المجلس الإستراتيجي أونلاین ـ رأي: تركيا عضواً في الناتو منذ 70 عاماً، كما كانت خلال الحرب الباردة، فهي عضو نشط في هذه المنظمة. في الوقت الذي يكون هناك نقاش حول الناتو في العقد 2030 من جانب، ونشهد اختبارات أمنية شاملة من جانب آخر، تدعي تركيا أنها أنجزت دورها في مجال الدفاع والأمن، وكذلك في مساعدتها الكبيرة والرئيسية لعملية تحول الناتو وفي جهودها للحفاظ على الأمن والاستقرار، ولا سيما في مكافحة جميع أشكال الإرهاب التي تشكل تهديداً ليس فقط لتركيا ولكن لمنطقة اليورو - الأطلسي بأكملها.
محمود فاضلي - محلل الشؤون الدولية
تؤكد المواقف الرسمية لهذه الدولة أن تركيا أصبحت عضواً أساسياً في هذه المنظمة في الذكرى السبعين لعضويتها في الناتو وستظل عضواً قوياً في هذه المنظمة. وبحسب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، فإن الدولة التي أصبحت موضوعاً دولياً في عهد الرئيس أردوغان، قامت بأعمال مهمة وحققت نجاحات كبيرة.
لسنوات عديدة، تفاخرت تركيا بكونها في طليعة حلف الناتو كقاعدة له، وهو موقع كان يجعل تركيا عضواً مهماً واستراتيجياً في الناتو. لكن هذا التعريف كان أكثر ملاءمة لسنوات الحرب الباردة. مع ذلك، اليوم انتهت حقبة الحرب الباردة وتتجه الأمور نحو أنظمة عالمية واقليمية مختلفة تماماً. وبالتالي، يتم إعادة تحديد أهمية تركيا الاستراتيجية ومكانتها بالنسبة لحلف الناتو.
بالطبع، واجهت سياسات تركيا في الناتو بعض التقلبات. إحدى هذه المشاكل هي تعاون تركيا مع الولايات المتحدة كعضوين في الناتو. على الرغم من استياء الولايات المتحدة من شراء تركيا نظام S-400 وقيامها بتهديد تركيا، لكن أردوغان يعتقد أن موضوع شراء S-400 هو أيضاً خطوة مهمة للغاية بين تركيا وروسيا.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة لم تسلم لتركيا بعض المعدات التي دفعت ثمنها تركيا، خاصة مقاتلات F-35. تم دفع 1.45 مليار دولار للولايات المتحدة لأجل شراء طائرات مقاتلة من طراز F-35 ، لكنها لم تسلم الطائرات المقاتلة وما زالت تماطل تركيا.
تعتقد مجموعة في الولايات المتحدة أن شراء S-400 من روسيا يعد انتهاكاً غير مسبوق لقواعد الناتو. إن رد إدارة أردوغان على المحاولة الإنقلابية عام 2016، والخلافات حول سوريا، وانتقاد سياسات تركيا في مجال حقوق الإنسان، وغضبها من الولايات المتحدة، أدت هذه المواضيع إلى حدوث فجوه كبيرة في علاقات تركيا مع أعضاء الناتو الآخرين.
في مختلف القضايا، ينتهج أردوغان سياسات تتعارض مع سياسات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. إن سياسة تركيا تجاه إيران وسوريا والعراق، والتعاون مع روسيا، وسياستها في البحر الأسود، والمطالبات العثمانية الجديدة في البحر الأبيض المتوسط، أسفرت عن توتر العلاقات التركية – الأمريكية. وبحسب هذه الرؤية، يجب على تركيا أن تقف في وجه استفزاز روسيا من خلال إجراء مناورات للناتو من قبل الولايات المتحدة في البحر الأسود، وتلتزم بشدة بمقاربة “البحر الأسود قضية دول ساحلية على البحر الأسود”. يجب أن تعارض تركيا انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الناتو.
إن تركيا بصفتها عضواً في التحالف الغربي وحليف الناتو، ستستمر في لعب دورها في الحد من التوترات بين روسيا وأوكرانيا في من خلال علاقاتها الجيدة معهما.
أثار بيع طائرات مسيّرة مسلحة لأوكرانيا رد فعل قوي من موسكو. يفضل بوتين حالياً أن يعكس هذا الاستياء من خلال تصريحات المسؤولين من المستوى الأدنى، نظراً للفجوة التي حدثت في الناتو من خلال بيع أنظمة S-400 لتركيا.
وكثيراً ما توترت العلاقات بين تركيا واليونان، العضوان في حلف شمال الأطلسي، مع تدهور العلاقات بشكل حاد العام الماضي واشتباكات بين السفن الحربية في شرق البحر المتوسط بشأن الحدود البحرية وحقوق الطاقة.
0 تعليق