المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: أكد ناشط سياسي أفغاني على أهمية تشاور دول جوار أفغانستان ودورهم ودعمهم لتشكيل حكومة شاملة، قائلاً: بالتأكيد، فإن المظهر الحقيقي للتغيير في توجه طالبان سيتمثل في تشكيل حكومة تعددية وشاملة في أفغانستان تكون موجودة فيها جميع الأطراف المؤثرة في البلاد.
عقب اجتماعات بون، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، وفي إشارة إلى أهمية لعب الأدوار وأداء الدول المجاورة لأفغانستان وضرورة تقاربها في هذا الصدد، قال محمد إسماعيل قاسم يار، رئيس اللويا جيركا الأفغانية الطارئة آنذاك: بالتأكيد، يمكن لجيراننا، وخاصة إيران وباكستان، لعب دور فاعل في الحفاظ على السلام والاستقرار في أفغانستان من خلال التعاون والتقارب؛ وإلا فمن الطبيعي ستكون لمشاكل أفغانستان تداعيات على جيرانها.
وقيّم تاريخ مواقف إيران وباكستان في المساعدة على حل مشاكل أفغانستان وجهودهما للتقارب بأنها بناءة وإيجابية، وأضاف: لحسن الحظ، أكدت طالبان حتى الآن أن حركة طالبان اليوم ليست كالماضي، فهم يهتمون بمتطلبات العصر، ويفكرون بالمستقبل، ويريدون للبلاد أن تتطور وأن ينعم الشعب بالازدهار. لذلك، من خلال هذا الرأي، يبدو أن الدول المجاورة لأفغانستان ستتاح لها المزيد من الفرص لإنشاء قنوات بناءة للمفاوضات ومواصلة المحادثات.
قال الناشط السياسي الأفغاني: نأمل أن تستمر مواقف طالبان هذه وأن يكون لها تأثير إيجابي على الشؤون الداخلية والخارجية للبلاد.
وأكد قاسم يار: بالتأكيد، فإن المظهر الحقيقي للتغيير في نهج طالبان سيكون تشكيل حكومة تعددية وشاملة في أفغانستان مع وجود جميع الأطراف المؤثرة والمهتمة في البلاد. لقد قطعنا هذا الوعد في الدوحة واتفق الجانبان على تشكيل حكومة مشتركة.
وصف مستشار العلاقات الدولية السابق في المجلس الأعلى للسلام الأفغاني، تعاون وتقارب دول المنطقة في هذا الاتجاه، بأنه ضروري وبناء؛ واستمر قائلاً: حتى الآن، يبدو الوضع في أفغانستان جيداً ونأمل نحن والشعب أن يتحسن الوضع.
و بعد اجتماعات بون، أشار رئيس لويا جيركا الطارئة آنذاك، إلى مواقف وإجراءات بعض الدول المجاورة لأفغانستان في الأشهر الأخيرة وأضاف: إننا نتشارك في مصير واحد مع جيراننا، فالتعاون والاهتمام بالسلام والاستقرار في المنطقة ضروريان في هذا الصدد. بالطبع، صرحت روسيا والصين أنهما لا تنويان التدخل أو الوساطة، لكن هذين البلدين بالتأكيد لهما دور مهم يقومان به في المنطقة، وإذا قاما بعمل إيجابي بالتعاون مع دول مثل إيران والهند وباكستان، فسيتم الترحيب بهم.
وأكّد “قاسم يار” على ضرورة اهتمام دول الجوار بالعوامل المدمرة للتعاون بين هذه الدول وأفغانستان، بما في ذلك التدخل الأجنبي، فقال: لقد دمرت اليد الشريرة للأجانب، وخاصة أمريكا، حياتنا في أفغانستان خلال عقدين من الزمن. فكلما قلّ مستوى التدخل، كان ذلك أفضل للسلام والاستقرار في بلدنا. إن وجود أمريكا مع أهدافها بعيدة المدى في بلدنا والمصالح التي تسعى وراءها في المنطقة، يمكن أن يضر بعلاقاتنا مع أصدقائنا.
وأضاف: نأمل أن تسمح لنا أمريكا والدول الأخرى العابرة للإقليم، بإقامة علاقة أخوية تتمتع بحسن الجوار من خلال إحلال السلام والاستقرار في منطقتنا. هذه التدخلات تضر بنا وبتعاوننا. إننا نرحب بالمساعدات الإنسانية الحقيقية، لكن يجب وقف تدخلهم.
و مؤكداً على أن السياسة الاستراتيجية للدول الغربية بقيادة أمريكا، هي تحقيق أهدافها من خلال خلق حالة من اللاأمن وعدم الاستقرار في أفغانستان؛ وأردف الناشط السياسي الأفغاني قائلاً: أفغانستان لديها موقع جيوسياسي ولديها الكثير من الموارد والثروات التي يطمع بها الغرب. و بالنظر لأهدافهم، يجب على دول المنطقة أن تتعاون وتتقارب أكثر مع بعضها البعض.
وأوضح قاسم يار: حتى طالبان، الذين يصرون على أنهم ليسوا طالبان الأمس؛ قد أدركوا واقع الأمر ورأوا الحقائق. يجب أن نضع في اعتبارنا دائماً كيف تلعب الاستفزازات الأجنبية دورها في منطقتنا؛ وكما قالت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة “بينظير بوتو” علناً في وسائل الإعلام: لم تكن باكستان وحدها في بناء طالبان، فقد لعبت السعودية وبريطانيا وأمريكا دوراً في تشكيلها ودعمها.
وأعرب عن أمله في حدوث تغييرات حقيقية في نهج طالبان وأدائها تجاه القضايا الداخلية والعلاقات مع الدول الأجنبية، وخاصة دول الجوار؛ وتابع: يجب أن يعمل جيران أفغانستان بالتشاور والتقارب معاً لدعم إنشاء حكومة شاملة؛ ويمكن أن يلعبوا دوراً فعالاً في هذا الصدد، لأن العدالة الشاملة تصب في مصلحة السلام والاستقرار في المنطقة.
قيّم قاسم يار المساعدات المالية لأفغانستان في هذا الظرف بأنها ذات أهمية وأوضح: لسوء الحظ، في بعض الحالات، فإن الوضع الاقتصادي السيء للناس يجعلهم يطلبون المساعدة من أطراف أخرى؛ لذا فإن مساعدة الأقارب تكون بناءة أكثر.
و بعد اجتماعات “بون”، أشار رئيس “لويا جيركا” الطارئة آنذاك، إلى دور المنظمات الدولية والإقليمية مثل شنغهاي وقال: يمكن لمنظمة شنغهاي أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً في هذا الصدد، ولدينا الكثير من الصلات والقواسم المشتركة معهم. أفغانستان في وضع تحتاج فيه إلى مساعدات مالية من دول المنطقة؛ ونأمل أن تتمكن أفغانستان قريباً من مساعدة دول المنطقة.
0 تعليق