المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في الشؤون العراقية عن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى طهران: "زيارة مصطفى الكاظمي لإيران هي الأولى منذ تنصيب حكومة إبراهيم رئيسي. قد تكون هذه الزيارة سياسياً، قبل نحو شهر من الانتخابات العراقية، مهمة بالنسبة للكاظمي، الذي أجرى العديد من المشاورات على الساحة الإقليمية في الأشهر الأخيرة."
في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، صرح سيامك كاكایي: “في هذا السياق يمكننا أن نذكر جهود الكاظمي لعقد القمة الثلاثية مع مصر والأردن و قمة بغداد الإقليمية الدولية.”
وتابع كاكايي مشيراً إلى مسألتين تتعلقان بالعلاقات الإيرانية العراقية وقال: “اولاً، ايران والعراق باعتبارهما جارتين هامتين، قررا بصورة جدية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية”.
وفي إشارة إلى زيارة الكاظمي الأخيرة لإيران، أكد: “خلال هذه الرحلة، تم التوصل إلى اتفاقيات بشأن الغاء التأشيرة وكذلك تسديد الأصول الإيرانية المجمدة في العراق”.
و تابع كاكايي: “وتجدر الاشارة إلى أن العراق يسعى على المدى البعيد إلى تفعيل دوره الاقليمي مع تطوير القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة و طرق المواصلات وغيرها، ويمكن أن تكون إيران المحطة الأولى التي تلبي مثل هذه المطالب من العراق.”
وبحسب الخبير، فقد تم التوصل في الاجتماعات الأخيرة بين مسؤولي طهران وبغداد إلى اتفاقات بشأن مسألة خط سكة حديد الشلامجة ـ البصرة، وتعزيز شبكة السكك الحديدية الإيرانية العراقية، الأمر الذي يمكن أن يسرع قنوات الاتصال.
كما أوضح كاكايي حجم التبادلات بين البلدين وضرورة زيادته قائلاً: “هناك أيضا قضية زيادة حجم التجارة بين البلدين والتي تم تحديد سقف لها قدره 20 مليار دولار.”
ووصف الخبير القضية الثانية في العلاقات بين طهران وبغداد وهي دور إيران الإيجابي لتحقيق الإستقرار في هذه الدولة وأضاف: “إن الدور الذي لعبته طهران في أمن واستقرار العراق خلال العقدين الماضيين مهم للغاية؛ كما سعت الجمهورية الإسلامية، باعتبارها الجار الأكثر أهمية للعراق، إلى المساعدة لتحسين الوضع في هذه الدولة.”
كما أشار الخبير في الشأن العراقي إلى موضوع وساطة بغداد بين طهران والرياض، و أفاد: “في الأشهر الأخيرة، استحوذت قضية الوساطة العراقية بين إيران والسعودية على اهتمام وسائل الإعلام.”
وتحدث عن شؤون العراق الداخلية وتوجه الجمهورية الإسلامية نحوها قائلاً: “في الوضع الجديد يواجه العراق ظاهرتين: الأولى هو موضوع إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، وإن إيران كانت تدعم فيها على الدوام استكمال العملية السياسية العراقية. لذلك من المهم كيفية تفاعل الجماعات والتيارات العراقية وترتيبها السياسي في الانتخابات المقبلة.”
تابع كاكايي: “هناك قضية أخرى بالنسبة للعراقيين والكاظمي نفسه، وهي التعريف الجديد لدور العراق الإقليمي. وبما أن العراق، بعد تجاوز انعدام الأمن الواسع النطاق، يسير الآن على طريق توسيع علاقاته الخارجية و تطورها، بحيث يمكن تقييم عقد العديد من الاجتماعات الإقليمية والدولية في العراق في هذا السياق.”
ويرى الخبير العراقي أنه بالإضافة إلى هذه القضايا، فإن ما لا يزال يلقي بظلاله على آفاق التطورات المستقبلية في العراق هو وجود القوات الأمريكية أو انسحابها من هذه الدولة.”
في العراق، هناك مطالبة بأن يصبح انسحاب القوات الأمريكية من هذه الدولة، أولوية مهمة للإدارة الجديدة؛ خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، كما رأينا، نوقشت قضية العراق وكيفية سحب القوات الأمريكية من هذه الدولة ودراستها من قبل الأوساط السياسية والإعلامية.”
و في الختام قال الخبير: “إن انسحاب الأمريكيين من العراق مدعوم على الصعيد الإقليمي أيضاً؛ على سبيل المثال، ترحب إيران بدخول العراق في تفاعلات إقليمية جديدة وتعزيز العلاقات الثنائية بشاكلة جديدة دون وجود المحتلين.”
0 تعليق