المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أكد الرئيس السابق للجنة شؤون أفغانستان في وزارة الخارجية الإيرانية على ضرورة قيام الدول والمنظمات الدولية بمسؤولياتها وتقديمها الدعم في ما يخص استضافة اللاجئين الأفغان، مضيفاً: "استضافة إيران لهؤلاء اللاجئين تمنع في الحقيقة تدفقهم نحو المناطق الأخرى والدول الأوروبية".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار علي رضا رجائي إلى محاولات الأفغان مغادرة بلادهم واللجوء إلى الدول الأخرى بشتى الطرق، قائلاً: “تتحمل الدول المحيطة بأفغانستان مسؤوليات تجاه هؤلاء اللاجئين ويجب عليهم استضافة أعداد منهم كل وفق طاقاتها. مثلما ستوفر إيران الاستضافة للاجئين أفغان قدر استطاعتها”.
وأوضح أن هذه المساعدة لن تمحى من ذاكرة الشعب الأفغاني ولا يمكن للآخرين تجاهل المشاكل وأعمال العنف التي حصلت في هذا البلد، مضيفاً: “يجب على المجتمع الدولي خاصة الدول الـ 36 التي تذكرها طالبان والتي سببت الدمار في أفغانستان خلال 20 عاماً الماضية، ومن ضمنهم أمريكا وأوروبا والناتو والأمم المتحدة، دفع تكاليف إقامة واستضافة اللاجئين الأفغان في إيران؛ أو أن توفر وتسهل الظروف لانتقال وإسكان هؤلاء في بلدانها”.
انتقاء الدول الغربية اللاجئين الأفغان
وأشار محلل شؤون أفغانستان إلى بعض سياسات الدول الغربية، خاصة أمريكا، حول هجرة بعض الأفغان من بلدهم قائلاً: “مع الأسف، نرى إجراءات من قبل تلك الدول لا تنطوي على نوايا حسنة. في الحقيقة، تهندس تلك الدول قبول اللاجئين عبر انتقائهم ما يدفع بعضهم إلى الانضمام للجماعات الإرهابية؛ فأدى الوجود الأمريكي المباشر أو بالوكالة في أفغانستان إلى تشجيع الإرهاب ولم يكن باتجاه إرساء الأمن”.
وقال رجائي إن الأمريكان أخذوا أمن الناس رهينة، موضحاً: “لم يسبق لحد الآن أن تثير الدول الرعب من خلال الترويج للهجمات الإرهابية، أما اليوم فنجد الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلن رسمياً أن وتيرة الهجمات الإرهابية في أفغانستان سترتفع فليهربْ الناس من تلك الظروف! بعبارة إخرى، يثيرون الرعب في ذلك البلد”.
دور ومسؤولية الدول والمنظمات الدولية
وأضاف رجائي: “يجب أن لا يُنظر إلى الأفغان كسلع وعلى دول الجوار أن تستضيف كل منها عدداً منهم قدر استطاعتها. في هذا السياق، تتحمل المنظمات الدولية كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دوراً ومسؤولية مهمة؛ لأنها ليست أزمة محلية وإنما أزمة عالمية ستطال تداعياتها كل الدول خاصة الأوروبية”.
وإذ أوضح الرئيس السابق للجنة شؤون أفغانستان في الخارجية الإيرانية أن إيران تستضيف اليوم 3 ملايين لاجئ أفغاني ومن المتوقع أن تزداد أعدادهم، أشار إلى تجمع الرعايا الأفغان أمام سفارات بعض الدول الأوروبية للحصول على التأشيرة واللجوء، قائلاً: “مع الأسف عومل هؤلاء معاملة مهينة. وإذا لا يرغب المجتمع الدولي في استضافة هؤلاء فعليه على الأقل القبول بدفع حصته من أعباء هذه الأزمة التي سببها هو بنفسه والكف عن الجشع والحروب بالوكالة. فبينما تعلن أمريكا انسحابها من أفغانستان، تحتفظ بوجودها فيها بالوكالة”.
وصرح رجائي: “أجلت أمريكا 105 ألف شخص من أفغانستان حتى الآن، فضلاً عن إجلاء 120 ألف شخص من النخب والإعلاميين والشخصيات المشهورة والأساتذة ورجال الأعمال منها”.
تدفع كبير للاجئين الأفغان نحو إيران
ولفت إلى مزاعم الأوروبيين بشأن إجلاء أكثر من 30 ألف لاجئ وهو عدد مستبعد تحقيقه في فترة قصيرة، مضيفاً: “نشهد تدفق كبير للاجئين الأفغان نحو إيران ومع الأسف دخل بعضهم الأراضي الإيرانية بشكل غير شرعي وقد لحق الأذى ببعضهم في الطريق. كما هرب بعضهم إلى تركيا إلا أن السلطات التركية أعادت هؤلاء ليلجأوا مرة أخرى إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وإذ انتقد قيام تركيا ببناء جدار حدودي مع إيران لمنع تدفق اللاجئين الأفغان إلى أراضيها، قال: “المجتمع الأفغاني كادح وقادر على العمل والخدمة. مع الأسف تقوم الدول الغربية إلى دفع هؤلاء إلى بعض الجماعات التي تعمل تحت أشرافها بغية تنظيم أعمال العنف”.
دخول 30 ألف لاجئ أفغاني إلى إيران يومياً
وأكد رجائي: “يجب أن لا تتم استضافة اللاجئين بشكل يحمّل إيران كامل عبئها، بل يجب على باقي الدول والمنظمات الدولية المساهمة في ذلك. نشهد يومياً دخول 30 ألف لاجئ أفغاني إلى إيران لتضاف قضاياهم على الإقتصاد الإيراني المحاصر. بناء على الإحصائيات الرسمية تدفق 3 ملايين شخص إلى إيران وبناء على الإحصائيات غير الرسمية يصل عدد اللاجئين الذين دخلوا إيران إلى 6 ملايين. ويجب السؤال عن سبب تلكؤنا في استقطاب الرساميل والنخب الأفغانية والسماح بتوجهها إلى تركيا والهند والإمارات وغيرها”.
وأشار إلى المشاكل الناجمة عن تفشي كورونا في إيران وتداعيات تدفق اللاجئين على تفاقم انتشار الجائحة في ظل العقوبات الغربية الواسعة ضد إيران، مضيفاً: “على الدول والمنظمات الدولية مساعدة إيران في هذا المجال بكل ثقلها. استضافة إيران لهؤلاء اللاجئين تمنع في الحقيقة تدفقهم نحو المناطق الأخرى والدول الأوروبية ولذلك، على تلك الدول والمنظمات دفع تكاليف إقامة واستضافة اللاجئين الأفغان في إيران”.
واختتم الرئيس السابق للجنة شؤون أفغانستان في الخارجية الإيرانية بالقول: “يجب على تلك الدول والمنظمات الأخذ في الاعتبار القضايا الصحية والعلاجية وكذلك الأمنية التي تترتب على هذا الكم من اللاجئين”، مؤكداً في نفس الوقت على أن “الشعب الأفغاني شريف وينبغي أن لا يصبح موضوع صفقات”.
0 تعليق