المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أشار خبير في شؤون الشرق الأوسط إلى عقد المؤتمر السادس لدعم مستقبل سوريا في التاسع والعاشر من مايو، قائلاً: "عُقد هذا المؤتمر في بروكسل في غياب سوريا وروسيا".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال حسين آجورلو أن روسيا كانت من الأطراف الرئيسية المشاركة في مؤتمرات دعم سوريا في الأعوام السابقة، مضيفاً: “في حين كان من المفترض أن توجَّه الدعوة لها للمشاركة في المؤتمر الأخير وإسناد دور لها، تسعى الدول الغربية إلى تغيير اتجاه التطورات في سوريا من خلال عدم دعوة روسيا إلى هذا المؤتمر”.
وتابع: “عدم دعوة روسيا إلى هذا المؤتمر يكشف عن التوجه نحو إلغاء دورها في المعادلات والمبادرات الدولية بشأن سوريا تدريجياً”.
ووفقاً للخبير، فإن الموضوع اللافت هو أن الغربيون يريدون تجاهل مكانة روسيا في الأزمة السورية تدريجياً وإبعادها من المعادلات المرتبطة بسوريا.
وبيّن آجورلو أن الأزمة السورية كانت أزمة تخطت الحدود المحلية وتحولت إلى أزمة دولية، قائلاً: “تسبب ذلك في أن تلقي قضايا سوريا بظلالها على دول الجوار كذلك”.
واعتبر موضوع اللاجئين أحد أهم القضايا في الأزمة السورية، مردفاً: “يتواجد حوالي 80 في المئة من اللاجئين السوريين في دول الجوار، و20 في المئة منهم في الدول الأوروبية”.
وقال آجورلو إن موجات الهجرة من سوريا بلغت ذروتها بعد صعود داعش، مردفاً: “في تلك الفترة، ازدادت الهجرة بشكل كبير، بحيث خلقت أزمة للدول الأوروبية”.
وتابع الخبير: “في عام 2017، أعلن الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة عن مبادرة كانت تتمثل في إطلاق مؤتمر دولي لجمع مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار من الدول الأوروبية ودول أخرى لدعم سوريا”.
وأوضح: “في حينها، شاركت حوالي 80 دولة في هذه العملية وخلافاً لتوقعات الأمم المتحدة، تم جمع ما يقارب 5 مليارات دولار من المساعدات”.
وأضاف الخبير أن جزءاً من المساعدات كانت تصل سوريا عبر حدودها، مردفاً: “أما الجزء الآخر فكان يُخصَّص لدول الجوار السوري مثل تركيا والأردن ولبنان ومصر التي كانت تسعى إلى تجنيب نفسها من تبعات الأزمة السورية”.
وأكد آجورلو على أن هذه الإجراءات كانت ظاهرية، موضحاً: “يجدر بالذكر أنه خلال كل هذه السنوات، حاولوا منع سوريا من المشاركة في هذه المؤتمرات واتخاذ القرارات في حين أنها كانت الطرف الرئيسي في هذه الأزمة. مع أنه يفترض – في أي مؤتمر يقام حول دولة ما – أن تشارك حكومتها فيه لكي تصل المساعدات إليها مباشرة بدل أن تُرسل إلى المناطق المجاورة أو المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة”.
ووفقاً للخبير، فإن هذه الخطوات تهدف إلى إضعاف الحكومة السورية وتسعى الدول المشاركة في مثل هذه الآليات إلى إنشاء نظام دولي يمهد لوصول المساعدات إلى حلفائها”.
وفي ما يتعلق بنتائج مؤتمر دعم مستقبل سوريا في بروكسل، قال آجورلو: “في المؤتمرات السابقة وعدت الدول المشاركة تقديم مساعدات مالية لكنها لم تلتزم بوعودها في معظم الحالات. يبدو أن المؤتمر الأخير لا يختلف في نتائجه عن المؤتمرات السابقة”.
واختتم الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالإشارة إلى موضوع إلغاء دور سوريا في المعادلات الدولية، قائلاً: “خلال الأعوام الماضية، كان أحد أسباب إبعاد سوريا من المعادلات الدولية هو الاتحاد الأوروبي الذي يتذرع بقضايا حقوق الإنسان. اليوم، يخططون كذلك لإبعاد روسيا من المبادرات الدولية؛ غير أن روسيا لا تكترث كثيراً بتجاهلها في الملف السوري ولا تعتبر ذلك أمراً مهماً”.
0 تعليق