المجلس الإستراتیجي أونلاین ـ رأي: کشفت صحیفة هآرتس الصهیونیة مؤخراً أن الکیان الصهیوني زود الإمارات بأحدث معدات التجسس و أحدث طائرات التجسس بموجب اتفاقیة إبراهیم.
حسن هاني زاده ـ خبیر في شؤون الشرق الأوسط
و إدعت أن هذه الأجهزة التجسسیة قادرة علی التشویش علی المعدات الإلکترونیة و أنظمة الدفاع الجوي لدول الجوار، وخاصة ایران، و تعطیل هذه المعدات. أبرمت إتفاقیة إبراهیم التي تعد سرية للغایة، بین الکیان الصهیوني و الإمارات والبحرین في عهد رئیس الوزراء الإسرائیلي بنیامین نتنیاهو و یبدو أن الکنیست لیس لدیه أي علم ببنودها.
و کانت الخطوة الأولی في التعاون بین الکیان الصهیوني والإمارات هي قيام اسرائیل ببیع برنامج التجسس “بیغاسوس” إلی الإمارات، القادر علی التنصت علی الهواتف الجوالة للمعارضة الإماراتیة.
وإعتبر رئیس الوزراء الإسرائیلي السابق، بنیامین نتنیاهو أن هذه الإتفاقیة السریة للغایة هي من أکبر انجازات عهده کرئیس للوزراء لإن هذه الإتفاقیة ستؤدي إلی توسیع دائرة نفوذ الکیان الصهیوني تدریجیاً في المنطقة.
و خلال الإتفاقیات الأمنیة والإستخباراتیة بین الإمارات والکیان الصهیوني، شارک اثنان من کبار تجار الأسلحة و أجهزة التجسس،”ماتي کوخاوي” و “اوفي لیئومي”، حيث زودا الإمارات خلال العامین الماضیین بطائرات حديثة دون طیار من طراز “ایروناتیکس”.
تجاوزت إجراءات الإمارات العربیة المتحدة في مجال التعاون الأمني و العسکري و الإستخباراتي مع الکیان الصهیوني العلاقات السیاسیة والإقتصادیة؛ بحیث أن منظمتي الموساد و “امان” التجسسیة الإسرائیلیة إفتتحتا مکاتبهما في الإمارات.
ویعتبر وجود الکیان الصهیوني في منطقة الخلیج الفارسي الحساسة والبحر الأحمر من الأهداف المشترکة للإمارات والبحرین من هذه الإجراءات؛ إلی حد أن الإمارات العربیة المتحدة وفّرت الأرضیة للتواجد العسکري للکیان الصهیوني عبر نفوذها في جنوب الیمن و جزیرة سقطری الیمنیة الإستراتیجیة في البحر الأحمر.
و قد أثار التواجد العسکري والأمني والإستخباراتي للکیان الصهیوني فی الإمارات، حساسیة الکثیر من بلدان المنطقة بما في ذلک الکویت والعراق وقطر والسعودیة والأردن ومصر والجمهوریة الإسلامیة الإيرانية، لأن هذا التواجد سیخلق انعدام الأمن في المنطقة وبالطبع، عواقبه ستصیب مؤسسیه.
ومع أن لدی مصر والأردن علاقات سیاسیة رسمیة مع الکیان الصهیوني لکن قادة هاتین الدولتین العربیتین قلقون من أن التعاون بین ابوظبي و تلأبیب یمکن أن یقلل من مستوی تأثیرهما علی فلسطین. لهذا السبب، قامت مصر و الأردن مؤخراً بتخفیض مستوی علاقاتهما السیاسیة مع الإمارات و قررا التحرک نحو التعاون السیاسي والإقتصادي الأکبر مع العراق.
یمکن تحلیل الإتفاقیات الأخیرة بین الأردن ومصر من جهة والعراق من جهة اخری، في اطار مخاوف قادة هذین البلدین من سیاسات الإمارات والبحرین و تقارب هذین البلدین من الکیان الصهیوني.
من جهة اخری، یفکر قادة الکیان الصهیوني دائماً، و علی مدی العقود الأربعة الماضیة، في التسلل إلی المنطقة الجیوسیاسیة للخلیج الفارسي، ولکن نظراً لظروف المنطقة، لم یتحقق حلم قادة هذا الکیان حتی السنوات الأخیرة.
وتوقع رئیس الكيان الصهيوني الأسبق وأحد قادة الجیل الأول لإسرائیل، شیمون بیرز، في کتابه تحت عنوان “الشرق الأوسط الجدید” الصادر عام 1995، أن اسرائیل عبر نفوذها بین الدول العربیة في الخلیج الفارسي، ستكون قادرة علی ایصال مستوی تبادلاتها التجاریة مع هذه الدول إلی 70 ملیار دولار سنویاً بحلول عام 2025.
حالیاً، ومع افتتاح سفارتي الإمارات والبحرین في فلسطین المحتلة، لم یتحقق هذا الحلم فحسب، بل تجاوز التبادلات التجاریة، بحيث وصل مستوی العلاقات بین الکیان الصهیوني والإمارات والبحرین إلی مرحلة التعاون الأمني و التجسسي و العسکري.
وهذا التعاون سیؤثر بالتأکید علی الأمن والمصالح الوطنیة لإیران و بعض الدول المستقلة في المنطقة؛ لأن الکیان الصهیوني، سیحاول و بمساعدة أمريكا الى توسیع مستوی نفوذه الأمني والعسکري والسیاسي في الخلیج الفارسي إلی البحر العربي و بحر قزوین وافغانستان.
وإن سبب محاولة الکیان الصهیوني لتوسیع نفوذه في المنطقة هو أن هذا الکیان قد اصبح ضعیفاً جداً من الداخل و قد أثارت القوة الرادعة المتزایدة للمقاتلین الفلسطینیین، مخاوف قادته. إن الإخفاقات المتعددة لجیش الكيان الصهیوني في الحرب ضد شعب غزة، و فشل هذا الکیان في مواجهة صواریخ حماس والجهاد الإسلامي، أجبرا قادة الکیان إلی توسیع مستوی نفوذهم الجغرافي والعسکري والأمني؛ ولکن یجب الإنتباه بأن نفوذ الکیان الصهیوني في الدول الصغیرة في الخلیج الفارسي لن یضمن الأمن المستدام لهذا الکیان فحسب بل سیواجه فی المستقبل أزمة امنیة خطیرة من الداخل.
0 تعليق