المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: صرح خبير في الشؤون الدولية بأن قيام لندن بإرسال دبابات قتالية متطورة يعتبر نقطة تحول في مجال مساعدات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، قائلاً: "بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا، يوفر استمرار الصراع في أوكرانيا وتحويله إلى حرب استنزاف العديد من الفرص، بالنظر إلى إضعافه قوة وتأثير روسيا وخلق تقارب أكبر بين أوروبا وإستراتيجيات هذين البلدين".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار سيدرضا ميرطاهر إلى قيام بريطانيا بإرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، بما في ذلك تقديم 600 صاروخ بريمستون 2 و 14 دبابة متطورة من طراز تشالنجر ومدافع ذاتية الدفع ومدرعات بولدوج، قائلاً: “بريطانيا كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة لعبت دائماً دوراً بارزاً في تشديد عداء الغرب ضد روسيا، وهناك تاريخ طويل للتوترات بين روسيا وبريطانيا”.
وذكر أن الروس يعتبرون البريطانيين من ألد أعدائهم، مضيفاً: “بعد الحرب الباردة، رغم انهيار الاتحاد السوفيتي وبعض التحسن في العلاقات بينهما، كانت هناك توترات كثيرة بينهما بما في ذلك قضية اغتيال بعض العملاء الروس الذين لجؤوا إلى بريطانيا أو كانوا يعيشون في هذا البلد. كانت هذه القضية أحد الأسباب الرئيسية للتوترات السياسية الدبلوماسية وحتى طرد الدبلوماسيين الروس ثم الطرد المتبادل للدبلوماسيين البريطانيين من روسيا”.
وتابع الخبير في الشؤون الدولية: “استمرت هذه التوترات بين روسيا وبريطانيا؛ وخاصة بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها عام 2014 وحدوث مواجهة جدية بين الغرب وروسيا، كانت المواجهة بين لندن وموسكو في تصاعد مستمر. كما يعتبر اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022 منعطفاً في هذا الاتجاه”.
ولفت ميرطاهر إلى الإجراءات التي اتخذها الغرب، خاصة الولايات المتحدة، خلال الحرب الأوكرانية ضد روسيا موضحاً: “لعبت بريطانيا، كحليف إستراتيجي للولايات المتحدة، دوراً نشطاً في هذا الصدد. إلى جانب الأمريكيين، أرسل البريطانيون أكبر قدر من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. في عام 2022، أرسلت بريطانيا أكثر من 2.3 مليار دولار من الأسلحة إلى أوكرانيا، ومن المتوقع أن ترسل هذه الدولة 3 مليارات جنيه أخرى من الأسلحة إلى أوكرانيا هذا العام”.
وذكر محلل الشؤون الدولية: “في الوقت نفسه، وقفت بريطانيا في مقدمة الدول في مجال إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، ويعتبر قيام لندن بإرسال دبابات قتالية متقدمة نقطة تحول في مجال مساعدات الأسلحة الغربية لأوكرانيا. في الحقيقة، ستكون بريطانيا أول دولة تقدم الدبابات الغربية للقوات المسلحة الأوكرانية، في حين قد رفضت ألمانيا حتى الآن القيام بذلك لأنها تعتقد أن دبابات ليوبارد أسلحة هجومية، وشددت على أنه يجب تسليم الدبابات الغربية إلى كييف بموجب عقد اتفاق بين حلفاء أوكرانيا الرئيسيين فقط، خاصة الولايات المتحدة”.
وأشار إلى تأكيد وزير الدفاع البريطاني على أن ألمانيا أيضاً يجب أن ترسل معدات ثقيلة، خاصة الدبابات القتالية، إلى أوكرانيا قائلاً: “إدوارد سترينجر، رئيس العمليات السابق في هيئة أركان الدفاع البريطانية، قال إن الوقت في صالح روسيا؛ لذا فعلى الغرب أن يزيد الدعم لأوكرانيا في الأشهر المقبلة، وأن يتخلى عن الحذر الذي اتخذه بشأن تسليم الأسلحة. بطبيعة الحال، من المتوقع أن تأخذ بريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، زمام المبادرة في العمل ضد روسيا وتنفيذ هذا القرار في غضون أيام قليلة. كان أحد أبعاد هذا الإجراء هو حظر الطاقة. خفضت بريطانيا بشكل كبير واردات الطاقة من روسيا، وفي هذا الصدد هددت الدول الأوروبية الأخرى بأنها يجب أن تواصل نفس المسار”.
ذكر المحلل للقضايا الدولية أن لندن، إلى جانب واشنطن، كانت في مقدمة دعم وقيادة الحملة السياسية – الدبلوماسية والحرب النفسية والدعائية ضد موسكو، وتم تنفيذ معظم الإجراءات في مجال التعاون مع الولايات المتحدة من قبل بريطانيا، مؤكداً: “كانت بريطانيا على اتفاق كامل مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالجهود المبذولة لمواصلة وتوسيع نطاق الحرب في أوكرانيا من خلال إرسال كميات ضخمة من جميع أنواع الأسلحة، خاصة الأسلحة الثقيلة، إلى أوكرانيا وفي هذا السياق، كانت تتمثل أهدافها الإستراتيجية في استمرار الحرب بهدف إضعاف روسيا وخلق جبهة دولية ضدها”.
صرح ميرطاهر أن بريطانيا تريد تشديد العداء بين أوروبا وروسيا وإبعادهما عن البعض قدر الإمكان، قائلاً: “لقد طردت لندن مراراً دبلوماسيين روساً وفرضت عقوبات على مسؤولين وشخصيات ومؤسسات روسية، مما أدى بطبيعة الحال إلى إجراءات متبادلة من قبل موسكو”.
وشدد: “بعد الولايات المتحدة، أظهرت بريطانيا أكبر عداء تجاه روسيا وهذه القضية موجودة منذ فترة الحرب الباردة. حالياً، يستمر هذا الجهد بشكل عام ومتزايد. لم تكن الدول الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا، تريد أن تصل العلاقات مع روسيا إلى مرحلة لا رجعة فيها، وحتى ما قبل حرب أوكرانيا كانت على استعداد لمواصلة التعاون لا سيما في مجالات الطاقة والصناعة والتعاملات التجارية. في حين تتصرف بريطانيا والولايات المتحدة بشكل كامل ضد هذه الفكرة وتحاولان تقليص وجود روسيا في الأسواق الأوروبية قدر الإمكان وخفض مستوى علاقات موسكو مع الدول الأوروبية قدر المستطاع”.
وإذ بيّن محلل الشؤون الدولية أن بريطانيا أعلنت مؤخراً أن مجموعة من 9 دول، من بينها بريطانيا وبولندا وهولندا، التزمت بمتابعة تقديم مجموعة غير مسبوقة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك دبابات قتالية متقدمة، أشار إلى دبلوماسية لندن النشطة لتقديم أكبر كمية ممكنة من الأسلحة إلى أوكرانيا مضيفاً: “بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا، يوفر استمرار الصراع في أوكرانيا وتحويله إلى حرب استنزاف العديد من الفرص، بالنظر إلى إضعافه قوة وتأثير روسيا وخلق تقارب أكبر بين أوروبا وإستراتيجيات هذين البلدين ويمكنهما الاستفادة من هذا التقارب الحاصل لأهدافهما المستقبلية”.
0 تعليق