المجلس الإستراتيجي أونلاين: اعتبر رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية أن حل الأزمة في اليمن رهن لإنهاء الحصار وإرساء الهدنة وبدء محادثات يمنية ـ يمنية، مصرحاً: "في هذا السياق، يجب على الأمم المتحدة أن تتجنب اعتماد المعايير المزدوجة لإثبات حسن نواياها وكسب ثقة حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية".
في لقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، صباح اليوم، قال الدكتور سيد كمال خرازي: “إحدى المشاكل التي واجهتها الأمم المتحدة في الملف اليمني حتى الآن، هي عدم الالتزام بمبدأ الحياد، حيث أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تبنى قراراً يدعم المعتدين من جهة، ولم يكن المبعوثين الأمميين السابقين إلى اليمن حياديين من جهة أخرى”.
وأعرب عن أمله في أن يثبت غروندبيرغ لليمنيين كونه حيادياً وأنه يسعى إلى تسوية الأزمة في اليمن على أساس مصالح اليمنيين وليس مصالح القوى الأجنبية”.
وأكد رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية: “حكومة صنعاء مستقلة في قراراتها ويجب تغيير الرؤية بشأن كون هذه الحكومة تابعة لإيران”.
وأردف الدكتور خرازي قائلاً: “اندلعت الحرب في اليمن بتدخل دول أجنبية كالسعودية والأمارات العربية المتحدة. ما تريده أنصار الله هو حصة متناسبة في الحكومة المقبلة وهذا يتطلب التركيز على إطلاق محادثات يمنية ـ يمنية. ولا جدوى لأي تدخل أجنبي في هذا الصدد”.
واستطرد رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية بالتأكيد على ضرورة وقف اعتماد المعايير المزدوجة في التعاطي مع موضوع اليمن، مضيفاً: “يجب تطبيق معايير موحدة بشأن هذه الأزمة. على سبيل المثال، لا نجد صوتاً يعلو في الأمم المتحدة واجتماعات مجلس الأمن أو قراراته ضد العدوان السعودي – الأماراتي واستهداف الشعب اليمني”.
ورأى أن وقف بيع السلاح للمعتدين يعتبر موضوعاً مهماً آخر، قائلاً: “يجب على أوروبا وأمريكا وقف بيع السلاح للمعتدين على اليمن؛ لأن هذه الحرب تسببت في معاناة المدنيين ومنهم النساء والأطفال. تمتلك تلك الدول قدرة ممارسة الضغط على المعتدين لإنهاء عدوانهم على اليمن، لكن مصالحها المادية تدفعها إلى مواصلة بيع السلاح للدول المعتدية”.
وأكد الدكتور خرازي على ضرورة إنهاء حصار اليمن، قائلاً: “الإستراتيجية المثلى هي إنهاء الحصار على اليمن أولاً، ثم إرساء الهدنة وفي الخطوة التالية، بدء محادثات يمنية – يمنية. واجب جميع الدول هو دعم هذه المحادثات لتشكيل حكومة مستقلة تتمتع فيها كل من الأطراف اليمنية بحصتها المتناسبة”.
وشدد رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية: “نظراً للوضع الإنساني والميداني في اليمن، يجب تفعيل الحل السياسي بأسرع ما يمكن”.
من جهته، أكد غروندبيرغ في هذا اللقاء على ضرورة بناء الثقة بين الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية، مصرحاً: “أجريت محادثات جيدة مع المسؤولين الإيرانيين. إذا ما لم أحصل على دعم القوى الإقليمية وجيران اليمن، فسأواجه مهمة صعبة لإنهاء الأزمة في اليمن”.
وإذ أكد وجهة نظر رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية، قال: “أشاطركم الرأي بأنه يمكن أن يزداد الوضع في اليمن تعقيداً وهو ما يجعل إيجاد تسوية لها أصعب من ذي قبل”.
وأعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن عن رغبته في إجراء الحوار مع كافة الأطراف اليمنية، قائلاً: “جراء انعدام الثقة والافتقار إلى الضمانات الكافية، لم تتحقق الهدنة في اليمن لحد الآن؛ لكنني سأحاول خلال فترة مهمتي التعامل مع كافة الأطراف لحل العقد الموجودة”.
0 تعليق