جدیدترین مطالب
الفرصة الاستراتيجية لإيران كي تصبح قطباً دوائياً في غرب آسيا
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال محلل بارز في مجال الصحة والعلاج: على إيران، إذا أرادت أن تتحول إلى قطب دوائي في المنطقة، أن تغيّر قواعد اللعبة لصالحها. ويجب أن يقوم نهجها الاستراتيجي على ثلاثة محاور: سرعة التنفيذ، الاستفادة من الذكاء المحلي، والاعتماد الاستراتيجي الإيجابي، كي تتحول من مجرد بائع للمنتجات إلى مهندس وضامن لأمن الصحة الإقليمي.
ارتباك الغرب في الحرب الأوكرانية
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: تُظهر تجربة السنوات الثلاث والنصف من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما رافقها من توترات في هذا الإطار مع الغرب، أنّ الروس لم يتراجعوا في أيّ مرحلة أمام الضغوط الغربية المفروضة عليهم، بما في ذلك العقوبات، بل أدّت تلك الضغوط إلى تصعيد التوترات والخلافات والمواجهات، سواء في المنطقة أو في العلاقات بين روسيا والغرب. وعملياً، فإنّ كلّ محاولة في هذا الاتجاه لم تُسفر حتى اليوم عن نتائج إيجابية بالنسبة للأوكرانيين، بل كانت عواقبها عليهم سلبية، إذ واجهوا مزيداً من الهجمات الروسية.
أحدث المقالات
الفرصة الاستراتيجية لإيران كي تصبح قطباً دوائياً في غرب آسيا
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال محلل بارز في مجال الصحة والعلاج: على إيران، إذا أرادت أن تتحول إلى قطب دوائي في المنطقة، أن تغيّر قواعد اللعبة لصالحها. ويجب أن يقوم نهجها الاستراتيجي على ثلاثة محاور: سرعة التنفيذ، الاستفادة من الذكاء المحلي، والاعتماد الاستراتيجي الإيجابي، كي تتحول من مجرد بائع للمنتجات إلى مهندس وضامن لأمن الصحة الإقليمي.
ارتباك الغرب في الحرب الأوكرانية
المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: تُظهر تجربة السنوات الثلاث والنصف من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما رافقها من توترات في هذا الإطار مع الغرب، أنّ الروس لم يتراجعوا في أيّ مرحلة أمام الضغوط الغربية المفروضة عليهم، بما في ذلك العقوبات، بل أدّت تلك الضغوط إلى تصعيد التوترات والخلافات والمواجهات، سواء في المنطقة أو في العلاقات بين روسيا والغرب. وعملياً، فإنّ كلّ محاولة في هذا الاتجاه لم تُسفر حتى اليوم عن نتائج إيجابية بالنسبة للأوكرانيين، بل كانت عواقبها عليهم سلبية، إذ واجهوا مزيداً من الهجمات الروسية.
من الدبلوماسية المفروضة إلى النموذج الجديد في الحروب: حوار مع الدكتور كمال خرازي: الصهاينة يؤمنون بالعنف المقدّس مثل داعش من أجل تحقيق ادعائهم بإقامة حكومة عالمية

أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في مقابلة مع الموقع الإعلامي لمكتب حفظ ونشر مؤلفات سماحة آية الله العظمى السيدعلي الخامنئي (دام ظلّه العالي)، على عدم التزام الولايات المتحدة وأوروبا بالدبلوماسية الحقيقية والمنطقية والشريفة تجاه إيران، وقال: النتيجة التي تمخّضت عنها المفاوضات النووية الأخيرة أثبتت أن الطرف المقابل لا يؤمن بالتفاوض المنطقي. فهُم، إلى جانب القضية النووية، يسعون إلى فرض قيودٍ على برنامج إيران الصاروخي ومقاومتها، وهذه أمور لا يمكن لإيران أن تقبل التفاوض بشأنها.
وأضاف إنّ الحرب التي استمرت 12 يوماً شهدت أوجهاً من الشبه والاختلاف مع حرب الدفاع المقدّس التي استمرت ثماني سنوات، وقال: إن النموذج الحاكم على الحروب قد تغيّر، إذ تحوّلت الحروب إلى حروبٍ معلوماتية وتكنولوجية ومعرفية. ونحن أيضاً نسير في هذا الاتجاه كي نستفيد إلى أقصى حدّ من المقاربات المعلوماتية والمعرفية في مواجهة أعدائنا.
كما أوضح الدكتور خرازي دور سماحة قائد الثورة بصفته القائد العام للقوات المسلحة، في حرب الاثني عشر يوماً، قائلاً: لقد أحبط سماحته، من خلال تعيينٍ فوريٍّ لخلفاء القادة الشهداء ومن خلال حضوره الإعلامي الفاعل، مساعي العدو الرامية إلى تفكيك المنظومة الدفاعية للبلاد، كما بثّ الطمأنينة في نفوس الشعب.
وعدّ رئيس المجلس الدروس الأساسية المستفادة من هذه الحرب بالنسبة للبلاد وهي “الحفاظ على الاعتماد على الذات وتعزيزه”، و”التمكّن من النموذج المعلوماتي والمعرفي في الحروب”، و”الحفاظ على التلاحم الوطني وتعزيزه”.
فيما يلي النص الكامل للحوار:
س: بسم الله الرحمن الرحيم. لكم كل التحية والاحترام، وأشكركم على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذه المقابلة. كسؤالٍ أول، لقد أكّد سماحة القائد على مدى السنوات مراراً على ثلاثة مبادئ أساسية لأي مفاوضات، وهي: مبدأ الحكمة، والعزة، والمصلحة. نرجو منكم أن تقدّموا لنا تحليلكم حول هذه المبادئ الثلاثة، ورأي سماحته في ضرورة الدبلوماسية والمنطق في الحوار على أساس هذه المبادئ.
ج: بسم الله الرحمن الرحيم. أحد عناصر القوة في أي بلدٍ قدرته الدفاعية، والعنصر الآخر هو دبلوماسيته القوية. كما تُعدّ العوامل الاقتصادية، ورضا الشعب ودعمه، من العناصر البالغة الأهمية التي تمكّن أيّ دولة من الدفاع الكامل عن حقوقها. ومن هذا المنطلق، فالدبلوماسية ضرورة حتمية، وقد استُخدمت على مدى التاريخ وسيلةً لحلّ المشكلات والقضايا بين الدول. ففي زمن النبي الأكرم (ص)، جرى استخدام الدبلوماسية أيضاً، إذ أرسل النبي محمد (ص) جماعةً من المسلمين إلى الحبشة، وبعث رسائل إلى ملوك البلدان الأخرى.
وما يكتسب الأهمية هو الأساس الذي تُبنى عليه الدبلوماسية. فقد حدّد سماحة قائد الثورة ثلاثة مبادئ لذلك: الحكمة، والعزة، والمصلحة. فإذا سعينا في العمل الدبلوماسي إلى إقناع الطرف المقابل بالحجج المنطقية والبراهين الراسخة، نكون قد التزمنا بمبدأ الحكمة. وإذا عملنا بحيث لا تُمسّ عزّة البلاد ولا يشعر الشعب بالمهانة، نكون قد حافظنا على هذا المبدأ. وفي الوقت نفسه، طرح سماحته المصلحة كمبدأ ثالث، أي أنه في الحوارات التي تُجرى مع الدول الأخرى، ينبغي عند الضرورة إبداء قدرٍ من المرونة من أجل التوصّل إلى نتائج مثمرة. والمصلحة هنا تعني أنه إذا اقتضت مصالح البلاد ذلك، فعلى الطرفين في المفاوضات أن يُظهرا مرونةً على أساس منطق الربح للطرفين، للوصول إلى النتيجة المرجوّة.
فعلى سبيل المثال، قبل اندلاع حرب الاثني عشر يوماً، كان قبول إجراء مفاوضاتٍ نووية غير مباشرة بحدّ ذاته دليلاً على الالتزام بمبدأ الحكمة.
س: لديّ سؤال دقيق في هذا الصدد، وأودّ، إن سمحتم، أن أطرحه قبل الدخول في الموضوع. قبل الهجوم الذي شنّه الكيان الصهيوني على إيران، كانت هناك خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة مع الأمريكيين، وكان من المقرر أن تُعقد الجولة السادسة يوم الأحد، أي بعد يومين من الهجوم. برأيكم، ما الفائدة أو المكسب الذي حصلت عليه إيران من قبولها والمشاركة في هذه المفاوضات غير المباشرة مع الأمريكيين؟ في تقديري، الإدارات الأمريكية المختلفة تتبع سياسة إلقاء اللوم على إيران، من خلال الإيحاء بأن الطرف المقابل هو الذي لا يرغب في التفاوض والتعامل. وهم يستخدمون أدواتهم الإعلامية الضخمة لتصوير إيران على أنها المسؤولة عن الوضع القائم. في رأيي، إن هذه الجولات من المفاوضات نجحت إلى حدّ كبير في إبطال هذه اللعبة الأمريكية، التي كانت تستهدف التأثير على الرأي العام الأمريكي داخلياً. ما رأي سعادتكم في هذا الجانب؟
ج: نعم، ولهذا السبب تحديداً وافق سماحة القائد على المفاوضات غير المباشرة، إذ كان هناك منذ البداية شكٌّ في أن الأمريكيين يريدون فعلاً مفاوضاتٍ جادّة قائمة على المبادئ السياسية المتعارف عليها في أي مفاوضات سياسية.
س: هل يمكن أن تشرحوا لنا المسار الذي أدى إلى هذه الموافقة. فقد أرسل ترامب رسالة، ويبدو أن هناك خطوات تتابعت بعدها. على أي حال، سماحة القائد عادةً ما يتشاور في مثل هذه القضايا، وفي النهاية توصّل النظام إلى قرار ببدء المفاوضات غير المباشرة. نرجو منكم أن توضحوا لنا هذا المسار.
ج: عندما يُراد بدء مفاوضات، يُتّخذ القرار أولاً بشأن مبادئها العامة. وتُطرح هذه القضايا داخل المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث تُناقش ويُتخذ القرار بشأنها، ثم تُرفع إلى سماحة القائد. وفي حال موافقته، تتحول هذه الموافقة إلى قرار رسمي للمجلس الأعلى للأمن القومي. سماحته وافق على المفاوضات غير المباشرة، لأنه لم يكن واثقاً من أن المفاوضات التي ستبدأ ستفضي إلى نتيجة ملموسة، وتحافظ على عزّة البلاد في نفس الوقت. لذلك كانت الموافقة على المفاوضة غير المباشرة نابعة من حكمةٍ مدروسة في إدارة هذا المسار.
لو أن إيران رفضت المفاوضات، ولجأ الأمريكيون إلى الخيار العسكري، لكان السؤال الذي سيُطرح حينها: لماذا لم تتفاوضوا لمنع وقوع الحرب؟ ولهذا، وافقت إيران على التفاوض، وخاضت خمس جولات بنية صادقة، وكانت النتيجة قريبة في ظاهرها، لكن الأمريكيين اختاروا الهجوم العسكري في النهاية.
وخلال جميع تلك المفاوضات، كانت عزّة الجمهورية الإسلامية حاضرة في الاعتبار، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقٍ يُخلّ بعزّة الجمهورية الاسلامية. فعلى سبيل المثال، جرى التأكيد باستمرار على حقّ إيران في التخصيب، وفي الوقت ذاته أبدت طهران قدراً من المرونة في بعض الجوانب سعياً إلى تحقيق نتيجة. ومن ثمّ، فإن التمسّك بالمبادئ الثلاثة كان واضحاً تماماً في تلك المفاوضات النووية.
س: لو أردنا أن نحلّل الأمر بدقّة أكثر، برأيكم ما الفرق بين التفاوض المفروض والتفاوض الشريف؟ ففي خضمّ الحرب، قال سماحة القائد إنّ إيران لن ترضخ لسلامٍ مفروض، وبين حرب مفروضة وسلام مفروض، لن تقبل أيّاً منهما. انطلاقًا من هذا المبدأ، إذا نظرنا إلى المشهد السابق، ما الفرق بين التفاوض المفروض والتفاوض الشريف؟ وما الدرس الذي نستخلصه من تجربتنا في هذه الأيام الاثني عشر؟
ج: في الأدبيات السياسية، للتفاوض مبادئ محدّدة، ولا يكون التفاوض شريفاً إلا إذا التزمت بتلك المبادئ. فإذا لجأ الطرف المقابل إلى القوة أو إلى وسائل أخرى لفرض نتائج المفاوضات على الطرف الآخر، فإنّ ذلك التفاوض لا يمكن اعتباره شريفاً، وهو لا ينسجم مع قواعد الدبلوماسية.
ومن بين هذه المبادئ يمكن الإشارة إلى مبدأ المساواة، واحترام سيادة الطرف الآخر، والشفافية وقابلية المحاسبة، والمرونة المتبادلة على أساس منطق الربح للطرفين من أجل الوصول إلى نتيجة ونتائج مستدامة. فبعض نتائج المفاوضات لا تكون مستدامة. نرى اليوم، مثلاً، في مفاوضات الكيان الإسرائيلي مع الفلسطينيين، أنّهم يتفاوضون ويصلون إلى نتائج، لكن إسرائيل لا تلتزم بتلك النتائج لاحقاً. وكذلك الحال في لبنان، حيث نلاحظ المسار ذاته.
إذن، هناك مبادئ عديدة باعتبارها مبادئ التفاوض في الدبلوماسية تُكسب المفاوضات صفة المنطقية والشرف. ويجب النظر فيما إذا كانت هذه المبادئ قد احترمت في المفاوضات مع الأمريكيين أو الأوروبيين أم لا. والواقع أنّها لم تُحترم. على سبيل المثال، ترامب شنّ هجوماً عسكرياً أثناء المفاوضات، وهذا يتعارض تماماً مع مبادئ الحوار.
ومثالٌ آخر هو الأوروبيون الذين لم يلتزموا بتعهداتهم، بل قالوا خلافاً لما نصّ عليه الاتفاق النووي إنّ على إيران أن تقبل تصفير التخصيب، وفي الوقت نفسه استندوا إلى نصّ الاتفاق وقاموا بتفعيل آلية الزناد. وهذه التصرفات جميعها مخالفةٌ لمبادئ الدبلوماسية.
س: برأيكم، كيف تُوجّه الحرب الاثني عشر يوماً وما رافقها من أحداث، مسار الملف النووي الإيراني من منظور الجمهورية الإسلامية؟ وهل يمكن في مثل هذه الظروف الحديث عن تفاوض شريف مع الغرب؟
ج: أولاً يجب القول إن النتيجة التي خلصت اليها المفاوضات النووية الأخيرة بينت أنّ الطرف المقابل لا يؤمن بالتفاوض المنطقي. فهم يريدون أن يفرضوا على إيران قيوداً تتجاوز الملف النووي، لتشمل مثلاً برنامجها الصاروخي ومقاومتها. وهذه أمور لا يمكن لإيران أن تقبل التفاوض بشأنها.
لذلك، لا خيار أمام إيران سوى أن تُبيّن منطقها للرأي العام، وتُظهر استعدادها للحوار القائم على المبادئ، ولكن دون أن تخضع لتفاوضٍ يتنافى مع مبادئ الدبلوماسية. لقد حرص المفاوضون الإيرانيون دائماً على عدم الانسحاب من ساحة الحوار. وفي الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية ووزير الخارجية إلى نيويورك، بُذلت جهود كبيرة في اللحظات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، لكنّ الأطراف المقابلة رفضت ذلك. وهذا يُثبت أنّ منطق إيران قويّ، غير أنّ الطرف الآخر لا يتبع المنطق، بل يسعى إلى تحقيق أهدافه عن طريق القوة.
س: في نظرةً شاملة إلى مسار الدبلوماسية النووية الإيرانية خلال أكثر من عقدين، كيف تمكّنت الجمهورية الإسلامية من توظيف القدرات الدولية والإقليمية في إدارة هذا الملف؟ لقد شهد هذا الملف إداراتٍ مختلفة في مراحل متعددة، فإلى أي حدّ استطاعت الجمهورية الإسلامية الاستفادة من تلك القدرات؟
ج: لم تدر الجمهورية الإسلامية الإيرانية ظهرها أبداً للدبلوماسية والتفاوض. ففي عهد الرئيس محمد خاتمي، بدأت المفاوضات النووية مع الأوروبيين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. كانت المفاوضات تتقدّم، لكن الطرف المقابل بدأ يُظهر نزعةً مفرطة في مطالبه. فخلال الاجتماع الذي جرى مع الدكتور حسن روحاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي آنذاك، في سعد آباد، طلب الطرف المقابل من إيران تعليق التخصيب إلى أن يتوصّل الطرفان إلى نتيجةٍ مُرضية.
وافقت إيران على التعليق، لكنّ الطرف الآخر طلب ضماناتٍ ملموسة تُثبت أنّ إيران لا تسعى إلى صنع سلاحٍ نووي. وقد أجبنا حينها بأننا نحتاج أيضاً إلى ضمانٍ قويّ يقضي برفع العقوبات، غير أنّهم لم يُبدوا في الواقع أي استعدادٍ لرفع العقوبات، بل أرادوا تحويل تعليق التخصيب المؤقّت إلى وقفٍ دائم.
وفي الأيام الأخيرة من حكومة الرئيس خاتمي، كُسر التعليق، لأنّه تبيّن أنّ استمرار هذا المسار لن يؤدي إلى نتيجة، وأنّ الطرف المقابل لا يريد سوى فرض وقفٍ كامل للتخصيب على إيران. وهكذا توصّل الجميع إلى قناعةٍ بأنّ مواصلة هذا النهج تُعدّ تفريطًا بحقوق الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لذلك، رُفع التعليق، وبدأت مرحلة جديدة من البرنامج النووي بإطلاق مشروع “يو سي اف” في أصفهان، لأنّ عزّة الجمهورية الإسلامية كانت تقتضي عدم الرضوخ للضغوط أو ألاعيب الطرف الآخر السياسية. وفي عهد الرئيس حسن روحاني، نظراً لتوافر قدرٍ من الاستعداد لدى الطرف المقابل، تمّت متابعة مفاوضات الاتفاق النووي، وتم التوصل إلى نتائج معيّنة. غير أنّنا رأينا في الواقع أن الأمريكيين لم يتعاونوا منذ البداية، إذ انسحبوا من الاتفاق خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب، كما أنّ الأوروبيين لم ينفّذوا التزاماتهم. هذه التجربة تُثبت أنّه رغم أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ينبغي أن تدير ظهرها للتفاوض، إلّا أنّها يجب أن تكون حذرة من أي محاولة لفرض الإملاءات عليها، وأن تقف بثبات أمامهم.
وفي التعاملات الأخيرة مع الأوروبيين، جرى اتباع النهج ذاته: إيران كانت مستعدة للتفاوض، لكنّ الطرف المقابل أراد فرض شروطه. لقد وضعوا ثلاثة شروط قالوا إنّه في حال قبولها ستُؤجَّل آلية الزناد لمدة ستة أشهر. وحتى في هذا الصدد، أبدينا مرونةً معيّنة، لكن الطرف الآخر لم يكن مستعداً للقبول. وعليه، إذا كانت المفاوضات مبنية على مبادئ منطقية وتحافظ على عزّة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فنحن مستعدون للتفاوض من الآن.
س: لقد قابلتَ العديد من الدبلوماسيين الغربيين. بناءً على خبرتك ومعرفتك الشخصية، أخبرنا ما الذي يدور في أذهانهم، فبينما تُقرّ وكالات استخباراتهم في تقاريرها الرسمية بعدم نية الجمهورية الإسلامية صنع أسلحة نووية، يُصرّون على هذه الاتهامات في المسارات الدبلوماسية؟
ج: ليس هناك شك في أننا نمتلك القدرة النووية ولکن سياستنا شفافة، وهي مبنية على فتوى أصدرها سماحة القائد حيث حرّم فيها إنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل. هؤلاء يعتقدون أن الفتوى ليست قراراً حقيقياً وملزماً، ويحتملون أنّ إيران قد تسعى يوماً لإنتاج السلاح النووي.
في الواقع، هم لا يعرفون ثقافتنا التي تجعل فتوى سماحة القائد ملزمة التنفيذ فور صدورها. لقد حاولنا مراراً وبطرق مختلفة أن نظهر لهم أنّ قرار الجمهورية الإسلامية بعدم السعي لإنتاج سلاح نووي حقيقي. ولهذا السبب، تعاونا إلى أقصى حد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
بل وطبقنا عملياً البروتوكول الإضافي 2+93، الذي يتيح لممثلي الوكالة إجراء زيارات فنية مفاجئة في أسرع وقت ممكن. وبذلك، توجد أدوات تفتيش تكشف فوراً أي تحرك إيراني نحو إنتاج سلاح نووي. اليوم، إذا قالوا بأن معلوماتهم تُظهر عدم رغبة إيران في إنتاج سلاح نووي، فهذا مبني على التفتيش والمعلومات التي حصلوا عليها.
الخلافات الجوهرية لدينا مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ليست مرتبطة فقط بالملف النووي. هذه الخلافات موجودة منذ بداية الثورة الإسلامية. لذلك تُستخدم هذه القضايا كأدوات ضغط لتحقيق أهدافهم ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
س: تتساءل وسائل الإعلام الغربية وكذلك بعض الجماعات في الداخل: هل قيمة تخصيب اليورانيوم كبيرة لدرجة أن إيران تصر على ذلك وتتحمل التكاليف الناجمة عن الضغوط والعقوبات؟ إنهم يعتقدون أنّ العائد لا يتوافق مع التكلفة. من منظوركم كدبلوماسي شارك في هذه المفاوضات لسنوات، ما ردكم على هذا الرأي؟
ج: الاعتماد على الذات كان ولا يزال أحد السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه السياسة تعني عدم الاعتماد على الآخرين في إدارة شؤون البلاد. ونرى مثالها في المجال الدفاعي، حيث مكّنت هذه السياسة إيران من إنتاج معداتها العسكرية والدفاع عن نفسها بشكل مستقل.
لو كانت إيران تعتمد على الآخرين، لواجهت مشاكل كبيرة. كذلك في مجال الطاقة والطاقة النووية، ينطبق نفس المنطق. على الرغم من أنّ إيران تمتلك موارد نفطية، فإنّ النفط سينفد يوماً ما. لذا من الضروري تطوير قدرة إنتاج الطاقة البديلة، ومن ضمنها الطاقة النووية.
لبناء محطة نووية، يجب أن نملك القدرة الفنية لبناء المحطة وتوفير وقودها. نحن الآن نتابع هذه السياسة عبر بناء محطات صغيرة. عندما تبني دول أخرى محطات نووية، عادة ما تكون مسؤولة عن توفير الوقود، وهذا الاعتماد قد يُصبح أداة ضغط. لكن إذا بنينا محطاتنا بأنفسنا، يجب أن نمتلك القدرة على توفير الوقود لتفادي الاعتماد.
وفقاً لسياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإنتاج نحو 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية مستقبلاً – رغم أن تحقيق ذلك يحتاج لوقت – فإن الاستعداد لإنتاج الوقود النووي أمر طبيعي ومنطقي. لذلك، التخصيب حق مسلم لإيران، ولا يمكن التنازل عنه بسهولة والاكتفاء بالاعتماد على الآخرين، فهذا هو مصلحة البلاد.
س: بضع أسئلة عن الحرب أطرحها عليكم. لحظة بدء الحرب، أين كنتم؟
ج: كنت في المنزل.
س: ما أوّل فكرة خطرت ببالكم حينها؟ وهل كنتم تتوقعون ذلك من قبل؟
ج: كان لدينا توقع بأن الصهاينة سيهاجموننا في وقت ما، لكن لم يكن هناك شعور بأن يحدث مثل هذا الهجوم خلال مجريات المفاوضات. على أي حال هم سبقونا وشنّوا الهجوم. ومع ذلك كانت حساباتهم خاطئة، لأنهم تلقّوا فوراً رداً حازماً وقاسياً أجبرهم في النهاية على طلب وقف إطلاق النار.
لذا، في عالم السياسة والدفاع، الأمور قابلة للتوقّع إلى حدّ ما، والأهم هو أن نكون مستعدين لأي طارئ. لحسن الحظ، بفضل سياسة الاعتماد على الذات وعزم المقاتلين الجاد للدفاع عن البلاد، فهذا الاستعداد موجود في البلاد.
س: لديكم خبرة طويلة في فترة الدفاع المقدّس الذي دام ثماني سنوات، أليس كذلك؟
ج: نعم، كنت مسؤولاً عن هيئة الإعلام الحربي.
س: الآن، من زاوية الحرب والدبلوماسية ومفاوضات وقف النار بين إيران والعراق، نودّ أن نعرف رأيكم في أوجه الشبه والاختلاف بين الحرب الثمانية سنوات والحرب 12 يوماً، من المنظورين العسكري والدبلوماسي؟
ج: للحرب 12 يوماً أوجه شبه واختلاف بارزة مع الدفاع المقدس الذي دام ثمان سنوات. من جهة الشبه: في كلتا الحربين اعتمدنا على أنفسنا وصنعنا بعض التجهيزات التي كنّا بحاجة إليها محلياً؛ رغم أن كميات كثيرة من الأسلحة كانت موجودة في إيران خلال فترة الدفاع المقدس، كان لزاماً علينا أن ننتج ما نحتاجه أيضاً من العتاد الحربي.
كما كان الدافع للذود عن البلاد واستعداد المقاتلين للمشاركة في ساحات القتال بروح معنوية كبيرة، مشهوداً في كلا الحربين. كما لعب الدعم الشعبي دوراً أساسياً في حرب الدفاع المقدس، سواء في الجبهات أو خلف الخطوط. في حرب الـ 12 يوماً أيضاً كان دعم الناس والتلاحم الوطني عاملاً حاسماً. هذه كانت أوجه الشبه بين الحربين.
من جهة الاختلاف: النمط السائد في الحروب تغيّر. في فترة الدفاع المقدّس كانت حرب الثماني سنوات ذات طابع صناعي واعتمدت على القوى البشرية البرية. كانت قوات العدو وقواتنا متمركزة في الجبهات. كما جرت تعبئة شعبية وكانت الحشود تدخل ساحات القتال للدفاع وكانت الحرب تعتمد على الصناعات العسكرية مثل المدافع والدبابات والمعدات الأخرى.
أما اليوم فمثل هذا النمط غير سائد. اليوم النموذج الحاكم على الحروب تغيير وتحول إلى حرب معلوماتية وتكنولوجية ومعرفية. المعلومات تلعب دوراً مهماً، واستخراجها يعتمد على تقنيات حديثة، ويوظّف في ذلك الذكاء الاصطناعي في مهام التشخيص واتخاذ القرار على ساحة المعركة.
الذكاء الاصطناعي اليوم، في كثير من الحالات، يحلّ محلّ الإنسان في عمليتي التشخيص واتخاذ القرار. وبالتالي، فقد تحول النموذج السائد في الحروب من الصناعي إلى المعلوماتي والتكنولوجي والمعرفي القائم الذكاء الاصطناعي، وهذا تحول كبير.
نقطة أخرى هي إننا في حرب الـ 12يوماً اعتمدنا على أسلحةٍ وإمكاناتٍ محلية الصنع، بينما اعتمد الكيان الإسرائيلي على تجهيزات ومعدات أجنبية. أي أنّ الكيان الإسرائيلي لم يكن يقاتل بمفرده، بل تدخّلت قوى غربية مباشرة في هذه الحرب عبر وجودها الفعلي في قواعدها ونشر معدّاتها في المنطقة – مثل منظومات الرادار وأنظمة اعتراض الصواريخ مثل باتريوت وثاد والطائرات. أما نحن فلم نكن معتمدين على مساعدات خارجية.
من ناحية المعلومات، استخدم الكيان الإسرائيلي إلى جانب أنظمته المعلوماتية الخاصة أنظمة مثل غوسبيل (للتعرف على الأماكن) ولافندر (لاستلام بيانات الأشخاص)، كما استفادت من شبكات الناتو وبيانات دول غربية لجمع المعلومات.
بعد ذلك تُطابق هذه البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليلها ومن ثم اتخاذ العمليات. هذا التغيير أحدث تحولاً في كيفية إدارة الحروب. ونحن نسير الآن بنفس الاتجاه كي نستفيد إلى أقصى حدّ من المقاربات المعلوماتية والحرب المعرفية لمواجهة الأعداء.
وبالتالي، توجد أوجه تشابه واختلاف كثيرة بين حرب الـ 12 يوماً والدفاع المقدّس، كما توجد فروق واضحة بين إيران والكيان الإسرائيلي.
س: نرجو توضيح دور وإدارة سماحة القائد في التنسيق بين الميدان والدبلوماسية خلال حرب الاثني عشر يوماً؟
ج: أقول إنّ سماحته قام بهذا الدور على نحوٍ جيدٍ جداً. عندما شنّوا الهجوم واستُشهِد قادتنا العسكريون البارزون، تجلّى دور سماحته بوضوح بصفته القائد الأعلى للقوّات المسلحة. فقد عيّن على الفور خلفاء للقادة الشهداء، وشارك بنفسه في توضيح قضايا الحرب عبر ثلاثة برامج تلفزيونية. هذا السلوك بثّ الطمأنينة لدى المواطنين.
هدف العدو كان أن يؤدي استشهاد قادتنا إلى انهيار الجهاز الدفاعي للبلاد، لكنّ تعيين البدلاء فوراً حال دون تحقق ذلك الهدف. وسماحته بحضوره وحديثه مع الشعب قلّل الأثر الاجتماعي للحرب وأعاد الهدوء إلى المجتمع. وبناءً عليه، فقد أدّى سماحته واجبه باعتباره القائد الأعلى للقوّات في هذه الحرب على أكمل وجه.
س: برأيكم، ما العوامل التي دفعت الكيان الإسرائيلي لقبول وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً، رغم ادعائه التفوق العسكري وتمتعه بدعم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وقيامه بالكثير من التهديدات الخطابية؟
ج: فرضت هجماتنا الصاروخية ضغوطاً كبيرة على الكيان الإسرائيلي، وكانت هذه الهجمات فعّالة. واجه الكيان الإسرائيلي تحديات متعددة؛ تحديات داخلية وصغر مساحة الأرضي التي يحتلها هذا الكيان مقارنةً بكبر مساحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية جعله أكثر عرضةً للتأثر.
لذلك صار الوضع صعباً عليه من ناحية داخلية ومن ناحية تكاليف الحرب. أما نحن فتكاليفنا كانت أقلّ لكوننا نعتمد على إنتاج محلي. بينما اضطر الكيان الإسرائيلي إلى توفير الذخائر والتجهيزات من الولايات المتحدة وأوروبا، مما زاد تكاليفه بشكل كبير وأوقع عليه ضغطاً اقتصادياً ملموساً.
بعيداً عن التكاليف غير المباشرة، تُشير التقديرات إلى أن التكلفة المباشرة لهذه الحرب بالنسبة لهم بلغت حوالي 2.4 مليار دولار. وسعر كل صاروخ من منظومة ثاد التي زوّدهم بها الأمريكيون يقدّر بنحو 12 مليون دولار. فلو افترضنا أن كلّ صاروخ باتجاه الكيان الصهيوني واجهه بصاروخ ثاد واحد، فتصوّروا حجم الكلفة الهائلة.
لذلك، تراكمت الضغوط الاقتصادية والنفسية على الكيان الإسرائيلي. من ناحية أخرى، لم تكن الولايات المتحدة راغبةً في استمرار الحرب أو توسيعها على مستوى المنطقة، لأن استمرار النزاع في هذه الحرب لم يكن يصبّ في مصلحتها. ونتيجة لذلك، طلب الأمريكيون وقف إطلاق النار. ونحن من جهتنا أعلنا منذ البداية أنّنا إذا توقّفوا عن الهجوم سنتوقّف نحن أيضاً، وهو ما حصل في نهاية المطاف.
س: من زوايا مختلفة، إذا أرادت إيران استخلاص دروس من هذه الحرب، ما هي عناوين هذه الدروس؟
ج: أولاً يجب أن تواصل إيران الحفاظ على الاعتماد على الذات. ثانياً عليها أن تتقن تماماً النموذج الجديد السائد في الحروب، وهو الحرب المعلوماتية والمعرفية، حتى تتمكن من الرد على الأعداء. ثالثاً يجب المحافظة على الاعتماد على الشعب والانسجام الوطني الذي نشأ في المجتمع، بحيث يكون الشعب، بصفتِه الركيزة الأساسية للدفاع عن الوطن، داعماً لإجراءات الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
عندما يكون الشعب حاضراً في الميدان، يصبح الدفاع عن البلاد أمام الأعداء أقوى. كل محاولات الغرباء تصبّ في إضعاف هذا التلاحم الوطني وإبعاد المواطنين عن دعم النظام، لكن إذا اعتمدنا على قدراتنا وعلى الشعب وسيطرنا بالكامل على التقنيات الجديدة التي تحكم حروب اليوم، فسنتمكن من الدفاع جيداً عن هويتنا وشرفنا وسيادتنا.
س: يواجه الكيان الإسرائيلي في مجال الرأي العام الإقليمي والدولي وضعاً غير مسبوق. ما هو تحليلك لهذا الوضع وتأثيره على مستقبل فلسطين والكيان الصهيوني؟
ج: نعم، لم يسبق للكيان الإسرائيلي أن واجه مثل هذا الكم من الكراهية. في الوقت الحالي، العالم كله يمقت الكيان الإسرائيلي، وحتى في الولايات المتحدة، وفقاً لإحصاءات نشرتها مؤخراً مؤسسة غالوب، فإن 32٪ فقط من الشعب الأمريكي يدعم عمليات الكيان الإسرائيلي في غزة. بالطبع، هذا الدعم يختلف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة، لكن إجمالاً دعم الشعب لا يتجاوز 32٪، وهو معدل منخفض جداً.
في الدول الأوروبية، نشهد يومياً احتجاجات واسعة ضد الكيان الإسرائيلي، ويدعم الناس فلسطين حقاً. لم يسبق في تاريخ فلسطين أن شهدت هذه الدرجة من الدعم لنضال الشعب الفلسطيني، ويرجع ذلك إلى حجم الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي يومياً ضد الفلسطينيين، وهو ما نشهده في غزة.
هذه تحديات كبيرة يواجهها الكيان الإسرائيلي، لكن على من يعتمد هذا الكيان الاسرائيلي؟ يعتمد هذا الكيان على القوى الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة. وأظهرت الولايات المتحدة أنها لا تعطي أي دور للمنظمات الدولية، بل سخرت منها، كما رأينا عندما سخّرت من المحكمة الجنائية الدولية (ICC) وخرجت من اليونسكو.
هذا يظهر أن ترامب يتصرف وفق نموذج جديد ويريد فرض سلطته على العالم بشكل أحادي تماماً. ويستند الصهاينة إلى القوى الغربية في ارتكاب هذا الظلم. ومع ذلك، نأمل أنه بدعم الرأي العام الذي نراه الآن، ستتوقف هذه الحرب في النهاية، وبإذن الله سيتمكن الفلسطينيون من نيل حقوقهم.
س: سؤال أخير، برأيكم ما هو الخطر الرئيسي الذي يشكله النظام الصهيوني على المنطقة والعالم؟
ج:. ويبقى أن نرى ما هي الأهداف التي يسعى الصهاينة إلى تحقيقها في المنطقة وعلى الصعيد الدولي؟ الصهاينة، استناداً إلى أساطير التوراة، يمنحون لأنفسهم الحق في السيطرة على أرض واسعة من النيل إلى الفرات، بما يُسمى “إسرائيل الكبرى”.
بن غوريون، أول رئيس وزراء للكيان الإسرائيلي، قال إنه يجب تحقيق إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات. موشيه دايان، قائد جيش الكيان الإسرائيلي، عندما احتل الجولان، قال: إن جيلنا الأول أسس الكيان الإسرائيلي، ونحن اليوم استطعنا توسيع أرض إسرائيل، والأجيال القادمة ستحقق سياسات النيل إلى الفرات.
هذا يشير إلى برنامج طويل الأمد للصهاينة لهذه المنطقة وعلى المستوى الدولي. فلدى الصهاينة بروتوكول مؤلف من 24 مادة وضعه الماسونيون. في هذا البروتوكول، حددت سياساتهم طويلة المدى بشكل كامل.
أنهم يدعون بالحكم العالمي ويعتقدون أنه يجب أن يسيطروا على العالم. وفي هذا المسار، يؤمنون بمفهوم العنف المقدس ويعتقدون أنه يجب القيام بأي إجراء للوصول إلى هدفهم.
الصهاينة، بالضبط مثل داعش، يؤمنون بالعنف المقدس. الجماعات المتطرفة بينهم تنفذ هذه الأعمال بالفعل. على سبيل المثال، الجماعات المتطرفة مثل “غوش أمونيوم” تهاجم الفلسطينيين، وتستولي على أراضيهم ومنازلهم، وتقتل، وتعمل استناداً إلى اعتقادهم بالعنف المقدس.
لذلك، يجب على الجميع أن يكونوا يقظين تجاه البرامج المستقبلية للصهاينة في المنطقة والعالم. فهم كأقلية وقومية صغيرة، يسعون في برنامجهم الطويل الأمد إلى السيطرة على المنطقة والعالم بالاعتماد على القوى الكبرى. ويجب من الآن أن نكون مستعدين لمقاومتهم.
وبإذن الله، سينصر الله الشعب الإيراني ليكون صامداً، ويقف في وجه الغطرسة الأجنبية، ويسعى من أجل إيران مزدهرة وشامخة.
0 تعليق