المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قيّم محلل في شؤون غرب آسيا نشر خبر لقاء رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني ونظيره القطري بأنه هادف ويتماشى مع مصالح هذا الكيان ويضع عقبات أمام تنمية العلاقات بين إيران وقطر، وأفاد: لا حاجة لقطر لنشر أنظمة دفاعية اسرائيلية على أرضها، والتكهنات المتداولة بحدوث نوع من الخداع خلال عقد هذا الاجتماع، تأخذ طابع الجدية.
وفي حديثه للموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أفاد آرش صفار، في إشارة إلى تقارير نشرت في بعض وسائل الإعلام ومن قبل صحفيين صهاينة، أن رئيس أركان الجيش الصهيوني التقى بنظيره القطري في مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين في الأيام الأخيرة، حيث قال: ثارت شكوك في وسائل الإعلام حول كيفية عقد الاجتماع، ولم يتخذ القطريون موقفاً رسمياً حتى الآن ولم يؤكدوا أو ينفوا الخبر.
وأضاف: وزير الخارجية القطري أكد مراراً أن بلاده غير مستعدة لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني ما لم يتم تشكيل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. ومع ذلك، كانت قطر والكيان الإسرائيلي قد أجريا اتصالات من قبل، وقطر، بصفتها أكبر ممول لحركة حماس في غزة، أجرت اتصالات سياسية وخفية مع الإسرائيليين، وحتى المساعدات القطرية وصلت إلى غزة بتنسيق من الكيان الصهيوني؛ على هذا الأساس، لا يمكن القول إن العلاقات بين الجانبين دخلت مرحلة التطبيع وانضمت، مثل البحرين أو الإمارات العربية المتحدة، إلى ما يسمى باتفاقية إبراهيم للسلام.
عدم شعور قطر بالتهديد من قبل إيران
وقال الخبير في شؤون غرب آسيا، في إشارة إلى الإعلان عن هذا الخبر من قبل موقع “إيلاف” الإخباري، وهو موقع إعلامي سعودي يتخذ من لندن مقراً له: رغم أن الأنباء أشارت إلى أن موضوع إيران وقدراتها في الطائرات المسيّرة نوقشت خلال الاجتماع، وأن الجانب الإسرائيلي اقترح نشر أنظمة دفاع جوي إسرائيلية في قطر، لكن يجب اعتبار أن قطر لا تشعر بتهديد من قبل إيران وقواتها العسكرية.
وأشار صفار إلى إعلان البيت الأبيض أن قطر حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي، وتابع: يبدو أنه بالنظر إلى وجود قاعدة “العديد” الجوية بالقرب من الدوحة والعلاقات الاقتصادية والأمنية الواسعة بين قطر والولايات المتحدة، فإن هذه العلاقات ستتوسع أكثر من السابق، وسوف تستفيد البلاد من المساعدات العسكرية الأمريكية أكثر من أي وقت مضى.
وقال: بالنظر إلى استضافة قطر لقاعدة “العديد” العسكرية، طالما كانت الدوحة قلقة من أنها إذا فقدت السيطرة على الوضع بين إيران والولايات المتحدة، فقد تتكبد خسائر وأضرار على قطر؛ وهو موضوع يلقي بظلاله على أمن البلاد، وتنصب جهود قطر للحد من التوترات بين إيران والولايات المتحدة في هذا السياق. لكن نظراً لوجود القاعدة، لا يحتاج القطريون إلى نشر أنظمة دفاع إسرائيلية على أراضيهم.
وقال الخبير في شؤون غرب آسيا، إن قطر، على عكس الإمارات التي لديها رغبة جادة في شراء نظام دفاع إسرائيلي، لم تقدم مثل هذا الطلب، وأضاف: الكيان الصهيوني غير مستعد لمنح هذه الأنظمة قبل تطبيع العلاقات مع أي بلد. لهذه الأسباب، فإن آلية عقد هذا الاجتماع يجب أن يُنظر إليها بعين الشك.
محاولة لخداع قطر
وأوضح: التكهنات القائلة بحدوث نوع من الخداع خلال هذا الاجتماع وأن القطريين لم يرحبوا بذلك، لم يعد تكهناً فحسب، بل أصبح أمراً جاداً محتملاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن التقارير المنشورة من هذا الاجتماع لا تبدو منطقية.
وبشأن أهداف ناشري هذا التقرير، صرّح صفار بخصوص مواقفهم المعادية لإيران قائلاً: إن الكيان الإسرائيلي يعرف أن أي مستوى من علاقاته مع أي دولة في المنطقة يستفز إيران ويمكن أن يصبح عقبة أمام تطور علاقات تلك الدولة مع إيران. كما رأينا، فإن زيارة نتنياهو إلى مسقط ولقائه مع السلطان الراحل قابوس، سلطان عمان آنذاك، أدت إلى استياء إيران ولم تقيّم الزيارة لصالح عمان.
وقال محلل شؤون غرب آسيا إن البعض يعتقد أن نقل دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة من عمان إلى قطر كان متأثراً من هذه القضية، مضيفاً: إن تطبيع العلاقات الإماراتية مع الكيان الصهيوني بالتأكيد أحد معوقات تنمية العلاقات الإيرانية الإماراتية. من وجهة نظر تل أبيب، فإن أخبار المحادثات القطرية الإسرائيلية بحد ذاتها تخلق أيضاً مثل هذا الانطباع في أذهان صناع القرار الإيرانيين، وهذا إنجاز إيجابي بالنسبة لهم، ويقيّمون تداعياتها في مصلحتهم الخاصة.
وأشار إلى تطور العلاقات الإيرانية القطرية خاصة بعد حصار البلاد، وأوضح الأبعاد الواسعة للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وجهود الدوحة للعب دور في محادثات الاتفاق النووي، تابع قائلاً: كان نشر هذا الخبر هادفاً لصالح الكيان الصهيوني. حتى لو فشل هذا الكيان في اتخاذ إجراءات جادة لتطبيع العلاقات، فإنه سيعتبر عواقب نشر هذا الخبر إنجازاً بحد ذاته.
أسباب سكوت المسؤولين القطريين
وفي إشارة إلى صمت المسؤولين القطريين ووسائل الإعلام بشأن نشر هذا الخبر من قبل وسائل الإعلام السعودية – الصهيونية، قال صفار: يمكن تقييم صمت المسؤولين القطريين من جانبين؛ إما أن يكون نفس عقد الاجتماع موضع تساؤل من منظورهم، أو أن الاجتماع لم يتم التخطيط له وتم خارج نظام القرارات والبروتوكولات السياسية القطرية، وقد أصبح اليوم قضيةً للقطريين أيضاً حيث لم يتمكنوا بعد من التوصل إلى رأي نهائي حول الحدث الذي قد يكون واقعاً.
0 تعليق