغوط على الرياض، لكن يبدو أن جهاز السياسة الخارجية لهذا البلد يحاول ألا يتنازل عن مبادئ سياستها الخارجية. إلى جانب ذلك، في السنوات الأخيرة، لم تنجح أدوات الضغط الأمريكية على السعودية كما كانت من قبل، وتمكنت الرياض من زيادة قوة المناورة لديها عبر السياسات التي اعتمدتها”.
وأردف قائلاً: “على افتراض أن نتنياهو وحزب الليكود يريدان التحرك نحو التطبيع مع السعودية حتى من خلال تقديم تنازلات بشأن القضية الفلسطينية، فإنهما يواجهان عقبات داخلية في تل أبيب. الحكومة، التي تميل لليمين المتطرف وتمثل وجهة النظر الصهيونية المتطرفة، لن تسمح بأي تحرك لحزب الليكود، وإذا قدم هذا الحزب أي تنازلات، فهناك احتمال أن تنهار الحكومة، ومن شأن انهيار الحكومة ايضاً أن ينهي حياة نتنياهو السياسية”.
وتطرق الخبير في شؤون غرب آسيا إلى الجهود الأمريكية لتبرير الإجراءات والسياسات الحالية والمستقبلية للحكومة الصهيونية المتطرفة لدى السلطات والرأي العام للدول العربية، موضحاً: “إثارة قضية تطبيع العلاقات مع السعودية بشكل متكرر هو إنجاز إعلامي لنتنياهو ولحزب الليكود. بالنظر إلى الموقف الذي يجد نتنياهو نفسه فيه، يجب أن يكون لديه أوراق رابحة يمكنه تقديمها للرأي العام. في هذه الفترة، ستناور حكومة نتنياهو كذلك على تبنّي توجه حازم تجاه إيران لاكتساب الشرعية في الداخل والحفاظ على حكومته”.
وقال صفار إن أداء حكومة الكيان الصهيوني في الأسابيع الماضية والقضايا التي أثيرت في اجتماع النقب أظهرت أن الولايات المتحدة تواجه أيضاً تحديات في التعامل مع هذه الحكومة الصهيونية، موضحاً: “في الحقيقة، الشكوك بشأن سياسات الحكومة الصهيونية الجديدة لم تبدَّد ولا تزال جدية كذلك لواشنطن وفي هذا الوضع، فإن إقناع الدول العربية فيه صعوبات للولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك، يواجه الكيان الصهيوني نفسه أزمة احتجاجات اجتماعية بسبب سياسات الحكومة الجديدة”.
وأكد في الوقت ذاته أن تطبيع العلاقات مؤخراً بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني أظهر أن المجتمع العربي ليس مجتمع عصر جمال عبد الناصر وليس حساساً تجاه القضية الفلسطينية كما كان في الماضي، مؤكداً: “على الرغم من أنه لا تزال هناك عناصر قومية قوية في المجتمع العربي، لكنها لم تعد يؤكد عليها وعلى عكس الماضي، عندما لم تكن لدى أي حكومة الشجاعة لتقديم تنازلات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، نشهد الآن تطبيع العلاقات بين أربع دول والكيان الصهيوني دون أن تترتب أي تداعيات على ذلك في هذه البلدان. لذلك يجب إعادة النظر في وزن وأهمية الرأي العام في هذه الدول”.
0 تعليق