المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ رأي: عقد اجتماع منصة الطاقة النووية في إطار الاجتماع السنوي لمجموعة بريكس في موسكو نهاية أكتوبر/تشرين الأول بمشاركة الشركات الناشطة في مجال إمدادات الطاقة النووية السلمية وبحضور نائب مدير منظمة الطاقة الذرية والرئيس التنفيذي للشركة الأم المتخصصة لإنتاج وتطوير الطاقة النووية في إيران والناشطين في الصناعة النووية لدى الدول الأعضاء في بريكس. ووقع الأعضاء المشاركون على بيان يدعم تشكيل منصة للطاقة النووية (بريكس النووية).
زهراء أصغري ـ باحثة في العلاقات الدولية
إن أعضاء بريكس، انطلاقاً من إدراك أولوية المشاركة في إمدادات الطاقة المستدامة وتطوير مصادر الطاقة النظيفة لتوليد الكهرباء كجزء من تحول عالمي عادل للطاقة، ومع مراعاة التزامات الدول الأعضاء في بريكس بهدف تحقيق صفر كربون في توليد الكهرباء وغيره من القطاعات الصناعية، وفي إطار القوانين واللوائح المحلية لكل دولة عضو في بريكس، وتأكيداً منهم على الدور الأساسي للتكنولوجيات النووية السلمية في ضمان الوصول المتساوي وغير التمييزي إلى الطاقة والحوكمة التكنولوجية، وافقوا على تشكيل هذه المنصة.
وقد أعلنت الدول الأعضاء في مجموعة بريكس عزمها على المشاركة في هذه المنصة، نظراً لكونهم رائدين في الوفاء بالالتزامات النووية، ومع الأخذ في الاعتبار التزاماتها بنظام منع انتشار الأسلحة النووية وفقاً لما ورد في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية خاصة في الفقرة 1 من المادة 4 منها، وإدراكاً منهم للدور الرئيسي الذي تلعبه الشركات الناشطة في دول بريكس في رفع قدرة توليد الطاقة النووية في العقود المقبلة عدة أضعاف.
وبناء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الاجتماع المذكور، سيعمل أعضاء بريكس على خلق ظروف عادلة للوصول إلى الطاقة النووية كعنصر أساسي في تحقيق أهداف إمدادات الطاقة النظيفة وإزالة الكربون. كما أنهم سيساهمون بشكل فعال في إقامة شراكة غير مسيسة وغير تمييزية بين مطوري ومستخدمي التكنولوجيات النووية السلمية. بالإضافة إلى ذلك، سيقومون بتطوير وتنفيذ أفضل تطبيقات الطاقة وغير الطاقة للتكنولوجيات النووية المستخدمة للأغراض السلمية في أسواق دول بريكس والأسواق الأخرى.
ومن الأهداف الأخرى لهذه المجموعة هو تبادل الخبرات والتكنولوجيا والمعرفة، وترويج الخدمات الفنية والهندسية لمساعدة الدول التي تسعى إلى تحسين خبراتها النووية. كما يجب على أعضاء بريكس استكشاف الخيارات المختلفة وإتاحة الوصول إلى أدوات بريكس المالية لدعم مشاريع الطاقة النووية. ويدعم الأعضاء أيضاً التعاون من أجل تنفيذ مشاريع المفاعلات المتقدمة ودورة الوقود النووي، وتعزيز سلاسل التوريد المستدامة وتطوير التكنولوجيا من أجل التشغيل المستدام والآمن والموثوق لمحطات الطاقة النووية ومفاعلات البحوث.
ومن ضمن الأهداف الأخرى لبريكس النووية هو مشاركة الخبرات بشأن تفعيل المشاركة العامة في مشاريع الطاقة النووية والمشاركة الفعالة في البحث والتسويق للدول الأعضاء في بريكس بهدف استخدامها في التطبيقات غير المتعلقة بالطاقة، بما في ذلك الطب النووي والزراعة والبلازما والتكنولوجيات الكمومية والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيات الجديدة وتوفير الأساس لشراكات جديدة في تطبيقات التكنولوجيات النووية السلمية في غير مجال الطاقة.
وفي إطار هذه المنصة، يتم تشجيع شركات دول بريكس الحكومية والعامة والخاصة والمؤسسات والمنظمات الموقعة الأخرى على التعاون مع بعضها البعض بهدف مواءمة مبادراتها مع المستوى العالمي للصناعات والمنظمات الدولية. كما سيوفر المجتمع النووي الأرضية والأفكار والمقترحات المشتركة في إطار صيغ التعاون الدولي بطريقة ستشكل الاتجاهات المستقبلية للصناعة النووية.
وفي هذا السياق، ستحث الشركات الحكومية والعامة والخاصة في دول بريكس والمؤسسات والمنظمات الموقعة الأخرى الشركات والمؤسسات الأخرى في دول بريكس على الانضمام إلى مبادرة المنصة النووية لبريكس.
تجدر الإشارة إلى أن التوافقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع المذكور في موسكو بين أعضاء بريكس ليست ملزمة قانوناً ولا تعتبر اتفاقية دولية بين الموقعين أو بين دولهم.
والجدير بالذكر أن الهدف الرئيسي للمنصة النووية لبريكس هو تطوير وتنفيذ أفضل الممارسات والأساليب المتقدمة فيما يتعلق بتطبيقات الطاقة وغير الطاقة للتكنولوجيات النووية للأغراض السلمية في أسواق بريكس وبريكس بلس، فضلاً عن تطوير آليات ونماذج التحفيز وتنفيذ المشاريع في الصناعات النووية للدول الأعضاء في المجموعة.
ومن الجدير بالذكر أنه بحلول عام 2050، ستملك دول بريكس ما لا يقل عن نصف إنتاج واستهلاك الطاقة في العالم، وستلعب الطاقة النووية دوراً مهماً في تلبية الطلب المتزايد عليها.
0 تعليق