المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في شؤون غرب آسيا عن الانتخابات الأخيرة في لبنان ونتائجها: "لم ينجح أي من الأحزاب في تحقيق الأغلبية البرلمانية في الانتخابات اللبنانية الأخيرة؛ حيث حصدت القوائم المتحالفة مع المقاومة حوالي 58 أو 59 مقعداً والقوائم مماثلة التوجه للمحور الغربي ـ العربي ما بين 41 إلى 45 مقعداً، فيما صعد 27 مستقلاً إلى البرلمان".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال حسين آجورلو: “في ظل فشل كلا الطرفين في تحقيق الأغلبية في الانتخابات الأخيرة ومع الأخذ في الاعتبار طبيعة النظام السياسي في لبنان حيث تنبثق الحكومات من التوافقات السياسية، يمكن القول إن التحديات ستبقى قائمة حتى في حال حصول طرف ما على الأغلبية”.
وتابع: “حتى في الانتخابات السابقة التي حصد فيها حزب الله والقوى المتحالفة معه 71 مقعداً، واجهوا تحديات في تشكيل الحكومة. بعبارة أخرى، لا يمكن تجاهل أي من الأطراف السياسية أو الطوائف. لذلك، ليس بمقدور أي طرف سياسي تشكيل الحكومة بدون الطرف الآخر”.
وأكد آجورلو على أن الحكومات اللبنانية هي حكومات ائتلافية بشكل أساسي وتشارك في تشكيلها جميع الأطراف تقريباً.
ووفقاً للخبير، فإن الوضع في الانتخابات الأخيرة لم يختلف عن الماضي وحتى لو كان حزب الله يحصل على الأغلبية (مع أن المقاومة والقوى المتحالفة معها لا تزال تشكل أكبر كتلة برلمانية) لكان عليه أن يذهب في نهاية المطاف إلى توافقات مع القوى الأخرى لتشكيل الحكومة.
وقال آجورلو إنه من المتوقع أن يستمر هذا الوضع، مضيفاً: “للتغلب على هذا التحدي، يجب على الأطراف السياسية أن تجتمع وتتفق فيما بينها لتشكيل الحكومة”.
وأوضح الخبير في شؤون غرب آسيا أن لاتخاذ القرارات السياسية في لبنان ـ خلافاً للعديد من الدول الأخرى ـ ديناميكية خاصة؛ بمعنى أنه قد يتخذ الخصوم الرئيسيين أي حزب الله والقوات اللبنانية موقفاً موحداً في موضوع ما ويصوتون لصالحه. على سبيل المثال، صوت حزب الله وسعد الحريري وسمير جعجع لانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.
وتابع: “في الوقت ذاته، قد توجد مواقف متباينة بشأن قضية ما بين متحالفين مشاركين في ائتلاف واحد”.
وأكد آجورلو على أنه بالنظر لديناميكية المواقف في لبنان ينبغي الانتظار لنرى ما الذي سوف يحدث وما التوافقات التي سوف تحصل.
ووفقاً للخبير، فإن القضية الأخرى التي أثارت الانتباه في هذه الانتخابات هي خوض تكتل جديد في الانتخابات تحت عنوان المستقلين والمجتمع المدني الذي ليس له طابع سياسي؛ ولذلك، فإن الأطراف المختلفة بانتظار اتضاح الاتجاه والحزب الذي سيميل إليه هؤلاء.
وأضاف آجورلو: “توجهات هؤلاء اللاعبون الجدد والمستقلين البالغ عددهم 27 نائباً حاسمة وقد تُشكل لبعض القرارات المستقبلية”.
وفي ما يتعلق بالمشهد السياسي اللبناني، أكد الخبير في شؤون غرب آسيا على أن التوافقات السياسية في لبنان تنبثق عن الحوار الداخلي وكذلك التفاهمات الإقليمية والدولية. وأشار إلى مسعى أطراف لبنانية (ذات توجهات مؤيدة للغرب) للحصول على الأغلبية، قائلاً: “كانوا يخططون من خلال ذلك لاتخاذ بعض القرارات الإساسية مثل نزع سلاح حزب الله وتغيير التوجه الإستراتيجي اللبناني، لكنهم فشلوا فيه”.
وشدد آجورلو على أن هذا التيار لن ينجح في نزع سلاح حزب الله، موضحاً: “هذا القرار يواجه عقبات جدية. وحتى الكثير من المستقلين وبعض أطراف المجتمع المدني يرفضون نزع سلاح حزب الله وإقصائه باعتباره تياراً وطنياً”.
وفي ما يتعلق باحتمال تزايد التدخلات الخارجية في لبنان على خلفية الانتخابات، قال: “كان لبنان وسيبقى ساحة للتدخلات الخارجية؛ في هذا الخضم، فإن اللاعب الوحيد الذي لا يُعتبر نفوذه تدخلاً في شؤون لبنان هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وتابع: “للجمهورية الإسلامية الإيرانية حليف في لبنان يتصرف على أساس الحكمة والذكاء ومراعاة القواعد المحلية”.
وأكد آجورولو على أن لباقي اللاعبين مثل السفارتين السعودية والأمريكية نشاط واسع في لبنان، قائلاً: “في الوقت الحالي، أي في مرحلة ما بعد الانتخابات، سيستمر هؤلاء اللاعبون في تدخلاتهم بل سيزيدون منها؛ ومن المتوقع أن تفاقم هذه التدخلات عدم التفاهم والانسداد في المشهد السياسي اللبناني”.
0 تعليق