المجلس الاستراتيجي أونلاين ـ حوار: قال خبير في الشؤون الدولية إن الاتفاق بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن الاستفادة المشتركة من الأرباح الناتجة عن بيع المعادن الأوكرانية، وتغير موقف واشنطن تجاه مفاوضات السلام وتراجع دورها كوسيط بين موسكو وكييف، أظهر أن ترامب لم يكن يهتم منذ البداية بالسلام أو إنهاء الحرب أو احترام الوحدة الترابية للدول، بل كان يسعى فقط لتحقيق مصالحه وأهدافه في أوكرانيا.
في حوار مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أشار حسن بهشتي بور إلى الاتفاق بين الولايات المتحدة وأوكرانيا على تقاسم 50٪ من أرباح بيع المعادن الأوكرانية، قائلاً: إن ظاهر هذا الاتفاق يدل على أن ترامب تمكن أخيراً من تحقيق هدفه في تعويض التكاليف التي أنفقها في الحرب الأوكرانية بطريقة ما. بالإضافة إلى ذلك، فإن مناجم أوكرانيا غنية جداً وفريدة من نوعها، ومعادنها قابلة للاستخدام في مختلف التقنيات التي تحتاجها الولايات المتحدة.
وأضاف: بمجرد أن حصلت الولايات المتحدة على هذا الاتفاق، غيّرت موقفها تجاه روسيا، ولم تعد تتابع بجدية ما قالته سابقاً بأن المناطق المحتلة تحت السيطرة الروسية، يمكن أن تبقى تحت سيطرة هذا البلد. لذلك، لم تكن واشنطن تسعى بالضرورة إلى السلام منذ البداية، بل كانت تسعى إلى الحصول على نصيب، ولم تكن تهتم كثيراً بسيادة أوكرانيا أو مسألة انضمامها إلى الناتو.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية أن ترامب قال إنه سينهي الحرب الروسية الأوكرانية في يوم واحد، لكن مضى أكثر من مئة يوم على رئاسته ولم يحقق أي نجاح في هذا الشأن، وقال: سلوك ترامب وأداؤه يظهران أن صحة تصريحاته محل شك. حتى أنه لم يتمكن من إبرام اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
وحول نهج إدارة ترامب في إنهاء الوساطة بين روسيا وأوكرانيا بعد الاتفاق الأخير على المعادن، قال: في الأساس، كان هدف ترامب أن يحقق مكاسب مالية واقتصادية من الحرب في أوكرانيا، ومن اللافت أنه يسعى إلى أهداف مماثلة مع روسيا، ويعتقد أنه كلما اقترب من روسيا يكون ذلك على حساب الصين. خطة ترامب هي تخفيف العقوبات على روسيا والدخول في تعاون اقتصادي وتجاري معها لمواجهة الصين.
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت مفاوضات السلام ستكون مثمرة بعد اتفاق الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن، أوضح: في الواقع، لم تتحقق النتيجة التي كان ترامب يسعى إليها من مفاوضات السلام في أوكرانيا. الآن هناك انطباع بأن حلاً أو خطة جديدة قد يتم التوصل اليها في المستقبل، لكن من غير المرجح أن يصلوا إلى نتيجة في ظل الوضع الحالي، لأن موقف الطرفين بشأن الوضع الحالي متصلب للغاية. أضف على ذلك، مع إقالة مستشار الأمن القومي والخلافات الموجودة بين البنتاغون ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة، من المرجح أن يضطر ترامب إلى إعادة النظر في المسارات الحالية. ولهذا السبب من المتوقع أن يتم تعليق مفاوضات روسيا وأوكرانيا بوساطة أمريكية لفترة من الزمن.
وفيما يتعلق بموضوع التنازل الرسمي عن الأراضي الأوكرانية المحتلة لصالح روسيا، قال هذا الخبير في الشؤون الدولية: لا يجرؤ أي رئيس في أوكرانيا على التنازل عن الأراضي المحتلة لأي طرف. ومن غير المرجح أن يوافق زيلينسكي، طالما هو في السلطة، على هذه المسألة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف: ربما إذا وافق الجانب الروسي على وقف مؤقت لإطلاق النار، يمكن خلق بيئة مناسبة لإجراء انتخابات جديدة بشعارات جديدة في أوكرانيا، وفي هذا الإطار قد يُطرح موضوع التنازل عن الأراضي. لكن في ظل الانسداد الحالي، فإن أحد الخيارات التي لا تنتهك سيادة أوكرانيا هو منح هذه المناطق حكماً ذاتياً، لأن تقسيم هذه المناطق بالقوة قد يؤدي إلى تشكيل مجموعات مقاومة لتحريرها، ما سيجعلها جرحاً غائراً لا يندمل.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت المساعدات المالية والسياسية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا لمواجهة روسيا ستُستأنف بعد اتفاق المعادن أم لا، قال بهشتي بور: من غير المرجح أن تتوقف الولايات المتحدة عن مساعدة أوكرانيا، لأن أوكرانيا ستواجه مشاكل خطيرة من دون هذه المساعدات. وبالتالي، فإن هذا الاتفاق يوفر أرضية جيدة لاستمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، حتى وإن لم يكن كما في السابق وبشكل كامل، لكن على المرجح أن المساعدات ستستمر.
0 تعليق