المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قالت خبيرة في الشأن الأمريكي حول مزاعم جو بايدن الأخيرة التي صرح فيها بأن أحد أسباب الوجود العسكري الأمريكي خارج حدودها ونشر قوات في منطقة الخليج الفارسي في دول كالسعودية والعراق وسوريا، هو أنشطة إيران الإقليمية: "بالرغم مما يدور من حديث حيال التحول في توجهات واشنطن في المنطقة في سياق تطبيق السياسات التي أعلن عنها بايدن بشأن الشرق الأوسط، يبدو أنه لم يطرأ تغيير يُذكر على أسس السياسة الخارجية الأمريكية في هذه المنطقة، وإنما الذي حصل هو بعض التغييرات في طريقة تطبيق تلك السياسات".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قالت زهرا شريف زادة: “إن السياسة الخارجية لكل دولة تتأثر بعوامل كالأسس الفكرية، وطبيعة النظام الدولي، وخصائص وتوجهات الحكام، وقدرات البلاد، والحاجات الحقيقية للمجتمع، والمتغيرات الجغرافية والثقافية والسياسية والدبلوماسية”.
ورأت شريف زادة أن “الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التي تطبقها الولايات المتحدة تشمل النزعة الدولية، وبناء التحالفات والإجماع العالمي، والدفاع عن قيمها، وتحديد التهديدات والأعداء”.
وقالت الباحثة في الشأن الأمريكي في إيضاح سياسات بايدن تجاه المنطقة: “يسعى الرئيس الأمريكي إلى الاستفادة من مزايا سياسات ترامب، بالتزامن مع إجراء تعديلات على تلك السياسات لتواكب الأجواء الجديدة”.
وعن أهداف إدارة بايدن من التواجد في المنطقة، قالت: “الفرضية المطروحة هي أن الولايات المتحدة تهدف من خلال التواجد في المنطقة إلى تحريك دول الخليج الفارسي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة، والسعي – على ما يبدو – إلى تسوية قضايا الشرق الإوسط عبر إعطاء الأولوية للدبلوماسية وبناء تحالفات ومن ثم التفرغ للتركيز على الصين بشكل رئيسي”.
وأردفت عضو هيئة تحرير مجلة “العلاقات الدولية” الإيرانية بالتطرق إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط للولايات المتحدة، مؤكدة: “تحظى هذه المنطقة بأهمية بالغة للولايات المتحدة بسبب موقعها الجيوسياسي حيث تقع على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا”.
ورداً على سؤال عن سبب اختيار بايدن السعودية للتواجد العسكري من أجل الحفاظ على مصالحها في حين أنه كان قد أعلن في بداية دخوله البيت الأبيض قراره بوقف بيع السلاح للسعودية وأخرج أنصار الله من قائمة الجماعات الإرهابية وقلل من دور بن سلمان في تطورات المنطقة، أوضحت: “يبدو أن إستراتيجية الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط تقوم على الحفاظ على حلفائها التقليديين كالسعودية، بالتزامن مع إثارة قضايا حقوق الإنسان خاصة ما يتعلق بالأزمة اليمنية لإرغام السعودية على مواكبة سياسات واشنطن الإقليمية”.
واعتبرت الخبيرة أن الهدف الآخر الذي تبحث الولايات المتحدة عنه من خلال التواجد العسكري في منطقة الخليج الفارسي خاصة السعودية هو بث الفرقة بين الشيعة والسنّة وتقوية رهّاب إيران؛ إذ يخطط الرئيس الأمريكي من خلال ذلك لوضع قدرة إيران أم تحد وتوظيف السعودية من أجل تعزيز النزعة القومية العربية.
ولفتت عضو هيئة تحرير مجلة “العلاقات الدولية” الإيرانية إلى أن السعودية دولة ثرية بسبب امتلاكها موارد نفطية، قائلة: “إن المهم في النظام الرأسمالي الأمريكي هو الربح والرأسمال. في هذا السياق، يحاول بايدن ضمان مصالح بلاده الاقتصادية من خلال الحضور في دولة ثرية كالسعودية وبيع السلاح لها”.
وأكدت شريف زادة على تبني إدارة بايدن إستراتيجية تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط والتدخل في شؤونها، مشيرة إلى بعض مساعي البيت الأبيض في هذا الاتجاه مثل: “بيع السلاح لدول الشرق الأوسط والخليج الفارسي مع تضخيم رهّاب إيران؛ واستغلال الموارد الطبيعية في دول الشرق الأوسط؛ والحفاظ على هذه المنطقة كسوق استهلاكية؛ ودعم الحلفاء والإبقاء على العلاقات مع الدول الصديقة في المنطقة؛ وتثبيت القوة الأمريكية في المنطقة؛ وعدم السماح بظهور قوة إقليمية مهيمنة؛ وحماية حقول النفط؛ وزيادة الصراعات والحروب بالوكالة في المنطقة؛ والتخطيط لتقسيم دول المنطقة من خلال تأسيس الجماعات الإرهابية وزعزعة أمن المنطقة”.
0 تعليق