المجلس الاستراتيجي، آنلاين، حوار: أعلن أحد الخبراء المختصين بالشأن الأميركي أن الرئيس الأميركي جو بايدن واجه تحديات ومشاكل عديدة خلال مائة يوم الأولى من استقراره في البيت الأبيض وقال: "لازالت إدارة بايدن متخبطة في تعاملها مع المشاكل والتحديات الداخلية التي وعدت بحلها حيث لم تحقق النجاح المطلوب في العديد من المجالات مثل تعزيز الانسجام الاجتماعي وتقييد ظاهرة اقتناء واستخدام السلاح والتمييز العنصري في المجتمع بالأخص إجراء تغيير أساسي في الهيكلية الإدارية لجهاز الشرطة."
وفي حوار أجراه معه موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية أكد الدكتور طهمورث غلامي أن المجتمع الأميركي انقسم خلال الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية إلى معسكرين واضحين وظهر هذا الانقسام بشفافية كبيرة خلال مهاجمة مناصري ترامب مبنى الكونغرس الأميركي حيث أدى ذلك إلى اتساع الأجواء الراديكالية وانتشار التيارات اليمينية المتطرفة في المجتمع الأميركي مما أثار قلق النخب السياسية والأوساط الفكرية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأردف قائلاً: “لقد اكتسب هذا الموضوع أهمية كبيرة بحيث أن بايدن في خطاب القسم أكد على ضرورة إصلاح الوضع السائد وتعهد بمعالجة الانشقاق الاجتماعي العميق في البلاد.”
كما أشار غلامي إلى أن مهمة إصلاح بعض المشاكل مثل الانشقاق الاجتماعي وتعميق الانفصام والشروخ في المجتمع الأميركي تستلزم وقتاً طويلاً مؤكداً أنه لا يمكننا إجراء تقييم نهائي للأسلوب الذي انتهجه بايدن لمعالجة هذه التحديات الاجتماعية ونتائج ذلك بعد مرور مائة يوم من تسلمه الرئاسة في أميركا ولكن يمكننا القول إن إدارة بايدن أمامها مسيرة صعبة على هذا الصعيد.
وواصل الدكتور غلامي كلامه قائلاً: “أما فيما يخص مكافحة التمييز العنصري المستشري في جهاز الشرطة الأميركية فإن إدارة بايدن لم توفق حتى الآن في تدوين لائحة قانونية لمعالجة هذه الظاهرة العنصرية وإصلاح الهيكلية الإدارية لهذا الجهاز وتقديمها للكونغرس لمناقشتها والمصادقة عليها.”
وأضاف: “إن الرئيس الديمقراطي للولايات المتحدة الأميركية لم ينجح في إقناع النخب السياسية في الجناح الجمهوري أن هناك مشكلة جادة على صعيد الانسجام الاجتماعي في أميركا.”
وأشار الخبير المختص بالشأن الأميركي في جانب آخر من الحوار إلى التحديات الأبرز التي واجهها بايدن على صعيد السياسة الخارجية وأكد أن إدارة بايدن لم تنجح في خفض التوتر في العلاقة مع الصين الذي ورثته من إدارة ترامب بل إنها قامت بخطوات عديدة لمضاعفة ذلك التوتر. كما أشار إلى تدحرج العلاقات بين موسكو وواشنطن خلال هذه الفترة نحو الأسوأ عما كانت عليه أواخر عهد ترامب.
أما فيما يخص الشرق الأوسط فإن حرب الست سنوات في اليمن لازالت في ذروتها رغم قرار إدارة بايدن بإنهاء دعمها التسليحي للسعودية في عدوانها على اليمن.
وأشار الدكتور غلامي كذلك إلى الوعود التي قطعها بايدن خلال حملته الانتخابية فيما يخص الاتفاق النووي مع إيران قائلاً: “خلافاً لتلك الوعود فإن الاتفاق النووي لم يتم إحياؤه حتى الآن، بل إن الإدارة الجديدة لازالت مصرة على استمرار فرض الحظر الشامل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تصر بدورها على مواصلة توسيع نشاطاتها النووية مما جعل العلاقة بينهما تغطيها أجواء غامضة ومجهولة المصير.”
من المواضيع الأخرى التي أشار إليها الخبير المختص بالشأن الأميركي باعتبارها أحد التحديات الجادة بهذا الشأن هي العراقيل التي يضعها الكيان الصهيوني ومعارضته لما يجري في المنطقة كما كان عليه الحال خلال الأشهر الأخيرة لعهد باراك أوباما وترك ذلك أثره على سياسات بايدن في الشرق الأوسط.
وأكد الدكتور غلامي أن بايدن حقق نجاحاً نسبياً في سعيه لرأب الصدع في العلاقة بين ضفتي المحيط الأطلسي في إطار الناتو، حيث يحسب ذلك له إنجاز على صعيد السياسة الخارجية.
وأشار كذلك إلى إنجازات بايدن النسبية على صعيد بعض القضايا الداخلية منها تعامله الجاد والعلمي مع جائحة كورونا والسعي للحد من آثارها الاقتصادية ومعالجة تداعياتها على أبناء الشعب الأميركي، حيث يرى الدكتور غلامي أن بايدن حقق أكثر مما وعد به في هذا المجال ونجح في تطعيم نسبة كبيرة من الناس باللقاح المضاد لكورونا كما ذكر مسؤولو وزارة الصحة الأميركية ووعدوا بأن تعود الأوضاع داخل أميركا إلى حالتها الطبيعية تزامناً مع ذكرى الاستقلال في حزيران القادم.
وواصل كلامه قائلاً: “كذلك حققت إدارة بايدن على الصعيد الاقتصادي نجاحاً في تقديم الدعم المالي للمتضررين من جائحة كورونا فضلاً عن تقديم العون اللازم لإعادة النشاطات الاقتصادية في أميركا وإقناع الكونغرس بالمصادقة على اللائحة الاقتصادية لإدارة بايدن.”
وأكد ختاماً أن إدارة بايدن اهتمت كذلك بموضوع البيئة من خلال منع بعض النشاطات التي تسبب تلوث البيئة والتي كانت إدارة ترامب تقوم بها مثل استخراج المعادن وحفر عدد من آبار النفط الملوثة للبيئة وغيرها.
0 تعليق