المجلس الاستراتيجي أونلاين: قال أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: "يجب التركيز على موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الدبلوماسية واستخدام الدبلوماسية لخدمة الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي هو إحدى حاجات جميع الدبلوماسيين اليوم؛ نظراً لتزايد عدد الجهات الفاعلة في الساحة الدولية بشكل كبير مقارنة بالماضي".
أكد الدكتور سيدعباس عراقجي، خلال الندوة التخصصية تحت عنوان “العلاقات الخارجية في عصر الذكاء الاصطناعي” التي نظمها المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، على أهمية القضايا التي أثيرت في هذه الندوة وتأثير ودور الذكاء الاصطناعي في الحوكمة، قائلاً: “خلافاً للماضي، حيث كانت دولة واحدة أو عدد من الدول هي اللاعبة في الساحة الدولية، نجد اليوم عدداً كبيراً من اللاعبين، سواء جهات حكومية و منظمات دولية أو جهات غير حكومية وشركات وكذلك جماعات إرهابية وحتى أفراد؛ بحيث نرى أن أشخاصاً من أمثال الملا عمر وصولاً إلى إيلون ماسك يضطلون بدور على الساحة الدولية. أو حتى بإمكان شخص أن يُحدِث إرباكاً في دولة ما باستخدام جهاز كمبيوتر. في الحقيقة، ازداد عدد المقومات الدولية في كل ظاهرة دولية”.
وذكر أمين المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية أنه، في قضية أوكرانيا، هناك العديد من العوامل المؤثرة مثل الطاقة والحبوب والغذاء، مما يجعل من الصعب التصرف واتخاذ القرار الصحيح، مضيفاً: ” في مثل هذه الحالة، ينبغي تشخيص المصالح الذاتية ومصالح الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار الكم الهائل من المعلومات والتعليقات الحقيقية أو الزائفة والمضللة وأحياناً المتضاربة التي تصدر من الأشخاص في مختلف البلدان. توفر مراكز الأفكار بدورها كمّاً هائلاً من المعلومات، كما تقوم وكالات التجسس بصياغة معلومات والترويج لها بالطريقة المطلوبة لها”.
وقال عراقجي إنه قبل خوض مفاوضات، يجب على المرء أن يراجع كماً هائلاً من المعلومات في ذهنه ومعالجتها بانتظام والتحقق منها في نفس الوقت، مؤكداً: “ينبغي استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المواقف لمعالجة المعلومات قبل بدء التفاوض واتخاذ القرارات”.
واعتبر أنه من الصعب التكهن بالظروف الحالية على الساحة الدولية، قائلاً: “إحدى المشكلات في مجال السياسة الخارجية هي المفاجآت المتتالية. كما تفاجأ العالم كله بالهجوم الروسي على أوكرانيا، باستثناء الولايات المتحدة – التي كانت قد توقعت ذلك مسبقاً – وكذلك جهة في إيران كانت قد خلصت إلى أن الحرب قادمة، من خلال مقارنة انتشار القوات العسكرية بنمط الهجمات السابقة”.
وأكد الأستاذ الجامعي على أنه من المهم للغاية دراسة ومقارنة أنماط سلوك البلدان المختلفة والاستنتاج منها قائلاً: “بغير ذلك، ستحملنا المفاجآت الكثير من التكاليف”.
وشدد عراقجي على ضرورة الاستفادة من إنجازات الدول الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي والفرص التي تخلقها الدبلوماسية في هذا الصدد، مردفاً: “عندما تشكلت المعايير، فلا خيار أمامنا سوى القبول بالبروتوكولات والانضمام إليها حتى لو كانت ضد مصالحنا. على سبيل المثال، إذا أردنا استخدام الهاتف الدولي يجب أن نقبل بأن الرمز 0098 خُصِّص لنا وإذا أردنا التقاط الهاتف وإجراء مكالمة فيجب أن نكون قد قبلنا بهذه البروتوكولات. وحتى إذا قلنا إننا معرضون للتنصت عند إجراء الاتصال، يردّون علينا بأن هذا هو الواقع. وإذا لم تقبل بتلك المعايير والبروتوكولات، فسوف تُحرم من التعاملات الدولية”.
واختتم قائلاً: “بشكل عام، نحن متخلفون في مجال الذكاء الاصطناعي. لذلك، يجب أن نفكر بعقلية دولية ونفتح الطريق لمن يمتلكون المهارات. إذا لم يكن لدينا رأي، فلن يكون لنا دور في وضع المعايير. لدينا الكثير من العمل للقيام به في هذا الاتجاه”.
0 تعليق