المجلس الإستراتیجي أونلاین - حوار: يعتقد محلل الشؤون الأفغانیة إن حالة الإستیاء الموجودة في هیکلیة القوات العسکریة الأفغانیة قد عززت من ثقة طالبان بنفسها.
وأضاف فرزاد رمضاني بونش في حواره مع موقع المجلس الإستراتیجي للعلاقات الخارجیة: خلافاً للتوقعات الأولیة التي تشیر إلی أن المجموعات الشعبیة یمکنها تحریر المزید من المناطق من سیطرة طالبان لكن هذا لم یحدث بسبب غياب الدعم الحكومي اللازم و عدم التنسيق.
وصرح المحلل أن الحکومة الأفغانیة في الظروف الحالیة تعاني بـشدة من عدم التنسیق و سوء الإدارة في صعید التطورات السیاسیة والعسکریة قائلاً: توجد خلافات مستمرة بین الشخصیات والمسؤولین السیاسیین والعسکرییین في مختلف المجالات بما في ذلک اختیار قادة عسکریین محلیین، وقد استغلت طالبان هذا الوضع للسیطرة علی الکثیر من المناطق بسبب الإنسحاب الکامل للقوات الحکومیة.
الإستیاء في هیکلیة القوات العسکریة الأفغانیة
وأضاف رمضاني بونش: أن الإستیاء في هیکلیة القوات العسکریة الأفغانیة عزز ثقة طالبان بنفسها لذا خططت لتواجدها في مناطق أوسع من أفغانستان. کما إعتبرت لجنة الدفاع البرلمانیة الأفغانیة إن الأداء الضعیف علی مستوی وزارة الدفاع الأفغانیة خلال السنة الماضیة دلیل علی إستعادة طالبان للسلطة.
وأشار محلل الشؤون الأفغانیة إلی أن ارتباک القوات الأمنیة الأفغانیة یظهر أنه وزارة الدفاع والجیش الأفغاني لم يكن يملكان أي مخطط لـفترة انسحاب القوات الأجنبیة مضیفاً: أن طالبان منذ شهرین ماضيين حيث ازدادت سرعة تقدمها نحو المناطق المختلفة في الغرب و الشمال، قد تمکنت من السیطرة علی المناطق بمزید من الهجمات المضادة والتنسیق الأکثر؛ لکن الآن وجهة نظر طالبان التکتیکیة في الحفاظ علی مناطق أکثر کثافة سکانیة و أکثر أهمیة من الناحیة الاستراتیجیة دفعتهم إلی تجاهل بعض المناطق.
ضرورة ايجاد تنسیق أكثر من قبل الحکومة
ولمح رمضاني إلی دعوة الرئیس الأفغاني أشرف غني للتعبئة الوطنیة في مواجهة طالبان قائلاً: بالإضافة إلی ذلک، نشهد تواجد القوی الشعبیة وشخصیات من المجاهدین السابقین والمجموعات العرقیة الذین یحاولون تشکیل المجموعات الشعبیة والعسکریة في مواجهة طالبان خاصة في الغرب و الشمال؛ لکن کل هذا یتطلب من الحكومة مزیداً من التنسیق و توفیر المزید من الأسلحة والمساعدات في مجال تبادل المعلومات. للأسف، نشهد عدم التنسیق مع الحکومة في هذه المجالات، لـدرجة أن القادة المحلیین طالبوا بنقل المسؤولیات إلی أشخاص مؤهلین فی البلاد.
وأشار المحلل إلی تصریحات الجنرال محمد إسماعیل خان أحد المجاهدین الأفغان المعروفین والمخضرمین وإنتقاده بشأن نقص الأسلحة والمعدات وضرورة إهتمام الحکومة المرکزیة بـهذه المسألة قائلاً: إن إنتشار الصور المرتبطة بـحضور اسماعیل خان في الخطوط الأمامیة للقتال ضد طالبان خلال الأیام الأخیرة لاقی ترحیباً واسعاً من قبل الشعب الأفغاني لکن یبدو أنه لم يتحصل على الدعم الکافي من قبل الحکومة في هذا المجال، وخلافاً لـلتوقعات الأولیة بأن الحرکات الشعبیة یمکن أن تحرر المزید من المناطق من سیطرة طالبان، فإنها لم تحقق حتی الآن أقصی قدر من النجاح.
وأوضح رمضاني أن خلال الشهرین المقبلین ومع برودة الطقس، سنشهد تغییراً في الوضع الجغرافي للقتال مصرحاً: خلال الشهر أو الشهرین المقبلین ستحاول طالبان السیطرة علی مناطق أوسع من جغرافیا أفغانستان کي تستخدم من تواجدها الأوسع علی الأرض کورقة لعب أو أداة قویة لأي مفاوضات مع الحکومة الأفغانیة واللاعبین الأجانب والحصول علی أقصی قدر من النقاط. وفي هذه المرحلة علی الحکومة الأفغانیة أن تقوم بإیجاد المزید من التنسیق في هیکلیتها من أجل منع سقوط المدن و المناطق المختلفة.
الإغتیال المستهدف للشخصیات الحکومیة
وتطرق رمضاني إلی محاولة طالبان إغتیال الشخصیات الحکومیة خلال الأیام الأخیرة قائلاً: كان لدى طالبان منذ البداية توجهاً لعملیات إغتیال مستهدفة لکن بما أنها لاتمتلک القدرة علی القتال التقلیدي والتواجد المیداني الأوسع في المدن الکبری في الظروف الحالیة، فقد أدرجت إغتیال الشخصیات والمسوولین الحکومیین في جدول أعمالها لإتباع إستراتیجیة التخویف والحرب النفسیة ومحاولة التأثیر وإظهار القوة من خلال بث الخوف في نفوس المسؤولین الآخرین.
ولفت محلل الشؤون الأفغانیة إلی التطورات الأخیرة لطالبان فی المدن والأنباء المتوفرة بشأن قیام مجاهدي طالبان بدور فعال في الحرب في أفغانستان مصرحاً: بالطبع أي تغییر في الوضع علی الأرض و رغبة طالبان في الحضور بفاعلية أکثر في عملیة مفاوضات السلام، يعتمد على متغیرات محلیة وإقلیمیة ودولیة. وإذا تمکنت القوات الجویة الأفغانیة من إحداث تأثیر عسکري من خلال إستهداف مواقع طالبان فمن المرجح أن تتراجع طالبان.
وأشار رمضاني إلی تصریحات العسکریین الأفغانیین الذین قالوا إن” طالبان دخلت البلاد ومعداتها المطلوبة قادمة من الحدود الباکستانیة، وعلی الحکومة إنشاء حزام أمني جدید، بالإضافة إلی الضغط علی باکستان للدفاع عن حدودها موضحاً: خلال الأیام الأخیرة، واجهت الأنباء المنتشرة حول دخول مقاتلي طالبان إلی أفغانستان عبر الأراضي الباکستانیة، بالتصریحات الحادة من قبل السلطات الأفغانیة وردود فعل الرأي العام الأفغاني، و بالتأکید علی الحکومة الأفغانیة الإهتمام الخاص بـإجراء مفاوضات مع باکستان إلى جانب الإهتمام بـساحة المعرکة.
و في نفس الوقت قال رمضاني: بالطبع إنتقد مستشار الأمن القومي الباکستاني الحکومة الأفغانیة رافضاً النفوذ الباکستاني الواسع علی حرکة طالبان قائلاً إنه یجب علی کابول أن تتوقف عن محاولة تحقیق نصر عسکري و إشراک مجموعة أوسع من الأفغان في مفاوضات السلام في هذا البلد.
0 تعليق