المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أشار خبير في الشؤون الدولية إلى زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني، نفتالي بينيت، إلى روسيا بعد مرور أسبوع على زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء باقري، إليها وقال عن علاقات الكرملين مع كل من تل أبيب وطهران إنه "نظراً لظروف روسيا والمكانة الحالية لإيران وسوريا لديها، تعتبر زيارة نفتالي بينيت إلى موسكو منعطفاً مهماً في علاقات الطرفين؛ خاصة في ظل مخاوف الكيان الصهيوني بشأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال مرتضى مكي: “أخْذ تلك المخاوف في الاعتبار، أثار اهتماماً كبيراً بزيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى روسيا ونتائجها لدى الأوساط السياسية والإعلامية”.
وأكد الخبير أن هناك دوافع متعددة وراء زيارة بينيت، من ضمنها مناقشة مخاوف تل أبيب حيال نوع العلاقات السياسية والعسكرية بين إيران وروسيا. فربما سعى رئيس وزراء الكيان الصهيوني إلى الاطمئنان من أن هذه العلاقات لا تشكّل تهديداً جدياً ضد هذا الكيان”.
وصرح مكي بأن روسيا لن توظف أبداً صداقتها مع إيران ضد مصالح الكيان الصهيوني، مضيفاً: “هذه حقيقة يجب على إيران أن تأخذها في الحسبان في ما يتعلق بسياساتها الشرق أوسطية خاصة دعمها لتيار المقاومة ونوع علاقاتها مع هذا التيار”.
ولفت الخبير في الشأن الروسي إلى وجود أسباب متعددة أدت إلى التقارب والترابط بين طهران وموسكو، موضحاً: “أسلوب تعاطي الدول الغربية مع إيران وروسيا، خاصة فرض العقوبات على البلدين وتهديدات الناتو وأمريكا ضد روسيا، دفع الروس إلى استغلال كافة الطاقات والفرص المتاحة لهم في الشرق الأوسط لمواجهة تلك الممارسات”.
وأضاف: “في هذا السياق، لا شك في أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرت فرصة وطاقة متميزة لروسيا تمكنها من المضي قدماً في سياساتها الشرق أوسطية”.
وأكد مكي: “لا يمكن لأحد التغاضي عن دور إيران في سوريا لتثبيت الموقع العسكري الروسي هناك. فإن تواجد إيران الميداني والدعم العسكري الروسي في سوريا يُعتَبران عاملاً حاسماً في القضاء على داعش في ذلك البلد ومهّد ذلك لانتصارات كبيرة لتيار المقاومة والجيش السوري في مكافحة داعش وغيرها من الجماعات التكفيرية”.
وأضاف الخبير أن المواقف الروسية متقاربة مع إيران تجاه تطورات اليمن كذلك، قائلاً: “رغم ذلك، تسعى روسيا إلى خلق حالة من التوازن في علاقاتها مع دول المنطقة للاستفادة من كامل طاقات نفوذها في المنطقة باتجاه التصدي لسياسات الدول الغربية وأمريكا”.
وشدد على أنه “مع أخذ هذه الأمور في الاعتبار، تسعى روسيا إلى تنظيم علاقاتها مع إيران بحيث لا تتعرض هذه العلاقات الإستراتيجية بين البلدين للخطر من جهة، ولا تضر بعلاقاتها مع الكيان الصهيوني من جهة أخرى. لذلك، ينبغي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تنتبه لهذه الإستراتيجية الروسية”.
وإذ اعتبر مكي موسكو شريكاً إستراتيجياً وحليفاً مقرباً لتل أبيب، قال إن هذه العلاقات الإستراتيجية والوثيقة لا تقتصر على العقود التي تلت تفكك الاتحاد السوفيتي، بل كانت العلاقات بين الشيوعيين والكيان الصهيوني وثيقة في عهد الاتحاد السوفيتي.
ووفقاً للخبير في الشؤون الدولية، فإن العدد الكبير لليهود في روسيا وشغل الكثير منهم مناصب حكومية، تسبب في زيادة الزيارات والعلاقات بين الكيان الصهيوني وروسيا.
ورأي مكي أنه في السنوات الأخيرة، خاصة بعدما وقفت روسيا إلى جانب إيران لخوض معركة مباشرة ضد داعش والجماعات التكفيرية، اشتدت حساسية الكيان الصهيوني تجاه العلاقات الروسية ـ الإيرانية بشكل كبير وهي ما كان الروس ولا يزالون يأخذونه في الاعتبار.
0 تعليق