المجلس الإستراتيجي أونلاين - حوار: في إشارة إلى توتر العلاقات بين الرياض و بيروت، والتي أدت إلى استقالة وزير الخارجية اللبناني، قال المدير العام السابق لدائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية: إذا تحققت مصالح المملكة العربية السعودية في تشكيلة الحكومة اللبنانية القادمة، ستنخفض الضغوط وتتغير سياستهم أيضاً؛ وإلا فإن الضغط على لبنان سيستمر وسيقومون بعرقلة الأمور للحیلولة دون تشكيل حكومة مستقرة في بيروت.
أشار قاسم محبعلي، في حديث مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، إلى التوترات الدبلوماسية بين السعودية ولبنان، وكذلك إلى إنتقادات بعض أعضاء الحكومة والسياسيين اللبنانيين حول تصريحات وزير الخارجية اللبناني، بشأن الدول التي أنشأت ودعمت تنظيم داعش وضرورة الحفاظ على أسلحة حزب الله و قال: إن الحكومة المؤقتة الحالية في لبنان هي نفس الحكومة التي تم تشكيلها بالتعاون مع جبهة 8 مارس، أي ائتلاف حزب الله وميشال عون، وإن وزير خارجيتها مقرب من حركة أمل وله بطبيعة الحال مواقف مختلفة عن غيره تجاه أعضاء مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية.
مذكراً بأن في لبنان، لتیّار 14 مارس و سعد الحريري علاقة وثيقة مع المملكة العربية السعودية و إنهما متحدان معها، قال مضيفاً: بما أن الرئيس اللبناني يؤكد دائماً على علاقته بالسعودية، فإن هذه التصريحات أثارت الخلاف داخل الحكومة الانتقالية، وأدت إلى رد فعل حادّ من قبل الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، انتهت باستقالة وزير الخارجية و تنحيه عن منصبه.
تأثر لبنان بالتدخلات الأجنبية
و أكد محلل شؤون الشرق الأوسط بأن لكل التيارات اللبنانية حليف خارجي نوعاً ما، و أن تشكيل الحكومة في هذا البلد يأتي نتيجةً لتفاهم إقليمي ودولي، و رأى أن الغضب السعودي من تصريحات وزير الخارجية اللبناني له دور كبير في إثارة التحديات حيال تشكيل الحكومة في هذا البلد، وأردف قائلاً: لا يوجد حتى الآن اتفاق بين الأطراف على تشكيل حكومة برئاسة السيد الحريري، وهذا الاختلاف هو الذي لا يسمح بتشكيل حكومة مستقرة في لبنان. لبنان متأثر بالتدخلات الأجنبية، ولا يمكن تشكيل حكومة في لبنان دون تفاهم داخلي وإقليمي، وكذلك بعض القوى العابرة للإقليم.
و أشار محبعلي إلى قيام السعودية بفرض بعض القيود الاقتصادية على لبنان بعد تصريحات وزير الخارجية وقال عن تداعياتها: إن لبنان، بدون دول الخليج الفارسي، وخاصة السعودية، يكاد لا يملك أي موارد لإدارة البلد، ونحن نشهد احتجاجات الناس واستيائهم من ظروفهم المعيشية. علی أیة حال، مادامت هذه الدول لم تستعد لمنح المساعدات وما لم تتحقق التفاهمات، يستحيل إستعدادها لتقديم المساعدة المالية لهذا البلد أو الاستثمار فيه.
مواقف وزير الخارجية من السعودية لا تعبر عن توجه الحكومة اللبنانية
وعن جذور هذا التوتر الدبلوماسي مع السعودية وإيمان الحكومة اللبنانية بالدعم المالي لداعش من قبل الدول العربية للخليج الفارسي، أضاف: الحكومة اللبنانية لن تعبر قط عن مثل هذه النظرة تجاه السعودية. هذه الحكومة كانت على الدوام ائتلاف طوائف وجماعات سياسية، وكل طائفة وجماعة تدخل الحكومة مع الحفاظ على مواقفها، ولا يمكن اعتبارها مواقف الحكومة وكل لبنان.
و في إشارة إلى رد الفعل المتشدد للسعودية و بعض الدول العربية، بما في ذلك الإمارات والبحرين والكويت ومصر، وكذلك مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، قال محبعلي فيما يتعلق بعواقب هذا التوتر والإجراءات اللاحقة لهذه الدول تجاه لبنان: يعتمد مستقبل هذه الإجراءات على إطار الحكومة المستقبلية في لبنان و کیفیة تشكيلها. إذا تحققت في هذا الاطار مصالح المملكة العربية السعودية والجماعات التي تدعمها، فسوف تنخفض الضغوط وتتغير سياساتهم أيضاً ؛ وإلا فإن الضغط على لبنان سيستمر وسيعرقلون الأمور كي لا تتشكل حكومة مستقرة في بيروت.
0 تعليق