المجلس الإستراتيجي أونلاين - حوار: قال باحث مميز في الشؤون الدولية، في تعريفه لنهج التوجه نحو الشرق: عندما ننظر إلى النظام الدولي والمنطقة، نرى بأن العديد من الحكومات تعيد تعريف سياستها الخارجية على أساس الحقائق المستجدة، وفي مقدمتها ظهور الصين كقوة سياسية واقتصادية كبرى.
وأكد الدكتور رحمن قهرمان بور في حوار مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: “هذا اتجاه نراه في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك المناطق المحيطة بإيران؛ حتى الحكومات التي تربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة تحاول تعريف نوع جديد من العلاقات مع الصين.”
وتابع: “نتيجة لذلك، تحاول الدول إعادة تحديد علاقاتها مع الدول الآسيوية، لأنه إلى جانب الصين، فإن دولاً مثل الهند واليابان وأستراليا وماليزيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية تتمتع بموقع جيد وهي دول ذات أهمية.”
وأوضح قهرمان بور: “الصين دولة مهمة في حد ذاتها وعضو في أكبر المنظمات الاقتصادية، بما في ذلك التكتل الجديد، المعروف باسم التعاون الاقتصادي الإقليمي الشامل. من المتوقع في ظل هذه التكتلات، أن يتم التبادل التجاري بين الدول سنوياً بقيمة 950 مليار دولار، و غياب الهند عن هذا التكتل الاقتصادي الجديد يصب في مصلحة الصين”.
وبحسب الخبير يعتقد بعض المحللين أن الصين ستحصل على 60٪ من أرباح هذه المبادلات التجارية. وبالتالي، تسعى البلدان إلى إعادة تحديد علاقتها مع الصين والمشاركة في التکتلات الاقتصادية وربما السياسية في آسيا.
كما درس قهرمان بور نهج إيران تجاه هذه التطورات وأكد على أنه “في مثل هذه الظروف، تتمتع هذه القضية بأهمية بالغة بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي مسألة استراتيجية ولا ينبغي تأجيلها”.
وبحسب الخبير، فإن الخطوة الأولى التي يجب على إيران اتخاذها هي بناء إجماع داخلي بين صانعي القرار لقبول أن قضية الصين هي قضية استراتيجية ولا يمكن النظر إليها كما كانت قبل 20 عاماً.
وفي هذا الصدد، أشار قهرمان بور إلى خطاب “شي جين بينغ” الأخير في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي وقال: أشارت تصريحاته إلى أن الصين تخلت بطريقة ما عن سياستها في الظهور البطيء والسلمي، معلنة نفسها بشكل فعال بأنها القوة الرئيسية في النظام الدولي.
يعتقد هذا الخبير أنه بالإضافة إلى خلق إجماع في الآراء بين صانعي القرار، فإن قضية الرأي العام مهمة جداً أيضاً ويجب أن يكون الرأي العام على دراية بالواقع الجديد للنظام الدولي بطريقة ما.
وأوضح “في بعض الأحيان داخل إيران، يكون التصور العام هو أن الصين ليست قوة اقتصادية مهمة للغاية، غیر أن هذا التفكير لا يتماشى مع الحقائق القائمة، فمبدئياً يجب تنوير الرأي العام حيال ذلك”.
وأضاف قهرمان بور “القضية التالية هي أن تكون لدينا استراتيجية وخارطة طريق واضحة ومتفق عليها بشأن توسيع العلاقات مع الصين أو التعامل مع قضية الصين، بحيث نستطيع أن نقوم بتصميمها وتنفيذها”.
وفيما يتعلق بضرورة انضمام إيران إلى المنظمات أو المعاهدات الاقتصادية مثل شنغهاي وبريكس، قال إن العضوية في هذه المنظمات أو المعاهدات ضرورية، لكن المشكلة هي أنه ليس لدينا فرصة كبيرة لدخول هذه الاستقطابات الاقتصادية في ظل الوضع الحالي.
وفي إشارة إلى المشاكل العديدة الموجودة في هذا الصدد، أضاف: “بعض هذه المشاكل لها علاقة بالداخل الإيراني، أما الجزء الآخر فيتعلق بتلك الدول نفسها، والتي لا ترغب مبدئياً بانضمام دولة أضعف اقتصادياً أو ذات خلافات جدية مع بعض تكتلات القوى في العالم، إلى تلك المنظمات؛ لأنه، حسب رأيهم، الدولة التي على خلاف مع الولايات المتحدة، إذا دخلت في اتفاقية شنغهاي، قد تنقل هذه الخلافات الى داخل منظمة شنغهاي أو البريكس.”
وفي الختام قال قهرمان بور: “لذلك، من ناحية، فإن أسباب الانضمام إلى هذه المنظمات غير جاهزة حالياً في داخل إيران من حيث البنية التحتية السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والنقل؛ ومن ناحية أخرى ، فإن تلك الدول لا تبدي رغبة كبيرة في انضمام بلدنا إليها بسبب وضع إيران في النظام الدولي.”
0 تعليق