المجلس الاستراتيجي أونلاين: صرح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: "بعد مقابلتي مع قناة الجزيرة، كرر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية موقف بلاده السابق بأنهم لن يسمحوا لإيران بإنتاج سلاح نووي، لكنه قال في النهاية إن أفضل طريق هو الدبلوماسية. نحن بدورنا وبناء على فتوى قائد الثورة، لا نسعى إلى إنتاج سلاح نووي، بل نرحب بالدبلوماسية وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية. لكن إذا هددنا الكيان الإسرائيلي بالسلاح النووي، فلا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي وانتظار إذن الآخرين."
قال الدكتور سيدكمال خرازي في حفل افتتاح الدورة الثالثة للحوار الايراني ـ العربي الذي يستضيفه المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات: “أقول للأمريكيين إنكم من غادر طاولة الدبلوماسية بالانسحاب من الاتفاق النووي، واليوم أنتم من لا يرغب في التفاوض على إحياء الاتفاق النووي. إذا رجعتم إلى هذا الاتفاق، فيمكننا التحاور أيضاً حول منطقة خالية من الأسلحة النووية.”
وإذ أعرب عن ارتياحه لمشاركة باحثين في السياسة الخارجية من الدول العربية في هذا الحوار، عبّر عن أمله في أن يؤدي هذا الحوار إلى تعزيز التفاهم وأن يكون فعالاً في تطوير التفاعل والتعاون بين الدول العربية وإيران.
وفيما يخص الحرب في غزة، قال الدكتور خرازي: ” إن القضية الأكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط هي وقف جرائم الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتي تستمر للأسف بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا. وإنه من غير المقبول أن تقوم الولايات المتحدة وأوروبا بتزويد الكيان الإسرائيلي بالأسلحة الهجومية الأشد تدميراً من جهة، وتذرف دموع التماسيح على شعب غزة الأعزل من ناحية أخرى.”
وأكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: “الرأي العام العالمي يطالب بقطع المساعدات المالية والعسكرية الأمريكية والأوروبية عن الكيان الصهيوني. كما أن الدول الإسلامية مطالَبة ليس فقط بمنع أي مساعدة للكيان الإسرائيلي، بل كذلك بفرض عقوبات على كيان الفصل العنصري الإسرائيلي والضغط على الولايات المتحدة وأوروبا لوقف دعم هذا الكيان الذي يرتكب إبادة جماعية.”
وأشار الدكتور خرازي إلى المفاوضات غير المباشرة بين حماس والكيان الصهيوني للتوصل إلى وقف لإطلاق النار موضحاً: “الكيان الإسرائيلي لا يمكن التفاوض معه على الإطلاق. ففي كل مرة توصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، انتهكه عملياً. وأوضح مثال على ذلك هو اتفاقية أوسلو. أما في المحادثات الأخيرة بشأن وقف إطلاق النار، فإن دخول الكيان الإسرائيلي إلى رفح، رغم قبول حماس للمقترح القطري – المصري، أظهر مرة أخرى أن الكيان الإسرائيلي لا يخطط للوصول إلى أهدافه إلا باللجوء إلى القوة، مع أنه لن ينجح في تحقيقها.”
وفي جزء آخر من كلمته تطرق الدكتور خرازي إلى القدرة الدفاعية للمنطقة، قائلاً: “يتعين على دول الشرق الأوسط أن تكون قوية حتى تتمكن من الدفاع بشكل مستقل عن مصالحها ضد الضغوط الأجنبية. إننا لسنا قلقين بشأن قوة دول المنطقة، بل نرحب بها ومستعدون للتعاون مع الدول الأخرى في المنطقة، بغض النظر عن وجهات نظرها، في مجالات العلوم والتكنولوجيا أو في الصناعات الدفاعية، من أجل إنشاء منطقة قوية قادرة على الدفاع عن مصالحها الجماعية. إن المتطلب الرئيسي لإحلال سلام دائم هو وجود دول قوية في المنطقة وتعزيز قوة ردعها ضد أي عدوان.”
وفيما يتعلق بالردع النووي، قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: “منذ عام 1974 دعت إيران دائماً إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية. اليوم كذلك، موقفنا هو أنه يجب نزع سلاح الكيان الإسرائيلي، باعتباره الطرف الوحيد الذي يمتلك السلاح النووي في هذه المنطقة، وإلا فإن السباق النووي سيشتد في المنطقة. وكما أعلنت، إذا هدد الكيان الإسرائيلي إيران بالسلاح النووي، سنضطر إلى إعادة النظر في عقيدتنا النووية.”
وأردف قائلاً: “بعد مقابلتي مع قناة الجزيرة، كرر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية موقف بلاده السابق بأنهم لن يسمحوا لإيران بإنتاج سلاح نووي، لكنه قال في النهاية إن أفضل طريق هو الدبلوماسية. نحن بدورنا وبناء على فتوى قائد الثورة، لا نسعى إلى إنتاج سلاح نووي، بل نرحب بالدبلوماسية وإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية. لكن إذا هددنا الكيان الإسرائيلي بالسلاح النووي، فلا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي وانتظار إذن الآخرين.”
وتابع الدكتور خرازي: “أقول للأميركيين إنكم من غادر طاولة الدبلوماسية بالانسحاب من الاتفاق النووي، واليوم أنتم من لا يرغب في التفاوض على إحياء الاتفاق النووي. إذا رجعتم إلى هذا الاتفاق، فيمكننا التحاور أيضاً حول منطقة خالية من الأسلحة النووية.”
وعن التعاون الإقليمي قال الدكتور خرازي: “إن الأجانب يحاولون إثارة قلق دول المنطقة من خلال ترويج الرهاب من إيران بعد عملية الوعد الصادق ضد الكيان الصهيوني، وذلك في حين أن القوة العسكرية الإيرانية تستخدم في المقام الأول للدفاع عن نفسها ثم لمساعدة الدول الأخرى في المنطقة بناءً على طلبها؛ مثلما سارعت إيران إلى مساعدة سوريا والعراق في دحر داعش بناءً على طلبهما. ولطالما كان هذا النهج هو من سنن الإيرانيين، فحتى قبل مجيء الإسلام، هب الإيرانيون لمساعدة الشعب اليمني ضد اعتداءات الحبشة على اليمن. كمثال آخر، شارك الجنود الإيرانيون في حرب ظفار بناءً على طلب عمان. في القرنين الماضيين أو الثلاثة قرون الماضية، لم تعتد إيران قط على دولة أخرى، وكانت ممارساتها دفاعية دائماً وفي سياق الرد على العدوان على أراضيها، ومن الأمثلة الواضحة عليها هو عدوان العراق على إيران، أو عملية الوعد الصادق التي نفذت مؤخراً للرد على الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق.”
وأضاف: “لقد حان الوقت لدول المنطقة لتساعد في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة من خلال خطة أمنية جماعية وتوقيع اتفاقيات عدم اعتداء مع الدول الأخرى. من المستغرب أن بعض الدول اتخذت خطوات نحو تطبيع علاقاتها مع كيان الفصل العنصري الإسرائيلي بضغط ووساطة من الولايات المتحدة وحافظت على هذه العلاقات على الرغم من استمرار جرائم إسرائيل. وفي الوقت ذاته، تلك الدول نفسها مترددة في تطوير العلاقات مع إيران الإسلامية. إذا كان معيارهم هو القوة، فإن إيران الإسلامية هي أيضاً دولة قوية، وإذا كان معيارهم هو التكنولوجيا، فإن إيران أيضاً نجحت في تطوير التكنولوجيا. وإذا كان معيارهم هو الموارد التي وهبها الله، فإن إيران غنية بهذه الموارد والثروات الطبيعية.”
واقترح الدكتور خرازي بناء تعاون علمي وتكنولوجي بين إيران ودول المنطقة قائلاً: “تطوير التكنولوجيا يجب أن يكون محلياً. هذا لا يعني أنه لا ينبغي أن يكون هناك تعاون علمي مع البلدان الأخرى، بل يعني أنه إذا لم يكن تطوير التكنولوجيا متجذراً في المجتمع العلمي في أي بلد، فسوف يصاب بالخلل بسهولة نتيجة أدنى ضغط من الخارج. لقد تمكنت إيران من خلال دعم إنشاء حوالي 10 آلاف شركة قائمة على المعرفة، من تطوير التكنولوجيات الأكثر تعقيداً في عصرنا هذا وتلبية احتياجاتها؛ ومن الأمثلة الواضحة على ذلك هو التكنولوجيا النووية. إذن، من شأن التعاون العلمي والتكنولوجي أن يكون من مجالات التفاعل بين إيران ودول المنطقة.”
وأعرب الدكتور خرازي عن أمله في أن يقوم المفكرون المشاركون، في ختام فعاليات الاجتماع، بجولة تفقدية لبعض التكنولوجيات التي تم تطويرها في إيران، بما في ذلك التكنولوجيات الناشئة.
وفي ختام كلمته، اقترح رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية أن يركز المشاركون في الحوار، في اجتماعات اللجان، على مناقشة كيفية إنهاء حرب غزة، وإرساء وقف دائم لإطلاق النار، والتطورات الجيوسياسية في المنطقة بعد الحرب، والتنبؤ بمستقبل فلسطين، وكيفية تأسيس تعاون أمني في المنطقة لغرض إحلال السلام والاستقرار.
0 تعليق