جدیدترین مطالب
أحدث المقالات
استراتيجية إيران تجاه نهج ترامب في غرب آسيا

أوضح حسين كنعاني مقدم في حواره مع الموقع الالكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية: “مع استئناف جرائم الكيان الإسرائيلي في غزة، تبيّن أن السياسات الخارجية لترامب قد فشلت تماماً”.
وأضاف: “في القمة الأخيرة بشرم الشيخ، أقيم عرض مهين، وتمت السخرية فعلياً من قادة الدول الإسلامية والعربية وبعض الدول الأوروبية”.
وأشار إلى أن “هذه الأحداث أظهرت أن الولايات المتحدة بدلاً من البحث عن حلول منطقية، استخدمت التهديد والإهانة كوسائل لفرض نفوذها”.
وأوضح كنعاني مقدم أن “المقاومة في المنطقة بلغت مستوى من النضج لم تعد معه أي من الإجراءات الاستعراضية قادرة على نزع سلاحها أو إجبارها على التراجع”.
وأضاف: “سياسات ترامب كانت أقرب إلى المقامرة منها إلى إدارة استراتيجية إقليمية”.
وأشار إلى التداعيات الداخلية والإقليمية لسياسات الولايات المتحدة وقال: “كان الكيان الصهيوني يواجه أزمات سياسية واجتماعية، وسعى بالاعتماد على خطة ترامب بشأن غزة إلى منع سقوطه السياسي”.
وبحسب كنعاني مقدم، فإن “الضغوط المفروضة على محور المقاومة، بما في ذلك الاشتباك مع حزب الله، ومواجهة حماس، وتصعيد التوتر في الضفة الغربية، كشفت عن الضعف الاستراتيجي للكيان الصهيوني”.
وأكد خبير شؤون غرب آسيا أن “شعب الكيان الإسرائيلي وحكومته كانوا يخشون الانهيار الداخلي، وهذه المخاوف أظهرت فشل السياسة الأمريكية في إعادة تنظيم المنطقة”.
وأضاف: “إن محاولة واشنطن فرض نظام جديد قائم على التهديد واستعراض القوة لم تفشل فحسب، بل أدّت إلى تعزيز وحدة محور المقاومة”.
وقال: “إن السياسة الخارجية لترامب في غرب آسيا، القائمة على الإهانة والمقامرة السياسية والاستعراض، زادت من تعقيد الأوضاع الإقليمية وعدم استقرارها”.
تفاقم الأزمة؛ نتيجة خطة ترامب للسلام
وفيما يتعلق بخطة ترامب للسلام لإنهاء حرب غزة، قال كنعاني مقدم: “إن الاتفاق الأخير كان محاولة لتشكيل النظام المنشود من قبل الغرب”.
وأضاف: “لقد وضع ترامب شروطه، وقَبِل الكيان الصهيوني بها، لكن سرعان ما انهار وقف إطلاق النار، واستأنف الكيان الإسرائيلي هجماته على غزة”.
وتابع قائلاً: “إن استمرار العدوان على لبنان وغزة بعد اتفاق ترامب أظهر أن خطته لم تؤد إلى السلام، بل إلى تصعيد الصراع”.
وأوضح: “لقد أدّى هذا الاتفاق عملياً إلى إنقاذ نتنياهو سياسياً، دون أن يحقق أي إنجاز للقضية الفلسطينية”.
وقال كنعاني مقدم: “كان الكيان الصهيوني يسعى من خلال خطة ترامب إلى تجاوز أزمته الداخلية وتخفيف ضغوط معارضيه”.
وأضاف: “إن الاشتباك مع حزب الله، ومواجهة حماس، والاضطرابات في الضفة الغربية تعبّر عن الأزمات المتعددة الأوجه التي يعانيها الكيان الإسرائيلي، والتي لا تزال مستمرة”.
وأشار إلى أن “صحيفة نيويورك تايمز حذّرت من احتمال عدم تنفيذ الاتفاق من قبل الكيان الإسرائيلي”.
وقال خبير شؤون غرب آسيا: “إذا استمر المسار الحالي في ظل ظروف غير عادلة، فإن المقاومة ستدخل مرحلة عملياتية جديدة”.
وأضاف: “لم تتراجع المقاومة عن مواقفها أبداً، وحتى الهامش الاصطناعي للتنفس الذي وفّرته الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي لم يتمكّن من تقليص قوة محور المقاومة”.
وبحسب كنعاني مقدم، فإن “هذا المسار كشف فشل الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي في المنطقة، وأثبت أن أي ضغط أو اتفاق قسري لا يمكن أن يقوّض إرادة المقاومة”.
وفيما يتعلّق بردّ إيران على السياسات الاستعراضية الأمريكية، قال كنعاني مقدم: “ينبغي لإيران أن تتهيّأ لمواجهة أي سيناريو على ثلاثة مستويات: في المستوى الأول، ينبغي اعتماد نهج هجومي في الحرب النفسية والإعلامية، والتخلي عن الموقف الدفاعي البحت”.
وأوضح: “في المستوى الثاني، يجب أن يكون الشعب والحكومة مستعدين للرد في كل الظروف، كي تتم مواجهة الضغوط الخارجية بإدارة ذكية”.
وأضاف مؤكداً على التنسيق بين الدبلوماسية والقدرة الردعية والدعم الشعبي: “أما في المستوى الثالث، فمواجهة المفاوضات القسرية تتطلب أعلى درجات الجاهزية العسكرية والدبلوماسية والإعلامية”.
وقال كنعاني مقدم: “لا ينبغي الرد على استعراضات القوى الأجنبية بانفعالات، بل بخطط دقيقة وإجراءات محسوبة”.
وأوضح أن “إيران، من خلال استخدام دبلوماسية نشطة وقدرة ردع قوية، حافظت على مسارها ولم تسمح للسياسات الأمريكية المفروضة أن تحقق أهدافها”.
وأشار خبير شؤون غرب آسيا إلى ضرورة التعاون الإقليمي قائلاً: “إن المنطقة تتجه نحو مزيد من التقارب، وينبغي إقامة معاهدات مشتركة بين الدول الإسلامية”.
وأضاف: “من المرجح أن يتطور هذا المسار نحو العمل المشترك لا مجرد سلام شكلي، مما قد يعزز موقع محور المقاومة”.
وفيما يخص أهمية التماسك الداخلي، قال كنعاني مقدم: “إن الدعم الشعبي والوحدة الوطنية يشكلان الركيزة الأساسية للحكومة الإيرانية في مواجهة الضغوط الخارجية”.
وأضاف: “إن العمليات المدروسة للمقاومة والدبلوماسية الذكية يمكن أن توجه مسار المنطقة نحو سلام عادل واستقرار دائم”.
واختتم كنعاني مقدم بالقول: “يجب أن تقوم استراتيجية إيران على مزيج من الردع، والدبلوماسية النشطة، وتعزيز الشرعية الداخلية، كي تتمكن من احتواء الضغوط الخارجية وضمان أمن المنطقة”.
وأكد كنعاني مقدم: “لن تخضع إيران أبداً لأي ضغط أو تفاوض قسري، وستواصل مسارها استناداً إلى تخطيط دقيق ومصالحها الوطنية”.
			
			
			
			
			
			
			
			
0 تعليق