المجلس الاستراتيجي أونلاین - حوار: يقول مدير مكتب اليمن في معهد مرصاد، كانت آفاق وقف الحرب واضحةً مع مغادرة الوفد العماني إلى صنعاء، و كان الجميع ينتظر حدثاً جاداً في هذا الاتجاه؛ لكن في الأيام الأخيرة، ومع تصريحات المسؤولين السياسيين في حكومة هادي وكذلك حكومة صنعاء، أصبح من الواضح أن هذه المفاوضات لم تصل إلى نتيجة.
وفي حديثه للموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال أحمد حاجي صادقيان، في إشارة إلى التطورات الميدانية والسياسية في اليمن، وكذلك جهود بعض الدول مثل سلطنة عمان للعب دور الوسيط في حل الأزمة اليمنية: تكثفت الجهود الأمريكية لإنهاء الأزمة اليمنية بعد أن تولى بايدن السلطة، حتى أنها عينت مبعوثاً خاصاً لليمن لمحاولة توسيع المفاوضات واستخدام الوسطاء الدوليين والإقليميين لحل الأزمة.
وقال: لسوء الحظ، في الأشهر الأخيرة، سارت التطورات في الاتجاه الذي شهدناه، لكن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج، مضيفاً: أبرم الوفد العماني برئاسة وزير الخارجية اتفاقاً خلال زيارته لصنعاء واجتماع مع مسؤولي أنصار الله، لكن هذه الاتفاقات لم تؤدي إلى نتيجة.
أشار محلل الشؤون اليمنية إلى تقرير وكالة رويترز حول إفادات مصدرين في جماعة أنصار الله اليمنية حيث قالا إن التحالف السعودي وأنصار الله على وشك التوصل إلى اتفاق سلام، وقال في نفس الوقت: في ضوء حصيلة التطورات السياسية والميدانية لا تبدو وساطة عمان مقبولة لدى السعودية. وقال السيد حميد عاصم، عضو وفد أنصار الله التفاوضي، لـقناة “العالم” إن المفاوضات لم تنته وأن أنصار الله علقوا عملية مأرب لمدة 40 يوماً تقريباً لتحديد وضع مفاوضات السلام، لكن التحالف وحكومة هادي ليسوا مستعدين لإنجاز اتفاق.
وبحسب الخبير في الشؤون اليمنية؛ فان الخبر الذي نشرته رويترز كان مجرد إثارة إعلامية ضدّ أنصار الله، لإظهار التحالف السعودي على أنه مسالم وأنصار الله كطرف محارب ومعارض للسلام، دون الإشارة إلى العرقلة الذي قام به التحالف في عملية إنهاء الأزمة اليمنية.
السعودية لا تلتزم بالوعود الشفهية
وتابع حاجي صادقيان: وقيل لأنصار الله خلال المفاوضات أنه لن يُسمح بإعادة فتح المطار وأنه يمكن إعادة فتح ميناء الحديدة فقط تحت إشراف التحالف السعودي وحكومة هادي. وكان هذا مخالفاً لاتفاق الوفد العماني مع أنصار الله في صنعاء، والذي أدى إلى إعلان أنصار الله بأن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة.
وأشار إلى تقرير صحيفة الأخبار اللبنانية، حول عدم التزام السعودية بوعودها الشفهية للجانب العماني بالموافقة على فصل القضايا الإنسانية عن الأمور الأخرى وأكد: نظراً لحصيلة التطورات الميدانية الأخيرة وتفعيل المواجهات والهجمات الأخيرة التي تعرض لها الجانبان في الأيام القليلة الماضية، يجب علينا أن ننتظر جولة أخرى من التوترات المتصاعدة، خاصة على جبهة مأرب وضربات صاروخية وطائرات مسيرة على مواقع السعودية والتحالف.
وأشار مدير مكتب اليمن في معهد مرصاد إلى انتقادات رئيس الوفد المفاوض والمتحدث الرسمي باسم أنصار الله، لإدراج هذه الجماعة في “القائمة السوداء” للأمم المتحدة وأن الولايات المتحدة ليست جادة في وقف اطلاق النار ورفع الحصار عن اليمن ولا تحاول إلا تمرير خططها في هذه الدولة، مضيفاً: مع زيارة الوفد العماني إلى صنعاء اتضحت احتمالات وقف الحرب وكان الجميع ينتظر حدثاً جاداً في هذا الاتجاه ولكن في الأيام الأخيرة مع تصريحات لمسؤولين سياسيين في حكومة هادي وحكومة صنعاء، اتضح أن هذه المفاوضات لم تؤدي إلى نتيجة.
وفي معرض شرحه لمطالب أنصار الله المؤكدة خلال المفاوضات لتحقيق حقوق الشعب اليمني، قال صادقيان: أعلن أنصار الله منذ البداية أنه يجب رفع الحصار وتنفيذ وقف شامل لإطلاق النار، كما ينبغي وقف الهجمات السعودية في جميع أنحاء اليمن بشكل كامل. بعد ذلك تبدأ المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية. كان هذا طلب أنصار الله منذ البداية.
وتابع: يجب فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء في سياق عملية رفع الحصار، لكن السعوديين وحكومة هادي غير راغبين في قبول ذلك. إنهم قلقون نظراً إلى أن أنصار الله لها اليد العليا على الأرض، فإنه إذا تم رفع الحصار، يمكن أن يكملوا تقدمهم ويعززوا موقفهم ويطالبوا بنصيب أكبر من حكم اليمن في المستقبل. القضية التي لا يقبلها السعوديون.
وأضاف الخبير في الشأن اليمني: يبدو أن الفترة التي جاءت فيها مقترحات جادة للسلام من الولايات المتحدة والغرب، تزامنت مع جدية سقوط مأرب في يد أنصار الله. عندما تكثف جماعة أنصار الله تقدمها وتقترب من النجاح الميداني، تأتي مقترحات السلام، و كلما توقفت أنصار الله عن عملياتها الميدانية وانتظرت المفاوضات ومقترحات السلام، تتضاءل جدية هذه المقترحات. فهم في الواقع، يسلبون المصداقية من المقترحات ويكررون مواقفهم السابقة.
السعوديون عقبة أمام حل الأزمة اليمنية
أكد حاجي صادقيان: ان السعوديون ليسوا على استعداد لقبول أنصار الله كجزء من الحكم المستقبلي لليمن، وأن تبقى هذه الجماعة كقوة سياسية واجتماعية راسخة في اليمن، ومن ناحية أخرى يحاولون منع تطورها سياسياً وعسكرياً في حالات مختلفة.
وحول آفاق الحرب في اليمن ووضع اتفاقيات السلام، قال: على المدى القصير، لا أمل في السلام وإنهاء الحرب، ما لم تحدث تغييرات جادة في الإحداثيات العامة للتطورات السياسية والميدانية في اليمن، وهي لا تبدو ممكنة خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة. وبما أن القضية اليمنية مرتبطة مباشرة بالأمن القومي السعودي، فلا يبدو أن السعوديين قرروا الانسحاب من مواقعهم؛ ومن ناحية أخرى، أنصار الله لیسوا على استعداد للتراجع عن مواقعهم لأنهم لا يستطيعون الحصول على ضمانات لمستقبلهم.
وتناول محلل الشؤون اليمنية وعود فریق بايدن بإنهاء الحرب في هذه الدولة، وأضاف: أن إحدى المتغيرات الرئيسية التي تشكل وجهة النظر الأمريكية بشأن الملف اليمني هي مصالح السعوديين. فالولايات المتحدة لا تتحرك في اتجاه ينال من مصالح هذه الدولة. كما أن السعودية ليست على استعداد لتقديم تنازل جاد لأنصار الله في ملف اليمن. في مثل هذه الحالة، يبدو أن الشعارات الدعائية التي رأيناها من فريق بايدن لن تؤتي ثمارها.
و أضاف: لقد رأينا مؤخراً قيام إدارة بايدن بحذف أنصار الله من قائمة الجماعات الإرهابية، لكنها من ناحية أخرى فرضت في الأسابيع الأخيرة عقوبات على الشبكة الاقتصادية المرتبطة بأنصار الله. وهذا يدل على أن إدارة بايدن لا تتحرك نحو حل القضية والاعتراف بأنصار الله، التي تمثل ما لا يقل عن ثلثي الشعب اليمني، وأنها أكثر انسجاماً مع المصالح السعودية. لهذا السبب، لا يمكن الثقة والتفاؤل بشأن نهج إدارة بايدن لإنهاء هذه الصراعات.
0 تعليق