المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في القضايا الإقليمية: "مع اندلاع حرب غزة، لم تتخذ العديد من القوى الكبرى والمنظمات الدولية إجراءات صادقة لدعم الشعب الفلسطيني الأعزل، بل تسببت في استمرار جرائم الكيان الصهيوني لأكثر من 5 أشهر بدعمها لممارساته."
في بداية حواره مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال جعفر قنّادباشي: “بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول سارعت وسائل الإعلام الصهيونية إلى قلب الحقائق رأساً على عقب وتشويه نجاحات حماس في ضرب البنية الأمنية والاستخباراتية والعسكرية للكيان الإسرائيلي؛ فمن خلال توظيف وسائل الإعلام التي يملكونها في جميع أنحاء العالم، صوّروا عملية طوفان الأقصى على أنها عملية إجرامية تسببت في قتل المستوطنين الصهاينة بوحشية، مع أنه تبين فيما بعد أن هذه الادعاءات كاذبة.”
وأشار قنّادباشي إلى أن المنظمات الدولية اختارت منذ البداية نهجاً خاطئاً تجاه حماية حقوق الإنسان، موضحاً: “الفلسطينيون الذين كانوا قد لجأوا إلى مدارس الأونروا – الوكالة التابعة للأمم المتحدة – تعرضوا لهجمات الكيان الإسرائيلي مرات عديدة مما أوقع الكثير من الشهداء، لكن الأمم المتحدة لم تبدِ ردة فعل مناسبة؛ هذا فيما كان ينبغي للأمم المتحدة أن تتخذ مواقف فعالة تجاه مراكز ومدارس الأونروا في غزة.”
وبحسب هذا الخبير، فإن الأمم المتحدة لم تبذل جهوداً كافية لتذليل القيود المفروضة على إيصال الغذاء والدواء إلى غزة.
وعن تقاعس المنظمات الدولية في هذا الصدد قال: “إن تقاعس المنظمات الدولية، خاصة الجهات التابعة للأمم المتحدة، واضح لدرجة أنه أثار اليوم احتجاجات كثيرة في مختلف البلدان، وقد عبر العديد من النخب والناشطين الإعلاميين والمنخرطين في المراكز السياسية عن انتقاداتهم لتقاعس المنظمات الدولية وإهمالها بشكل علني، وتصبح هذه الانتقادات أكثر حدة يوماً بعد يوم”.
وتابع قنّادباشي: “فيما يتعلق باتخاذ الموقف والتعليق على جرائم الكيان الصهيوني، اتخذ المسؤولون في الأمم المتحدة ومسؤولو الوكالات التابعة لهذه المنظمة عدة خطوات، وانضموا في بعض الحالات إلى المنتقدين والمحتجين على هذه الجرائم إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء عملي من قبل هذه المنظمات لمنع استمرار جرائم الكيان الإسرائيلي؛ بشكل محدد، فإن محكمة العدل الدولية، لم تتخذ قراراً واضحاً ومقبولاً بشأن دعوى جنوب أفريقيا لوقف إطلاق النار رغم وجود الحجج الكافية لإدانة الكيان الإسرائيلي لارتكابه جرائم الإبادة الجماعية.”
وعن أسباب هذه المواقف، قال قنّادباشي: “أسباب ردود الفعل هذه من جانب المنظمات الدولية واضحة تماماً، ولعل السبب الرئيسي هو فلسفة وجود وأهداف ودوافع إنشاء هذه المنظمات التي أُسّست في البداية بهدف حماية مصالح الدول المؤسِسة. وجود حق النقض في الركن الأهم للمنظمة أي مجلس الأمن، دليل واضح على هذا الواقع.”
وتابع: “لذلك، إذا رأت الدول المؤسِسة والدول العظمى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن أن أي قراراً تتخذه هذه المنظمة يتعارض مع مواقفها ومصالحها، فإنها تقف ضده.”
وأردف قائلاً: “في الحقيقة، أدت الممارسات المتكررة والواسعة النطاق لوسائل الإعلام التابعة إلى انطلاق موجة دعائية واسعة أفضت إلى تغيير الأجواء السياسية والدعائية قدر الإمكان.”
وذكر قنّادباشي أن السبب الآخر لاستمرار جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة هو سياسة بعض الدول العربية المؤمنة بالفكر الوهابي والتي لا تروق لها أي نجاح للجماعات الإخوانية التي تعتبر حماس منها. ولذلك تحاول مساعدة وتبرئة الكيان الصهيوني بشتى الطرق.
وأضاف: “في هذا الصدد، فإن دعم تلك الدول إنشاء ممرات عديدة لتوصيل الوقود وغيره من المواد الضرورية إلى الكيان الصهيوني هو إحدى العلامات الواضحة على السياسة المناهضة للإخوان التي تنتهجها بعض الحكومات العربية الرجعية.”
0 تعليق