المجلس الإستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال محلل لشؤون غرب آسيا إن تهديدات الكيان الصهيوني ضد إيران تنبع من حالة الانفعال والضعف على الأغلب إذ يعرف قادة هذا الكيان أنهم غير قادرون على القيام بخطوة فعلية في هذا الاتجاه، مضيفاً: "يريدون توظيف هذه التهديدات للتأثير على أجواء المحادثات النووية للحيلولة دون التوصل لاتفاق مع إيران أو منح امتيازات لها".
في حوار مع موقع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار حسين أكبري إلى تهديدات الكيان الصهيوني المتكررة في وسائل الإعلام بشأن شن هجوم عسكري على إيران، قائلاً: “تصرفات الإسرائيليين الأخيرة وتهديداتهم المتكررة بضرب إيران هي ردة فعل على ما حصل؛ لأن ترامب رحل عن السلطة وأصبحت إدارة بايدن كذلك في موقف لا يجد طريقاً سوى التوصل إلى اتفاق مع إيران وإن كان نسبياً”.
وأضاف: “في الحقيقة، يرون أن مضي الوقت يصب في صالح إيران. وأن ما فعلوه من ممارسة الضغوط السياسية وفرض العقوبات ـ التي تسببت في ضغوط كبيرة على الشعب الإيراني ـ لم يحقق أهدافهم بل ولم يقرّبهم من تحقيقها أصلاً”.
ولفت محلل شؤون غرب آسيا إلى توجه الحكومة الإيرانية الجديدة نحو الشرق، قائلاً: “لا تجد إيران نفسها مضطرة لحصر علاقاتها مع الغرب وفي إطار الاتفاق النووي؛ ولذلك يشعر الكيان الصهيوني أن إيران لن تقبل بأي تنازل لجر الغربيين إلى طاولة المحادثات. لم تجعل إيران اقتصادها مرهوناً بالاتفاق النووي. ومع أنها جادة في المحادثات، تتابع حتى ملفاتها السياسية بشكل مستقل عن الاتفاق النووي”.
وأردف أكبري قائلاً: “لم يعد الكيان الصهيوني وداعميه يمتلكون أداة إضافية ضد إيران؛ لذلك أصبحوا في موقف الانفعال تماماً. إيران تسلك طريقاً يمكّنه من انتزاع الامتيازات في الاتفاق النووي من جهة، وحل مشاكلها بدون التعويل على الاتفاق النووي من جهة أخرى. كما أنها تتبنى اليوم نظرة متوازنة إلى الساحة الدولية لا تقتصر على الغرب فحسب. من جهة أخرى، لا يرغب بايدن ـ خلافاً لترامب ـ في التضحية بكل شيء من أجل الكيان الصهيوني. وفوق ذلك كله، يجري مسار الأحداث لصالح المقاومة في البيئة الداخلية للكيان الصهيوني وفي محيطه ولم يعد هذا الكيان يمتلك اليد العليا”.
وأوضح أن الكيان الصهيوني كان ولا يزال يعمل في إطار زعزعة استقرار المنطقة والإخلال بالتوافقات ووضع العراقيل والقيام بالأعمال التخريبية المباشرة وغير المباشرة، مؤكداً: “يجب أن لا يكون لدينا أدنى شك في أنه إذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا والكيان الصهيوني متأكدة من قدرتها على تحقيق أهدافها من خلال العمل العسكري وأنه لا عقبة أمامها بهذا الصدد، فكانت تشن عملية عسكرية ضد إيران بكل تأكيد”.
وبيّن الخبير في شؤون غرب آسيا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تأهب عسكري دائم بالنظر للتهديدات التي تحدق بها من مسافة قريبة، قائلاً: “إيران ليست دولة لا تقلق على الأوضاع في محيطها أو لا تهتم بقدراتها الدفاعية والقتالية”.
صمت المجتمع الدولي تجاه تهديدات الكيان الصهيوني
ولمّح أكبري إلى صمت المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه تهديدات الكيان الصهيوني الصريحة وغير الصريحة ضد إيران، مؤكداً: “لم يكن المجتمع الدولي يمتلك قدرة لمواجهة الكيان الصهيوني منذ البداية؛ الكثير من القرارات ضد الكيان الصهيوني والتي وافقت عليها جميع الدول، رُفضت في مجلس الأمن بسبب الفيتو الأمريكي فحسب. فلم تستطع الأمم المتحدة استيفاء أي حق في كل ملف يرتبط بالكيان الصهيوني”.
وتطرق إلى النفوذ والقوة الإعلامية للوبي الصهيوني في الأوساط الدولية والأمم المتحدة، مضيفاً: “مع الأسف وفي ظل عدم فاعلية هذه المنظمات، لا يُتوقَّع منها أن تبدي ردة فعل على تهديدات الكيان الصهيوني؛ إذ هي ليست قادرة على اتخاذ أدنى موقف في هذا الصدد”.
وقال محلل شؤون غرب آسيا إن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يمران اليوم بأسوأ ظروفهما مقارنة بالماضي، مصرحاً: “الذين يهددون إيران اليوم، خسروا المعارك في عدة جبهات أذلاء؛ في سوريا ولبنان والعراق وأفغانستان واليمن. وفي أي بقعة اصطفوا أمام المقاومة لإشعال حرب تكبدوا الهزيمة رغم توظيفهم جميع الأدوات الدولية وقدرات حلفائهم”.
واختتم بالقول إن عنتريات الكيان الصهيوني معروفة لدى الجمهورية الإسلامية، مضيفاً: “يريدون توظيف هذه التهديدات للتأثير على أجواء المحادثات النووية للحيلولة دون التوصل لاتفاق مع إيران أو منح امتيازات لها. إذ يعتقدون أنه في حال حصول إيران على امتياز في الاتفاق النووي وتحسنت ظروف اقتصادها، فإن قوة المقاومة التي تحولت اليوم إلى جبهة إقليمية ستنمو وستتعزز بسرعة؛ وهذا هو ما يخافون منه”.
0 تعليق